وصل طلبة الطب ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى الباب المسدود من جديد، ولم يجدوا طريقة للتعبير عن غضبهم، سوى النزول إلى الشارع، والاحتجاج أمام البرلمان، بعدما اعتمدت الوزارة السرعة القصوى، قصد تمرير نظرتها للإصلاح قبل الموسم الجامعي المقبل، في حين قال الطلبة إنهم سيمهلون الوزارة أياما فقط قبل العودة إلى التصعيد. ويكمن أصل الخلاف بين الوزارة والطلبة في حجم التغييرات، التي ستعتمدها الوزارة في مدة قصيرة، في وقت تعيش فيه كليات الطب مشاكل بالجملة، أبرزها مشاكل ضعف التكوين والتداريب، إذ أوضح الطلبة الأطباء أن هناك خريجين هذه السنة لم يستفيدوا من يوم واحد فقط من التداريب الميدانية، معتبرين أن طريق المحاكاة المعمول بها، لا يمكن أن تعوض التدريب في المستشفى الجامعي. ومن جانبه اعتبر وزير الصحة في تصريح حديث، أن عملية المحاكاة لها أهمية كبيرة في التكوين، مبرزا أن مدة التكوين سيتم تقليصها إلى 6 سنوات، كما هو معمول به في عدد من الدول المتقدمة، مبرزا أن المغرب على أبواب استقبال استثمارات في مجال الصحة من إسرائيل، عبارة عن مؤسسات استشفائية يدبرها الخواص، وستخضع للتأميم بعد عشر سنوات من التدبير الخاص. وأكد الوزير أنه يجب الرفع من حجم الموارد البشرية، من خلال تقليص مدة التكوين، ناهيك عن أن هذه الاستثمارات الإسرائيلية ستجلب معها الموارد البشرية المؤهلة، والتي سيستفيد منها المغرب. من جهة أخرى، يرى طلبة الطب أن الوزير الوصي تسرع كثيرا، عندما أراد أن يقوم بكل شيء في وقت واحد، إذ يرغب في تقليص مدة التكوين، ويريد إدماج طلبة أوكرانيا، وخفض معدل الولوج إلى كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، وبالتالي زيادة في أعداد الوافدين الجدد، في حين أن الطلبة الحاليين لا يجدون أماكن للتداريب في المستشفيات الجامعية، خاصة في أكادير وطنجة، ما سيعصف بجودة التكوين. عصام الناصيري