آل المجاطي يخططون للهروب

المجاطي... من الملالي إلى البغدادي 9 التنظيم كان يتلاعب بأعصاب أهالي مدينة الرقة لكسب تعاطفهم تفتح "الصباح" من خلال هذه السلسلة قصة أم آدم المجاطي وابنها إلياس، وتتعقب "مغامراتهما" بعد التحاقهما بالتنظيم الإرهابي داعش من خلال كتاب "رحلتي مع آل المجاطي من إمارة الملالي إلى خلافة البغدادي" للباحث والإعلامي مصطفى الحسناوي. السلسلة ترصد مسار الأم وابنها، وتجعل قصتهما، مدخلا لمقاربة ورصد أساليب الاستقطاب والتجنيد والدعاية لدى التنظيمات الإرهابية،كما أن السلسلة مساهمة في تسليط الضوء على الإرهاب بصيغته الأنثوية. إعداد: عزيز المجدوب أعلن التنظيم، عبروسائل دعايته ومكبرات الصوت في المساجد، أن سد الطبقة سينهار بعد تعرضه لتصدعات، ما سيؤدي إلى فيضانات تغرق الرقة، وتصل إلى ديرالزور وتمسح مدينة الطبقة من الوجود، ذكر لي "إلياس" أن الفوضى عمت المدينة، وبدأ الناس يستعدون للهروب منها، فكر إلياس في استغلال الوضع، ومن حسن حظه، أن زوجته وضعت مولودها، كان ذلك بين أواخر مارس وأواخر أبريل من 2017، فسمته "أم آدم" على اسم زوجها "كريم». كان التنظيم يتلاعب بأعصاب أهالي مدينة الرقة، أو ربما لكسب تعاطفهم، بادعاء أن قصف العدو يهدد بانهيار السد. أصاب الرعب السكان، فبدأ الهروب الكبير نحو المدن والمناطق المجاورة، وصعد الناس إلى الجبال. انتبه التنظيم إلى أن الأمر انقلب ضده، ثم عاد وتراجع عن الإشاعة التي فبركها وأطلقها، مؤكدًا عبر منابر المساجد أنه لاخوف من السد، وأن الوضع تحت السيطرة. ذكر لي إلياس، أن حالة من الفوضى والنهب والسلب سادت المدينة التي تحولت لمدينة أشباح، وأن الناس رغم مكبرات الصوت التي كانت تطلب منهم البقاء في المدينة، إلا أن أي أحد لم يلتزم بأوامر التنظيم ولا بنداءاته وطلباته يظهر هنا إلى أي حد يمكن للناس ألا ينصاعوا حتى لتلك القوانين التي يحلمون بتطبيقها، وإلى أي حد يمكن أن يستجيبوا لأوامر الحكام الذين يقولون إنهم شرعيون وطاعتهم واجبة... وأيضا إلى أي حد وصلت حالة السخط والرفض من طرف الشعب، لهؤلاء الذين جاؤوا ليطبقوا عليه شريعة بتأويلهم، بالغصب والقهر والقوة. عند أول فرصة ينفجر الناس ويتمردون". استغلت العائلة حالة الفوضى، التي خلفها سكان الرقة هروبا من الرقة والعودة إليها، فتسللوا تحت جنح الظلام، إلياس وأمه وزوجته والمولود الجديد "كريم المجاطي". لم ينس إلياس سلاحه وحزامه الناسف ولباسه العسكري. والدته وزوجته أيضا حملتا معهما سلاحا ناريا، كان هروبا أشبه بخوض معركة حقيقية. كانت الوجهة مدينة "معدان"، وهي مدينة تقع وسط واد بالقرب من شاطئ نهر الفرات، تتبع لمحافظة دير الزور، استقروا بها لبعض الوقت، ليتفاجؤوا ذات يوم، بأخبار اعتقال التنظيم لمجموعة من الناس في المدينة حاولوا الفرار، قامت عناصر التنظيم، بالاعتداء عليهم ومصادرة أموالهم وأغراضهم. أحس "آل المجاطي"، بالخطر المحدق، فهم ليسوا هاربين عاديين، بل لديهم مشاكل وحسابات مع بعض القيادات، وعليهم أحكام قضائية، فقرروا الهرب إلى الميادين. الحقيقة أن "آل المجاطي" كانوا إلى ذلك الوقت، هاربين من جناح داخل التنظيم للاحتماء بجناح آخر، كانوا لم يصلوا بعد، للتموقف من التنظيم كله، من فكره وأيديولوجيته ومشروعه. هرب "آل المجاطي" إلى الميادين، في الأسبوع الأول من غشت 2017، لا أدري تحديدا متى وصلوا الميادين، لكن بحسب توصيل استلمته "أم آدم"، بتاريخ 7 غشت 2017، الموافق لمنتصف ذو القعدة 1438، من مكتب تابع لديوان الزكاة والصدقات بمدينة الميادين، بعد تبرعها بمبلغ مالي وخاتم ذهب كصدقة جارية، يوضح أنهم كانوا في الميادين نهاية الأسبوع الأول من غشت. لكن لماذا تصدقت "أم آدم" بذلك المبلغ وبخاتم الذهب، وهي في ظروف حرجة؟ هل كانت تمتلك أموالا كثيرة؟ أم أنها زهدت في الدنيا؟ أم تراها أرادت أن تجد لنفسها موطئ قدم مع قادة وأعيان التنظيم في المدينة؟ (رغم أنها لم تذكر اسمها كما يظهر التوصيل، واكتفت بتعريف نفسها بأنها مهاجرة) لاشيء يؤكد أي شيء، المسألة الوحيدة المؤكدة، أنهم كانوا في الميادين بتاريخ 7 غشت.

آل المجاطي يخططون للهروب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حـــراس الأقـــــصى

نشرة إنذارية ... طقس حار بعدد من أقاليم المملكة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات