خرشيش: المدرسة راكمت تجربة مهمة في مجال البحث العلمي تعتبر مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة، التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، من المؤسسات العمومية المغربية ذات استقطاب محدود في المقاعد، وأنشئت بهدف تأهيل وتكوين أطر مختصين في مجال الترجمة التحريرية أو الفورية، وقادرة على مزاولة أعمالهم في شتى القطاعات العمومية أو الخاصة أو المنظمات الدولية، وكذا في كل مجال البحث العلمي. إنجاز: المختار الرمشي (طنجة) وضع الحجر الأساسي لمدرسة الملك فهد العليا للترجمة في 1983، بدعم من الملك فهد بن عبد العزيز، واستقبلت أول فوج لها في شتنبر 1986، لتصبح بذلك أول مؤسسة جامعية بالمغرب تختص في تكوين المترجمين المهنيين، وأول "مدرسة عليا للترجمة" في العالم العربي وإفريقيا، تبعا لأحدث الطرق والأساليب المستعملة في تدريس الترجمة عبر المزاوجة بين التكوين النظري والتطبيقي. واختير لمدرسة فهد، التي تجمعها اتفاقية شراكة وتعاون مع منظمة الأمم المتحدة، مقر بوسط طنجة، التي تمتاز بموقعها عند ملتقى أوربا وإفريقيا والعالم العربي، ما أهلها للعب دور حيوي في مجال التواصل الثقافي والحضاري، في ظل انفتاح الاقتصاد المغربي أمام الاستثمارات الأجنبية وتوطن عدد من الشركات الدولية في مناطقه الاقتصادية المختلفة. خصوصيات المدرسة دخلت مدرسة الملك فهد للترجمة، خلال السنوات الأخيرة، مرحلة جديدة تعتمد على رؤية تشاركية منسجمة مع الاختيارات الكبرى للبلاد، وتتماشى مع التوجيهات الملكية، التي تروم من جهة تنويع العرض التربوي وتجويده، باستحداث تكوينات جديدة ومتخصصة من ضمنها التكوين في مجال الترجمة من وإلى اللغة الأمازيغية، والترجمة السمعية البصرية، ومن جهة ثانية تروم إعطاء دينامية جديدة للبحث العلمي من خلال الانخراط في المشاريع، التي تنسجم مع الاختيارات الكبرى للدولة والمؤهلات السوسيو-اقتصادية والثقافية ورهانات الجامعة المغربية في هذا المجال. وفي هذا الصدد، أكد محمد خرشيش، مدير مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة، أن المدرسة مرت بتجربة مهمة في مجال البحث العلمي من خلال أساتذتها الباحثين بإنتاجاتهم المعرفية وإسهاماتهم الوازنة في ملتقيات وطنية ودولية ومنتديات ذات مصداقية علمية أكيدة، مبرزا أن الظرفية الراهنة تحتم رفع التحديات، من أجل الالتحاق بركب المؤسسات الجامعية البارزة في مجال التكوين والبحث العلمي، والانخراط في الدينامية الجديدة التي يعرفها قطاع التعليم العالي والمخطط الوطني المتعلق بالبحث العلمي والابتكار. من جهته، اعتبر عبد السلام أندلوسي، أستاذ الترجمة والإعلام والتواصل بالمؤسسة، أن دبلوم مترجم تحريري وفوري الذي تقدمه المدرسة، جواز عبور للحصول على فرصة للتقدم لهذه المهنة المطلوبة على الصعيدين الوطني والدولي، إذ يقدم فرصا للخريجين تمكنهم من الالتحاق بسلك المترجمين المحلفين المقبولين لدى المحاكم التي تنظمها وزارة العدل والحريات، ويخول لهم اجتياز مباريات المترجمين والمراجعين والمدققين اللغويين في مختلف مقرات منظمة اﻷمم المتحدة الرسمية، والبعثات الدبلوماسية التابعة لها بمختلف القارات، فضلا عن أنه يمكن العديد منهم من الالتحاق بكبرى المؤسسات الإعلامية الدولية قبل الوطنية. تكوين تأهيلي يقوم التكوين في المدرسة على برامج توزعت إلى تشكيلات لغوية ثلاثية من العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية أساسا، يختار الطالب ما يناسبه في بداية مرحلة التكوين الذي يتضمن برامج توزع إلى ثلاث سنوات، في اللغة والترجمة وطرائق تحرير الترجمات، وفي شتى المواضيع العامة التي قد تهم الطالب بعد تخرجه من المدرسة "مترجما تحريريا» للقانون والاقتصاد والعلاقات الدولية وقضايا الساعة، بالإضافة إلى الثقافة العامة. ونظرا لأن مفهوم المترجم تغير الآن ولم يعد يعني ناقل العبارة من لغة إلى أخرى، فإن المؤسسة اختارت مقررات ومناهج تطبيقية تراعي توسيع مدارك الطالب ووسائله في معالجة القضايا التي قد تطرح أمامه، بدءا من مشاكل اللغة والثقافة العامة إلى قضايا الساعة، وهي مواد تمكن الطالب من تشكيل أرضية تسمح له بتطوير مهاراته في ترجمة عصرية قادرة على التكيف مع المستجدات. شروط الولوج للمدرسة يشترط في المترشح لولوج مدرسة فهد العليا للترجمة أن يكون حاصلا على شهادة الإجازة أو ما يعادلها حسب المسالك المطلوبة الآتية: مسلك الترجمة الفورية عربية إنجليزية فرنسية (الإجازة فِي الدراسات الإنجليزية)، مسلك الترجمة التحريرية عربية إنجليزية فرنسية (الإجازة في الدراسات الإنجليزية)، مسلك الترجمة التحريرية عربية إسبانية فرنسية (الإجازة في الدراسات الإسبانية) مسلك الترجمة التحريرية عربية ألمانية فرنسية (الإجازة في الدراسات الألمانية)، أما بخصوص مسلك الترجمة التحريرية عربية فرنسية إنجليزية (الإجازة فِي الدراسات الفرنسية، الإجازة في القانون العام أو القانون الخاص باللغة الفرنسية، الإجازة في العلوم، الإجازة في العلوم الاقتصادية). الانتقاء لولوج المدرسة العليا للترجمة بطنجة، يمر المترشحون بثلاث مراحل للانتقاء، الأولى عبر دراسة أولية للملفات، تم تأتي مرحلة ثانية تتعلق باختبارات كتابية تمر على الشكل الآتي: ترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الأجنبية الأولى (فرنسية أو إنجليزية أو إسبانية أو ألمانية) (المدة ساعتان والمعامل3)، ثم ترجمة من اللغة الأجنبية الأولى (فرنسية أو إنجليزية أو إسبانية أو ألمانية) إلى اللغة العربية (المدة ساعتان)، فترجمة من اللغة الأجنبية الثانية (فرنسية أو انجليزية ) إلى اللغة العربية، أو تلخيص باللغة العربية لنص باللغة الأجنبية الثانية (المدة ساعتان والمعامل2)، فيما تهم المرحلة الثالثة اختبارا شفويا أمام لجنة مكونة من أساتذة مدرسة الملك فهد العليا للترجمة.