اليوسفي: نجحت في عزل نفسي

مذكرات مستشار اليوسفي 9 اعتذر عن مهمة أممية بالعراق وذكر كوهين بدين قديم له على وزارة الدفاع الأمريكي يعد كتاب عبد العزيز النويضي، مذكرات مستشار للوزير الأول عبد الرحمن اليوسفي، دروس من تجربة « التناوب» وما بعدها، الصادر في 2022، غنيا بالوقائع والأحداث التي عرفها المغرب المعاصر. ويتطرق فيه النويضي، لجملة قضايا أثار بعضها اهتمام الرأي العام لحظتها، وقدم لها تفسيرا يختلف عما راج، وأخرى لم تكن متداولة. وننشر حلقات من هذا الكتاب القيم، بموافقة المؤلف الذي زكى عملية النشر مشكورا لإفادة قراء « الصباح». إعداد: أحمد الأرقام اعتذر اليوسفي عن تحمل مسؤولية الملف العراقي مبعوثا خاصا للأمم المتحدة عندما فاتحه صديقه الجزائري الأخضر الإبراهيمي في الموضوع (وهو مبعوث سابق للأمم المتحدة في الملف السوري، وفي أفغانستان ودول أخرى) قائلا للإبراهيمي «سالينا... الله يجعل البركة»، وصرح لي اليوسفي بعد إعفائه واستقالته من الحزب «لقد نجحت في عزل نفسي»... وكان يقصد أنه اتخذ قرار الاستقالة من السياسة، والابتعاد عن أضواء الإعلام، ولزم الصمت لكي لا يسيء إلى تاريخه. وفي موضوع آخر، تابعت اجتماعا بمقر الوزارة الأولى بين اليوسفي، ووليام كوهين، وزير الدفاع الأمريكي في إدارتي جورج بوش وبيل كلينتون على التوالي، وبحضور وفد كبير من وزارة الدفاع. أتذكر أن اليوسفي أخبر كوهين بوجود دين له على وزارة الدفاع، إذ في 1944، عندما كان على متن دراجة هوائية بالبيضاء بين درب السلطان والصخور السوداء (روش نوار)، وكان عمره عشرين سنة، مرت بقربه سيارة عسكرية على متنها جنود من البحرية الأمريكية (المارينز)، وفي غفلة منه، انتزع أحدهم الطربوش من فوق رأسه، وانطلقوا مقهقهين، ومنذ ذلك اليوم يقول اليوسفي، تخليت عن الطربوش والجلباب معا. ضحك الجميع على هذه الحادثة التي مر عليها أكثر من 56 عاما... لكنها أضفت بعض الألفة على الاجتماع. وكان وليام كوهين يريد مزيدا من تلطيف الجو، فقال مخاطبا اليوسفي «سيادة الوزير الأول: إن بيننا نقطا مشتركة، فأنا أنتمي إلى الحزب الجمهوري وكنت وزيرا للدفاع على عهد الرئيس بوش الأب، ومعارضا بالتالي للحزب الديمقراطي، ومع ذلك عينني الرئيس كلينتون وهو من الحزب الديمقراطي، مرة أخرى وزيرا للدفاع، وأنت كنت معارضا للحسن الثاني، وها قد عينك وزيرا أول». وقال اليوسفي «نعم بلا شك هناك نقاط مشتركة بيننا كمعارضين في السابق، غير أننا نختلف في نقطة مهمة، فأنا لا أنتمي إلى الحزب الجمهوري». وفوجئت باهتمام اليوسفي بتفاصيل الكلمات، وما قد تختزنه من معان، وأدركت إلى أي حد كان يحرص على تبديد اللبس، وبناء الثقة مع القصر، وتوضيح اختياراته بالشكل الذي لا يترك لخصومه أي حظ للعب على الرمزيات، وتضخيمها أو انتزاعها من سياقها. ودعيت في أكتوبر 2002 للإسهام في تأسيس «صندوق العون القانوني للفلسطينيين» ببيروت، وكان هدف الصندوق المساهمة في تقديم العون القانوني للأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية أمام المحاكم والمحافل الوطنية والدولية، وملاحقة مرتكبي جرائم الحرب ضد الإنسانية وغيرها من انتهاكات القانون الدولي. وحضرت الاجتماع الذي انعقد ببيروت بين 1 و2 نونبر 2002 مكلفا بمهمة رسمية من قبل الوزير الأول وقعها مدير الشؤون الإدارية والمالية زيد العابدين بنيوسف. واتفقنا على مذكرة التفاهم لإنشاء الصندوق وتم اختيار الدكتور سليم الحص، رئيس لمجلس الأمناء وهو الذي سبق أن كان رئيسا للوزراء في لبنان لخمس مرات. وقد وفر للصندوق موافقة مجلس الوزراء اللبناني لتكون بيروت مقرا له. وساهم اليوسفي بمبلغ مالي سلمته إلى عضو في مجلس الإدارة (الأستاذ خالد السفياني) الذي سلمني وصلا بالمبلغ الذي أدليت به لليوسفي على سبيل الإخبار. وبعد مراسلة مني للترويج للصندوق إلى مجموعة من مديري الجرائد للمساهمة في حملة التعريف بالصندوق والتبرع له ومن ضمنهم اليوسفي، مدير جريدة الاتحاد الاشتراكي، ساهمت فعلا جرائد مغربية وأسبوعية في نشر إشهار حملة التبرع. اليوسفي والقضية الفلسطينية كتبت ردا على بعض الهيآت التي هاجمت اليوسفي في علاقته بالقضية الفلسطينية التي اتهمته بالتطبيع مع إسرائيل، ذلك أن الأممية الاشتراكية تضم أكثر من 130 حزبا اشتراكيا أو عماليا بما فيه حزب العمل الإسرائيلي إلى جانب منظمة التحرير الفلسطينية، فهل يمكن ترك مقعد الاتحاد الاشتراكي فارغا باسم مناهضة التطبيع؟ وهل يمكن للأحزاب التي هاجمت اليوسفي أن تبذل ما بذله لصالح فلسطين على امتداد تاريخه وتاريخ حزبه من دعم صريح وملموس للقضية الفلسطينية.

اليوسفي: نجحت في عزل نفسي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"عمتي فاطنة" على "دوزيم"

بهاوي في حفل بأبي رقراق

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات