حـــراس الأقـــــصى

مغاربة القدس... قصة حارة الشرفاء 3 الأيوبي عن المغاربة: "يثبتون في البر ويبطشون في البحر" تنتشر أبواب ومعالم تاريخية كثيرة بالقدس بفلسطين، لكن يعتبر «باب المغاربة» أشهرهم، بل إن المقدسيين يكنون له احتراما استثنائيا، بالنظر إلى تاريخ إحداثه. سنسرد خلال هذه الحلقات تاريخ هذا الباب، ولماذا سمي باسم المغاربة، والسبب الذي جعل المقدسيين خاصة والفلسطينيين عامة، يولونه تلك الأهمية الكبيرة، ويطلقون عليه تسميات كثيرة، مثل «باب الشرفاء» و»باب العزة». إلى جانب المقدسيين، فإن تاريخ «باب المغاربة»، جعل مسلمين من دول المنطقة، الذين تطوعوا للدفاع عن القدس في عهد الفاطميين، يكنون احتراما وتقديرا خاصين للمغاربة، الذين قطعوا مسافات طويلة لنصرة الأقصى والمدينة المقدسة. ياسين قطيب اعتبر «باب المغاربة» في القدس، الباب الرئيسي الذي يدخلك للمسجد الأقصى، إذ أعيد ترميمه أكثر من مرة، وخاصة في عهد المماليك. في 1967 ميلادية، أراد الاحتلال بعد فترة من دخوله للقدس، هدم معالم المدينة التاريخية، ومحو هويتها، وكان أول قراراته، هدم حي المغاربة، إذ هدم ما يقارب 134 بناية، من بينها مساجد ومدارس، بنيت في عهد صلاح الدين الأيوبي. بما أن أكثر سكان «حارة المغاربة» كانوا مغاربة، فإنهم كانوا ضحية هذا العدوان، وشردوا في ظروف صعبة، في تجاهل لتاريخهم وما قدموه للمدينة. يعتبر كتاب أن استهداف الاحتلال في 1967 لحي المغاربة، دليل على قيمته في تاريخ القدس، بل أنه هدم بناياته، التي كانت شاهدة على تاريخ مغربي أصيل بالمدينة المقدسة. لم يكتف جنود الاحتلال بهدم المباني، بل صادروا مفتاح «باب المغاربة»، إذ منعوا المسلمين من ولوجه، لكي لا يصلوا للمسجد الأقصى، فيما سمح لغير المسلمين بذلك، وهو الباب الذي يستخدم للهجوم على المصلين واجتياح الأقصى. اعتبر هذا الهدم «مأساة» تاريخية وحقيقية، محت بها إسرائيل، تاريخا من النضال والتضحيات للمغاربة بالقدس. بعد الاحتلال، هجر جل المغاربة، إذ منهم من فضل الرحيل بسبب التنكيل والمتابعة والقمع، ومنهم من توفي أو شرد، وهم من رحل مع اللاجئين في الشتات. قبل دخول إسرائيل للقدس، توقع الكتاب والفقهاء أن المغاربة سيكونون حماة للقدس مستقبلا من أي تدخل أجنبي، بل اعتبروهم «حماة المدينة»، بعد القيمة التي اكتسبوها تاريخيا داخلها. يتذكر المقدسيون مقولة لصلاح الدين الأيوبي، حول سبب منح المغاربة تلك القيمة، وإسكانهم في منطقة وحي مهم بالمدينة، وقال إنه أسكن هناك من «يثبتون في البر، ويبطشون في البحر، واستأمنهم على هذا المسجد العظيم، وهذه المدينة». ذاكرة المقدسيين إنها كلمات لازالت تدرس في المدارس في القدس، لكي يتعرف الجيل الجديد على تاريخ المدينة، ومن ساهم في بنائها وتطويرها، قبل أن يأتي الاحتلال ليطرد الجميع، ويهدم معالم تاريخية شاهدة على ذلك، ومنها ما يسميه الإسرائيليون «حائط البراق»، الذي يوجد في منطقة حساسة ومهمة جدا، في الجزء الجنوبي من السور الغربي للمسجد الأقصى، بطول 47 مترا. توجد حارة المغاربة أمام الحائط مباشرة، ما جعله من المناطق المهمة تاريخيا لدى اليهود والمسلمين على السواء. رغم محاولة إسرائيل محو ذاكرة الباب من عقول المقدسيين، فإن أغلبهم لازال يتذكر تاريخ المغاربة المجيد في المدينة، بل إن حتى شباب اليوم، يعرفون جيدا هذا التاريخ، وما أنجزه المغاربة هناك لفائدة المدينة، وكيف تركوا أهاليهم وعائلاتهم بعيدا في الغرب، واستقروا في القدس من أجل ازدهارها ونهضتها، موافقين على طلب الأيوبي. يقول بعض المقدسيين إن ذاكرة فلسطين مهما محيت على الأرض، فإن عقول العرب والمسلمين والعالم، لازالت تتذكر أدق التفاصيل.

حـــراس الأقـــــصى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"البهك"... فطريات طبيعية

آل المجاطي يخططون للهروب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات