إغلاق الثقوب والقنوات المشيدة على فرشات مائية ملوثة بضواحي البيضاء تتشدد شبكات مراقبة جودة المياه في إصدار توصيات بإغلاق وردم عدد من الثقوب والآبار العشوائية، أو المرخص لها، المحدثة على فرشات مائية ملوثة، خصوصا بمحيط المطرح العمومي القديم بإقليم مديونة. وأعطى سعيد احميدوش، والي جهة البيضاء-سطات، تعليمات صارمة بمراقبة المياه المستعملة للشرب وباقي الاستعمالات الأخرى (الحمامات وتوريد البهائم وسقي بعض الخضر والمزروعات)، وتطبيق الإجراءات القانونية الجاري بها العمل ضد المخالفين من أصحاب الآبار والثقوب الملوثة. وأصدرت السلطات العمومية بالجهة، بتنسيق مع شبكات المراقبة التابعة للحوض المائي أبي رقراق الشاوية، قرارات بإغلاق 150 بئرا في الأشهر الماضية، أجريت عليها خبرات وتحاليل، أثبتت وجود مواد ملوثة بها. ويراقب مهندسو الولاية والحوض المائي عددا آخر من الآبار، بتنسيق مع السلطات المحلية، إذ أكدت مصادر أن توجيهات صدرت بعدم التسامح مع كل فعل قد يمس بالصحة والسلامة، من قبيل السماح باستهلاك مياه لم تمر من قنوات المراقبة، ولا تحترم معايير الجودة الموصى بها من منظمة الصحة العالمية. ويلجأ عدد من المواطنين بضواحي البيضاء إلى حفر آبار دون التوفر على الرخص اللازمة، وهي ظاهرة وطنية تعم أغلب المدن والمناطق المغربية، إذ كسفت معطيات قدمها وزير التجهيز والماء، في مارس الماضي، أن عدد الآبار التي تم إحصاؤها بلغ 28600 بئر، مشيرا إلى أن 91 في المائة من هذه الآبار غير مرخصة. وتفاقمت ظاهرة حفر آبار وإحداث ثقوب مائية وتجويفات وممرات تحت أرضية وتثبيت أنابيب وقنوات دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة، في المدة الأخيرة، التي تزامنت مع فترة الجفاف وانحسار الأمطار، إذ يستعين بعض قاطني الدواوير في ضواحي المدينة إلى الاستعانة بمياه الفرشة المائية، رغم المخاطر، خصوصا بالمناطق المجاورة لمطرح مديونة القديم. وتعاني الفرشة المائية بهذه المناطق من التسربات المخيفة بآلاف الأمتار المكعبة من عصير الأزبال، التي ورثتها المدينة، نتيجة فشل أغلب البنود التي تضمنتها اتفاقية سابقة تكلفت بها شركة البيضاء للخدمات، قبل أن تتسلمها شركة البيضاء للبيئة. ومن بين بنود الاتفاقية المتخلى عنها، انتداب شركة للإشراف على جميع الخدمات المتعلقة باستقبال وطمر النفايات في المطرح الحالي حتى استنفاد طاقته الاستيعابية، مع معالجة مخزون الرشيح (الليكسيفيا) وحرق وتثمين الغاز عند الاقتضاء، بموازاة إغلاق وترميم المطرح نفسه وتوفير المراقبة والتتبع لفترة ما بعد الاستغلال. ويتسبب "عصير" الأزبال في كوارث بيئية بالمنطقة، كما أن الفشل في وضع حواجز وطبقات لحماية الفرشة المائية، أو تفتت الطبقات السابقة، أدى إلى تلوث المياه التي لم تعد صالحة لجميع الاستعمالات، والأحرى للشرب. يوسف الساكت