16 ماي… الفاجعة

حكايات إرهابيين 2 شكلت صدمة كبيرة لمصالح الأمن وحتى الشيوخ رغم تطرفهم هذه الحلقات محاولة، من ياسين لملس، باحث في الحركات الإسلامية، تقديم قراءة جديدة للأحداث الإرهابية التي عاشها المغرب، وأخطر الخلايا الإرهابية التي تم تفكيكها، والتميز المغربي في القضاء عليها، سواء من حيث المقاربة الأمنية، أو المبادرات التي تم تبنيها داخل السجون، وساهمت في مراجعات لعدد كبير من معتقلي السلفية الجهادية. إعداد: مصطفى لطفي كانت مصالح الأمن وقتها، تعتقد أن خلية فكري الإرهابية حالة شاذة، تم اجتثاثها بعد اعتقال عناصرها وبعض الشيوخ الذين تفننوا في تكفير المجتمع ونجحوا في استقطاب عدد كبير من الشباب نحو الأفكار المتطرفة، لكن الواقع سيكشف أن خلية فكري ما هي إلا حلقة أولى من سلسلة ظهور خلايا خطيرة سيتورط بعضها في تنفيذ عمليات انتحارية كما وقع في 16 ماي. القاسم المشترك بين المتورطين في أحداث 16 ماي الإرهابية أنهم يتحدرون من أحياء هامشية، وبالضبط "كريانات" سيدي مومن بالبيضاء، مستواهم التعليمي بسيط جدا، لكنهم وقعوا تحت تأثير فتاوى عرابي الإرهاب على المستوى العربي، يقيمون بالخارج، سيما أبو قتادة، وهو فلسطيني يحمل الجنسية الأردنية وأبو حمزة المصري، اللذين يقيمان معا في بريطانيا. هذان الشيخان، لم تكن لهما علاقة بتنظيم القاعدة، ولكن كانا مصدر إلهام جميع التنظيمات الإرهابية، ولعبا دورا بارزا في العشرية السوداء التي عرفتها الجزائر بتحريض المتطرفين على مواجهة الجيش الجزائري، وكانت فتاواهما تحرض على القيام بأعمال إرهابية سواء بأوربا أو الدول العربية، فلقيت الترحيب بهدف زعزعة استقرار المغرب. التخطيط لـ16 ماي كان منظما واستغرق التخطيط له وتنفيذه وقتا طويلا، وحسب ما جاء في تصريحات بعض المقربين من المتورطين الرئيسيين في هذه الأحداث، وهم العماري والطاوسي والحنشي، الذين مازالوا رهن الاعتقال، فالعملية تمت بوسائل بسيطة وتقليدية، استقوا معلوماتها من الانترنت، وتم اقتناء المواد المتفجرة والمسامير من المحلات التجارية المتخصصة "عقاقير". تنبيه المتطرفون في أحداث 16 ماي ما يسمى بالثقافة "المسجدية" وهي مقاطعة باقي المساجد بحكم أنهم يكفرون المجتمع ولا يؤمنون بالمشايخ، وحددوا مكان معين لأداء الصلاة جماعة وعقد الاجتماعات فيه ووضع الخطط للعمليات الإرهابية. شكلت العمليات الانتحارية والتي خلفت 44 قتيلا، إضافة إلى 12 انتحاريا، صدمة كبيرة لمصالح الأمن وحتى الشيوخ، الذين رغم تطرفهم كانوا يرفضون القيام بأعمال مسلحة بالمغرب وإن عبروا صراحة على دعوة الشباب إلى نصرة إخوانهم بالعراق وفلسطين وأفغانستان، والدليل أن الشيوخ نددوا بأحداث 2004 الإرهابية بمدريد. حملات اعتقال واسعة العملية الإرهابية في 16 ماي كانت صناعة مغربية، وهو ما أربك مصالح الأمن التي لم تتوقع حدوث مثل هذا النوع من الجرائم، ونسفت شعار الاستثناء المغربي، وهو ما عجل بإحراج قانون الإرهاب إلى الوجود، لتبدأ حملة اعتقالات واسعة شملت الآلاف من المحسوب على التيارات المتطرفة، لتكون المصالح الأمنية أمام صدمة أكبر، عندما اكتشفت أن العشرات من العمليات الإرهابية كانت ستنفذ لولا الألطاف الإلهية، حسب اعترافات العديد من الموقوفين.

16 ماي… الفاجعة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تخليت عن الوظيفة من أجل الفن

آش خاصك تدير؟

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات