اعتراف أممي بالدور الهام الذي تلعبه القوات المغربية في عمليات حفظ الأمن والأعمال الإنسانية في مختلف قارات العالم ونحن نحتفل بالذكرى الثالثة والعشرين لاعتلاء الملك محمد السادس عرش أسلافه، لا بد من تسليط الضوء على واحدة من المبادرات الكبرى التي حفل بها عهده والتي تتجلى في تثبيت الأمن العالمي بفضل الرؤية الملكية التي عززت أهمية دور المغرب في عملية حفظ السلام عن طريق القوات المغربية التي تشتغل ضمن "القبعات الزرق " في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مختلف قارات العالم. وبفضل تعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية وتوجيهاته، برز بشكل ملحوظ الانخراط الفعال للمملكة المغربية في خدمة مبادئ السلام والأمن عبر العالم، وأيضا تقاسم الخبرة المكتسبة من طرف أفراد القبعات الزرق المغاربة من أجل الدفاع عن القيم الكونية للتضامن والكرامة والعمل الإنساني عبر إرسال تجريدات تابعة للقوات المسلحة الملكية، تحت راية الأمم المتحدة، بمختلف القارات. لم تكن إشادة الأمم المتحدة بالمساهمة الفعالة للمغرب في عمليات حفظ السلام الأممية وكذا لجنود حفظ السلام المغاربة وعائلاتهم مجرد مجاملة بل كانت اعترافا صريحا بالخدمات والتضحيات الجليلة التي قدموها ويقدمونها في خدمة الأمن والسلم الدوليين. وبالعودة إلى مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للقبعات الزرق الذي ينظم في كل 29 ماي من كل سنة، للإشادة بتضحيات الأفراد المدنيين وأفراد الشرطة والعسكريين وإسهاماتهم القيمة في عمل الأمم المتحدة، حرص جان توبي أوكالا، المسؤول بالأمم المتحدة، في المناسبة ذاتها التي نظمت في 29 ماي الماضي على الإشادة بما يقوم به المغرب والتجريدة المغربية المنتشرة ضمن بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونيسكو). وقال جان توبي أوكالا، المكلف بالإعلام لدى بعثة مونيسكو في إيتوري "أود بصدق أن أحيي مساهمة التجريدة المغربية في بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية. من قبل، كان لدينا هنا تجريدة قتالية من القوات المسلحة الملكية تتمتع بخبرة كبيرة مكنت من تحقيق إنجازات عظيمة لصالح السلام"، مشيرا إلى أن أفراد قوات القبعات الزرق الذين ما زالوا هناك يعملون أكثر في المجال الاجتماعي. وأوضح المتحدث نفسه، أن جنود القبعات الزرق المغاربة يديرون مستشفى من المستوى 2، ويستقبلون المرضى سواء القادمين من قبل الأمم المتحدة أو المرضى الكونغوليين، بالإضافة إلى ذلك ينظمون مبادرات إنسانية خارج المستشفى تهم استشارات طبية، وتقديم تبرعات بالأدوية، وما إلى ذلك... وأورد أوكالا "في الأمم المتحدة، نضع الأشخاص المستضعفين في قلب مجالات حمايتنا، ويقوم أصدقاؤنا المغاربة بذلك بانتظام من أجل بناء وتعزيز السلام في هذا الإقليم وفي هذا البلد". وتقوم التجريدة المغربية منذ عدة سنوات بمبادرات لدعم السكان المحليين، سيما في ما يتعلق بالخدمات الصحية بفضل مستشفى المستوى 2 التابع لبعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية في بونيا (غرب البلاد)، والذي أقامه المغرب في عام 2003. وعلى المنوال نفسه، سار ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إذ قال بنيويورك، إن المنظمة الدولية ممتنة جدا للدور الهام الذي يضطلع به المغرب في عمليات حفظ السلام. وأضاف دوجاريك، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، لمناسبة اليوم الدولي لحفظ السلام، الذي يخلد في 29 ماي من كل سنة، "إن قوات المملكة المغربية تضطلع بدور هام في العديد من عمليات حفظ السلام، ونحن ممتنون جدا لذلك". وأشار المتحدث ذاته إلى أن دعم المغرب لعمليات حفظ السلام يعود إلى بداية القبعات الزرق، مبرزا أن المملكة تقدم أيضا معرفة ميدانية ومساعدة قيمة جدا على مستوى الخدمات الطبية، من خلال إقامة مستشفيات في عمليات عديدة. وأوضح دوجاريك أن المغرب يقدم أيضا مساعدة تكنولوجية، من خلال رقمنة بعثات الأمم المتحدة، بالإضافة إلى المساعدة في ترجمة الوثائق والترجمة الفورية . ولم يفت المسؤول الأممي الإشادة بجنود حفظ السلام المغاربة الذين قدموا تضحيات جساما باسم الأمم المتحدة. مضيفا "هؤلاء الجنود المغاربة الذين غادروا البلاد من أجل خدمة قضية السلام. لهذا نحن ممتنون لهم إلى الأبد ". محمد بها