بنسعيد يحيل مسؤولين على التحقيق
الوزير يمهد لإعفائهم ويلغي عقود مموني مخيمات قدموا وجبات غير لائقة
قرر المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، إحالة ملف عدد من المسؤولين على التحقيق، قصد إعفاء من ثبت في حقه التغيب عن العمل وتزييف الحقائق بصياغة تقارير “كاذبة” أثناء مراقبة وضعية المخيمات الصيفية في مختلف الأقاليم والعمالات، وفق ما أكدته مصادر “الصباح”.
وبرز ضعف في تنسيق العمل بين بعض كبار المسؤولين، وغياب آخرين ورفضهم القيام بعمل ميداني لفائدة الوزارة، تضيف المصادر، ما جعل الوزير بنسعيد يمتعض ويحتج، ويقرر تطبيق القانون في حق المخلين بعملهم، وفق ما تنص عليه المساطر الإدارية، إذ ستتم إقالة البعض منهم، خاصة الذين فضلوا قضاء عطلتهم الصيفية عوض إنجاز مهامهم الإدارية.
وتحقق الوزير، بناء على تقرير رفعته إليه لجنة إدارية أرسلها من مقر الوزارة، في وجود تلاعب في صفقات عمومية في مجال تدبير المخيمات الصيفية، إذ عوض أن يقوم الفائزون بها بعملهم المهني، باعوا عقود تلك الصفقات العمومية لآخرين لإنجاز تلك المهام، ما يعني وجود تحايل على القانون للاستفادة من الصفقات.
وقال أحد مستشاري الوزير لـ «الصباح»، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن بنسعيد كشف غشا في عملية التغذية التي بدت ضعيفة من حيث بعض مكوناتها الغذائية من الفيتامينات والبروتينات، قدمت لأطفال في مخيم بالهرهورة بجهة الرباط، وأخرى بجهة فاس مكناس، ووقف على وجود تلاعب من قبل جمعية مدنية مكلفة بتأطير المستفيدين من التخييم في إقليم الصويرة، إذ مارست الابتزاز في حق ممونين، للحصول على المزيد من المال، وإلا اختلقت قصصا تدعي تعرض أطفال إلى التسمم قصد فسخ العقد.
وبناء على التحقيق الأولي للجنة التفتيش، قرر الوزير فسخ عقود ممونين قدما خدمات غذائية غير لائقة في المخيمات الصيفية المخصصة للشباب والأطفال، في كل من مخيم الهرهورة بعمالة الصخيرات تمارة، بجهة الرباط سلا القنيطرة، وفي جهة فاس مكناس، ومعاقبة الجمعية بإقليم الصويرة وحرمانها من المشاركة مستقبلا في أي عملية تأطير للمخيمات.
وتزور حاليا لجنة التفتيش الجهة الشرقية، لمتابعة وضعية المخيمات هناك، ورفع تقرير شامل حولها لوضعه فوق مكتب الوزير، إذ لم تتسرب معطيات حول هذا التحقيق الجاري.
ونسقت وزارة الشباب عملها مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، لضمان الصحة والسلامة الجسدية للمستفيدين من التخييم، ومكاتب حفظ الصحة المتمركزة على مستوى مختلف الأقاليم والعمالات، والمكتب الوطني للسلامة الصحية والغذائية.
ورفع الوزير من القيمة المالية للوجبات الغذائية كي تكون صحية، وفي مستوى التطلعات عوض سياسة التقشف السابقة التي حصل فيها تلاعب في وجبات التغذية.
وأحدث مجلس النواب، مهمة استطلاعية لزيارة المخيمات الصيفية والوقوف ميدانيا على ما جرى فيها، عبر افتحاص صرف الميزانية العامة، ومراقبة جودة الوجبات الغذائية المقدمة، ومساءلة مضامين البرامج التربوية والترفيهية المقدمة للأطفال.
وسعى الوزير بنسعيد إلى إحداث تغيير في مجال تقديم البرامج الترفيهية الهادفة لرفع المستوى التربوي والفكري للأطفال، إذ أصدر مرسوما وزاريا في هذا الشأن لإرساء نموذج تنموي جديد عبر وضع برامج ترفيهية تربوية هادفة وتقديم خدمات ذات بعد تكنولوجي عال تدخل في مجال الصناعة الآلية، أو الرجل الآلي (الروبو)، وتكنولوجيا المعلوميات في مراكز تخييم جديدة بمواصفات عصرية.
أحمد الأرقام