تستعيد هاجر نشاطها في الدعارة، في فصل الصيف، إذ تؤكد أنها عانت كثيرا نتيجة بوار "المهنة"، بسبب جائحة "كورونا". وما إن تم تخفيف إجراءات منع عدوى الفيروس، حتى قررت العودة إلى حياتها "الجنسية" بالبحث عن زبنائها القدامى وفتح المجال أمام الراغبين في نزوات جنسية عابرة. لا تعرف هاجر الملل والضجر والعياء، وتقضي يومها في المقاهي والمطاعم والحانات، بحثا عن "همزات" الراغبين في الجنس، رغم أنها حريصة على التشبث بقوانينها الخاصة "ممنوع الممارسة الجنسية الكاملة، والحفاظ على العذرية خط أحمر". هي "الفنانة"، كما يناديها الزبناء، وحين تسمعها تبتسم، وتقطب حاجبيها، فتبدو مثل آلهة الحب الإغريقية، إذ تستمتع بمغامراتها "الجنسية"، حتى أدمنت عليها، وأصبح لها أسلوب خاص في جذب الرجال، إذ تستغل مستواها الدراسي العالي في فتح النقاش وإبهار الجالسين معها بثقافتها، من الجغرافيا إلى التوالد عند الحيوانات، أو التحليل السياسي... الأهم بالنسبة إليها قضاء فترات جنسية بمقابل مالي والحفاظ على عذريتها، لأسباب مازال كل المقربين منها يجهلون أسبابها. تتشبث "الفنانة" بعذريتها، بل تفتخر بذلك أمام صديقاتها، وتعتبره وساما لذكائها، وتسهب أمامهن في نقاش طويل حول عدد المعجبين بها وكيفية حصولها على "صفقات" الجنس باستعمال كل وسائل الإغراء من المال، إلى بيع الوهم للباحثين عن الزواج. لا أحد يملك ذاكرة قوية مثل ذاكرة "الفنانة"... هكذا تجمع صديقاتها، فهي تعلم ما خفي من أسرار الممارسات الجنسية، وتتحدث عن قصص خاصة، عن مغامرات مشكوك في صحتها، منها كيف غامرت بمضاجعة مسن وهروبها لحظة محاولة افتضاض بكارتها. لا تأبه "الفنانة" بملاحظات بعض المقربين منها بأنها مدمنة على الجنس، فهي دائمة الانشغال به، وتعاني طغيان التفكير على كل أنشطتها الأخرى، وتنخرط باستمرار في الممارسات الجنسية المفرطة، رغم رغبتها، أحيانا في التوقف... وهذه العلامات وحدها تجعلها في قفص الإدمان. وتحكي عن لحظة سماعها بتخفيف إجراءات الحجر الصحي، إذ غابت أياما قليلة، وسادت شائعات عن سبب هذا الاختفاء المفاجئ، فمن صديقاتها من أقسمت بأغلظ الأيمان أنها بين أحضان أحد زبائنها، وأخريات تحدثن بإسهاب عن اعتقالها، بعد ضبطها متلبسة، وأن أفراد أسرتها يبحثون عن محام متمرس، وفريق ثالث لم يصدق جميع الأخبار وظل يترقب حضور "الفنانة" فجأة لتحكي لهم عن مغامراتها الجديدة. خالد العطاوي