لا يقتصر دعم المغرب المتواصل لنصرة القدس والقضية الفلسطينية على المستوى الدبلوماسي فقط، وإنما يتعداه إلى العمل الميداني، عبر وكالة بيت مال القدس، الذراع التنفيذي للجنة القدس، تحت الإشراف الشخصي والفعلي لجلالته، والتي يتحمل فيها المغرب حوالي 86 في المائة من ميزانيتها السنوية. وظل الهاجس الإنساني حاضرا بقوة في انشغال المغرب بالقضية الفلسطينية، وهو ما تؤكده جهود وكالة بيت مال القدس الشريف في حماية الحقوق العربية والإسلامية في المدينة المقدسة من خلال دعم وتمويل برامج ومشاريع، سيما في المجالات الاجتماعية، مثل الصحة والتعليم والسكن، والتي ساهمت بشكل ملموس في تحسين حياة الفلسطينيين، والحفاظ على التراث الديني والحضاري للمدينة المقدسة . وتشمل المشاريع دعم المقدسيين وتقديم الدعم المالي المنتظم لهم من أجل إسناد صمودهم وتنشئة أبنائهم التنشئة الصالحة ورعاية الأيتام منهم لحمايتهم من الضياع والانحراف، وتحسين ظروف معيشتهم المادية والاجتماعية والمعنوية، وتوزيع مساعدات عبارة عن حصص غذائية خاصة في رمضان، وترميم وصيانة المدارس المتضررة وتجهيزها وتزويدها بمجموعة من المعدات لمساعدة الأطفال الفلسطينيين على إكمال دراستهم في ظروف جيدة تحفظ كرامتهم، إلى جانب الاهتمام بالأشخاص في وضعية إعاقة، بتقديم دعم من التجهيزات وتحديد تاريخ 12 أبريل من كل سنة ملتقى سنويا لأشخاص في وضعية إعاقة. كما يشغل الجانب الثقافي حيزا مهما في أنشطة الوكالة، ويتجلى ذلك بالأساس في تخصيص منحة تهدف إلى تشجيع الحوار الديني والثقافي بين الشعوب والأديان في مدينة القدس، وتكرس جهودها للتوعية بأهمية التعددية والالتزام بحقوق الانسان، إضافة إلى تطوير الوعي عند الشباب والالتزام بخدمة المجتمع وتحقيق السلام. الجانب الترفيهي بدوره حاضر في أنشطة الوكالة من خلال المخيمات الصيفية التي تقيمها لفائدة أطفال القدس سواء في القدس أو في المغرب، وقد وقعت هذه السنة اتفاقيات لدعم برنامج التخييم في القدس لفائدة 13 جمعية مقدسية وما مجموعه 3000 طفل ومستفيد تراوحت أعمارهم ما بين 6 و16 سنة. وتهدف الوكالة من خلال هذه المبادرة إلى توفير بيئة صحية وفضاءات ملائمة للطفل المقدسي، بما يصقل شخصيته وينمي خبرته، وتطمح إلى توسيع نطاق الدعم ليشمل عشرات المخيمات. وبادرت وكالة بيت مال القدس، اعتبارا من فاتح يوليوز الجاري، إلى إطلاق برنامج التخييم في القدس لفائدة 3 آلاف مستفيد ومستفيدة من أطفال المدينة، تتراوح أعمارهم ما بين 6 و16 سنة، يتوزعون على 13 مخيما. واختارت الوكالة البيئة والمناخ والمحافظة على النظافة والماء والطبيعة موضوعا موحدا لمخيمات السنة الجارية لإذكاء وعي الناشئة بهذه القضايا التي باتت تستأثر بالاهتمام، في ظل التحولات الطبيعية والديمغرافية والوبائية التي يعيشها العالم. ويتم لأول مرة تنظيم فعاليات لفائدة مخيم للأطفال داخل مكتبة المسجد الأقصى، كما وقع الاختيار على تنظيم أربعة مخيمات داخل البلدة القديمة للقدس من بينها مخيم لأطفال الجالية المغربية في المدينة المقدسة. وتوزعت المخيمات الأخرى، على أحياء بيت حنينا ومخيم شعفاط وحي سلوان ووادي الجوز ورأس العامود وباب الساهرة. ويندرج برنامج بيت مال القدس في إطار أنشطة نادي "أطفال من أجل القدس" التابع للوكالة، الذي يرعى الفعاليات الموجهة للطفولة المقدسية، ويضع معايير الاستحقاق المناسبة، التي تستجيب للحاجيات المُعبر عنها، وتتلاءم مع الإمكانيات المالية المتاحة للوكالة. ب.ب