الحليمي: عانينا من مضايقة وزراء

المندوب السامي للتخطيط قال إنهم رفضوا المعطيات وحاصروا المندوبية بإضعاف ميزانيتها
قال أحمد الحليمي علمي، المندوب السامي للتخطيط، إنه لولا دعم الملك محمد السادس، لمؤسسته، لما استطاعت ضمان استقلاليتها عن الحكومة، مؤكدا تعرضه لضغوطات من قبل وزراء.
وكشف المتحدث نفسه، الصراع العلني الذي خاضه الوزراء على مر الحكومات ضد التقارير الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط، والتي تهم مؤشرات القطاعين الاقتصادي والاجتماعي، في إشارة إلى وزراء الاقتصاد والمالية، والشؤون العامة والحكامة، والصناعة والتجارة.
وأوضح الحليمي، في ندوة عقدها بالرباط، أول أمس (الاثنين) خلال تقديم برنامج عمل المندوبية في الفترة الممتدة بين 2022 و 2025، أنه بالرغم من حصول بعض المتغيرات المتعلقة بالحياة السياسية والحكومية، تعرضت المندوبية السامية للتخطيط لبعض الصدمات والهزات، في ما يتعلق بقبول استقلاليتها عن السلطة التنفيذية، وبفضل الدعم الملكي تمكنت من الاشتغال وفق المعايير الدولية الضامنة للحياد العلمي، ولم تقدم ولاءها للفاعل الحكومي، الذي عليه أن يقتنع بأن الاستقلالية ستقدم له خدمات لتطوير عمله.
وأضاف المتحدث نفسه، أنه بفضل استقلاليتها، استطاعت المندوبية السامية للتخطيط اكتساب إشعاع وطني ودولي، داعيا الحكومات إلى احترام وظيفة هذه المؤسسة. وبالمقابل من ذلك، نوه المندوب السامي، بعمل الولاة، وقال إنهم «ساعدونا في الجهات لوضع قواعد إحصائية جهوية، إذ تتوفر كل المديريات الجهوية على إحصائيات حصرية خاصة بها»، مضيفا أن «التوجه الحالي هو مواصلة تهييئ أدوات الاشتغال التي نستعملها، من أجل تقييم السياسات العمومية، وخاصة الأدوات التي تتيح لنا أن نرى أبعد، ونستشرف المستقبل على المدى المتوسط والبعيد».
واعتبر الحليمي الخبرة المغربية ضرورية في مجال تطوير آليات التحليل، بناء على نماذج طورها المغاربة أنفسهم، والتي سيواصلون بها العمل إلى غاية 2030.
وعلى صعيد الموارد البشرية، انتقد الحليمي ضعف الميزانية الخاصة بالمندوبية السامية للتخطيط، قائلا « لم تتمكن الحكومات في كثير من الأحيان، من استيعاب وظيفة المندوبية السامية للتخطيط، التي تواجه صعوبات قصد الحصول على الموارد البشرية الكافية لتنفيذ برامج عملها. كما أن الأجور المنخفضة للأطر والطلب الخارجي على خريجي المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي، ومدرسة علوم المعلومات، عوامل دفعت الأطر إلى الهجرة، لذلك سجلت المندوبية السامية للتخطيط عجزا في التوظيف وستعاني بعد إحالة آخرين على التقاعد، إذ اشتكى الحليمي ذلك مرارا في لجان المالية لمجلسي النواب والمستشارين دون جدوى.
أ. أ