الديوان يضم قصائد شعرية تسائل الموت والحياة صدرت عن مطبعة"الجديدة ريبرو" مجموعة شعرية بعنوان: "هديل الأماسي الجريحة" للشاعر والروائي الطاهر لكنيزي. ويجمع الديوان بين دفتيه ثماني وعشرين قصيدة، وصمم لوحة الغلاف الفنان عزيز الخلفي. وقدم للإصدار الجديد الناقد والروائي الحبيب الدائم ربّي. وورد في التقديم، "أنّ الطاهر لكنيزي لا يعيش في كوكب آخر، وكما أنّ الشاعر في نظره ليس ذاك الذي يكتب القصائد، بل الذي يشعر بما يحيط به وبمشاعر الآخرين، ويشاطرهم أفراحهم، وأحزانهم وآلامهم، فجلّ مواضيع النصوص مستلهمة من وضعيات عاشها أو شاهدها، فصقلت روحه أو خدشتها. وجاء في تصدير الأديب الحبيب الدائم ربّي:"وصاحب "الأماسي الجريحة"، الحريص على انتقاء معجمه، لا يكتفي بالمعجم والتركيب ليبني معمار قصائده، لذلك فهو يَهدَل. وآياته، في ذلك، أنه يركب المراكب التي بات يتفادى مطباتها شعراء كثر، عن عجز أو عن استعلاء حداثوي تخونه البراهين. فالسباحة، عند الشاعر لكنيزي، من دون بحورٍ وأوزان محضُ تمرين نظري لا يُعتد به نصيا، مهما حُشدت له الذرائع. وما همّت طبيعة هذه البحور، أقصيرة كانت أم طويلة أم بين بين. وإن كانت تستهويه البحور القصار. يوجّه فيها أشرعته جيدا ويسافر قرير القريحة، فكل الرياح، حينها، تسنده هو النوتي الخبير. إنه يخوض في مواضيع شتى تتصل بالحياة والموت، كما تسائل الوجود بين الكائن والممكن والمستحيل، مع نبذ للظلم والفساد والاحتراب، في مقابل تمجيدٍ للفضيلة والجمال، بما في ذلك فضيلة القصيدة وجمالها. وهذا ليس غريبا على مُربٍّ، كان وما يزال وسيبقى، حريصا على تقديم المعرفة في أطباق أنيقة، وبصدق وإخلاص يليقان بالشعراء الأفذاذ". ويضيف الحبيب، "وإذا كانت القصيدة عند الطاهر لكنيزي ليست مجرد معجم وكفى فإن الحقل المعجمي المتفرد لديه ثابت من ثوابت القول، ويندر ألا يتعثر في سطوره الشعرية قارئ عجول تعوزه الدراية بخرائد لغة الضاد التي يظل الشاعر عن شواردها لا يبالي، كحال عمّه أبي الطيب. وهذا الملمح المعجمي في كتابة الأستاذ لكنيزي من شأنه تمكين القارئ من زاد لغوي ثمين، بحيث تنضاف إلى جمال السبك الشعري فضيلة المعرفة، وللمعرفة اللغوية فوائد تثرى". أحمد ذو الرشاد (الجديدة)