80 ألف أستاذ من الجيل الجديد مكونون في اللغات وعلم النفس والتكنولوجيا و»تمغرابيت» هرمنا من أجل لحظة نسمع فيها، أن وزارة التعليم المغربية، أقدمت على إصلاح حقيقي، وأعطت قيمة لأبناء المغاربة من خلال المدرسة العمومية، فرغم كل الشعارات التي رفعت في العقود الأخيرة، فإن المغاربة لم يصدقوا يوما أن الدولة جادة في إصلاح التعليم، وهو ما يعززه توريط المدرسة العمومية في أزيد من 100 ألف أستاذ متعاقد، الله وحده يعلم كيف ستنتهي قصتهم مع الدولة. وأخيرا، قامت الدولة عن طريق وزارة التربية ورئاسة الحكومة ووزارة المالية والتعليم العالي، بإصلاح يمكن وصفه بالحقيقي، الذي يستحق الإشادة والإيمان به بل والدفاع عنه، من قبل الأسر، والمتمثل في تكوين جيل جديد متجدد من الأساتذة، ما أحوج المدرسة العمومية إليهم في الوقت الراهن. ويتعلق الأمر بـ 80 ألف أستاذ في أفق 2026، مكونين في ظروف مثالية، إذ سيتم انتقاء شباب حاصل على الباكلوريا بنقاط مستحسنة، وسيدرسون في نظام جديد، فحواه ببساطة "كيف تصبح أستاذا حقيقيا في 5 سنوات؟"، وسيتم القطع مع الفوضى، التي ابتلي بها القطاع منذ سنوات، وتحوله إلى فرصة لامتصاص البطالة، وإطفاء نار المعطلين، وإدماج "الفاشلين دراسيا"، الذين لم يوفقوا في الطب والهندسة والتدبير والتجارة بل وحتى سلك الأمن. إنها بشرى حقيقية للأسر المغربية، إذ أن هذا الجيل الجديد، سيتم تكوينه في مجالات دقيقة، افتقدها اساتذتنا منذ إنشاء أول مدرسة عصرية في المملكة، إلا من قام بمجهود خاص، يتعلق الأمر بالتمكن من العلوم والتقنيات البيداغوجية، والتي تعني مستوى مقبولا في علم النفس التربوي، وعلم الاجتماع، والبيداغوجيا 4.0، وأخلاقيات مهنة التعليم. وسيكون أساتذتنا الجدد أيضا في لغات التدريس العربية والأمازيغية والفرنسية، والأجنبية أي الإنجليزية، وربما الإسبانية والإيطالية بالنسبة إلى قلة من أساتذة السلك الثانوي. وسيكون الأستاذ أيضا في الكفايات الذاتية والمهارات الأفقية، أو بلغة مبسطة "تمغرابيت"، بمعنى تمكينه من تكوين في تاريخ المغرب ورموزه والروافد الثقافية للهوية الوطنية، والتربية على المواطنة والحس المدني، والثقافة والفنون، ناهيك عن تطوير مهاراتهم الرقمية، عن طريق تلقينهم أساسيات الانتاج الرقمي، وتقنيات وآليات التدريس عن بعد. وفتحت الوزارة الباب في الأيام الأخيرة، أمام الحاصلين على الباكلوريا هذه السنة، من أجل ولوج هذا التخصص، الذي سيكون على مستوى مختلف كليات المملكة، وسيحصل كل طالب مقبول على منحة 1000 درهم شهريا، مقابل القيام بأعمال تربوية لفائدة مؤسسة تعليمية خلال مدة التكوين، ابتداء من 2023، وهي طريقة فعالة لجلب الكفاءات واستثمار التكوين الذي يستفيدون منه، في الرقي بالمدرسة العمومية في أفق تخرج الفوج الأول. يذكر أن كل هذه المميزات التي سيتوفر عليها الأساتذة الجدد، كانت متوفرة في خريجي كلية علوم التربية بالرباط، غير أن عدد خريجيها سنويا لا يتجاوز 1500، ما يعني إبرة وسط قش من الأساتذة الآخرين. عصام الناصيري