الأغنياء يعيشون أكثر من الفقراء بالمغرب
دراسة كشفت أن الميسورين يستفيدون من 4 سنوات ونصف سنة إضافية
كشفت دراسة غير مسبوقة في المغرب، أن الأشخاص المنتمين إلى الطبقات الغنية، يعيشون 4.5 سنوات خلال حياتهم، مقاربة مع المنتمين إلى الطبقات الفقيرة، وأبانت ما وصفته باللامساواة أو التفاوتات في مواجهة الموت، وهي دراسة أجراها، محمد الفاسي الفهري، مدير مركز الدراسات والبحوث الديمغرافية، بالمندوبية السامية للتخطيط.
وتعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها، التي تناقش التفاوتات على مستوى الانتماء إلى طبقات اجتماعية مختلفة، والفروق بين المجال الحضري والقروي، في مواجهة الموت، إذ أن جل الدراسات السابقة وعمليات الإحصاء، تقارن فقط بين الجنسين، وتشير إلى متوسط أمد الحياة الوطني.
وبينت الدراسة الرسمية، التي نشرتها المندوبية، فروقات مهمة في ما يتعلق بسنوات العيش، التي يحياها المغاربة، حسب جنسهم ومجال العيش وأيضا مستوى الحياة. ويعيش الشخص المنتمي إلى الطبقة الميسورة في المتوسط 79.5 عاما، إلى حدود 2018، في حين كان يعيش في 2004، 78.3 سنة، وأما الشخص الفقير فيعيش فقط 75 سنة في 2018، وكان في 2004 يعيش فقط 68.1 سنة، ويتضح أن هناك فرقا قدره 4.5 سنوات بين الفقراء والأغنياء، وكان هذا الفرق يصل إلى 10 سنوات في 2004. وقسمت الدراسة الفئات الاجتماعية، إلى ثلاث، الأولى ميسورة والثانية متوسطة والثالثة فقيرة، وتوصلت إلى أن هذه الفئة المتوسطة، تعيش في المتوسط 77.4 سنة إلى حدود 2018، وكان يعيش في 2004 74.6 عاما، في حين أن متوسط أمد الحياة الوطني، يبلغ 76.9 عاما في 2018، و73.8 في 2004.
وأما بالنسبة إلى ما يتعلق بفروقات الحياة ما بين سكان القرى والمدن، فإن المدينيين يعيشون 4.4 سنوات أكثر من القرويين، في 2018، إذ يعيش سكان القرى 73.5 عاما، في حين يعيش سكان المدن 77.9 عاما، وتقلص الفرق بين المجال القروي والحضري إلى 4.4، بعدما كان يصل إلى 5.8 سنوات.
وأما بالنسبة إلى الفروقات في أمد الحياة في ما يتعلق بالجنسين، فإن النساء يعيشن أكثر من الرجال 2.7 سنوات، إلى حدود 2018، في حين أن النساء يعشن 78.1 في المتوسط والرجال 75.4، وخلصت الدراسات أن أسباب هذه التفاوتات يمكن أن تفسر بأكثر من معطى ومؤشر، غير أن أبرزها هو الولوج إلى العلاجات الأساسية، وجودة الرعاية الصحية المقدمة، وجودة الحياة والنظافة.
عصام الناصيري