fbpx
ملف عـــــــدالة

الخيانة الزوجية … حيل الاستدراج للاعتراف

طبيب وراق سقطا في سيناريوهات متشابهة انتهت باعتقالهما

بعيدا عن التطبيقات الالكترونية، سواء لتتبع الآثار الرقمية وتحديد الأماكن عن بعد، أو النسخ المتوازي للمحادثات، تظل الطرق التقليدية للاستدراج وسيلة من وسائل كشف جرائم الخيانة الزوجية، إذ تبدأ بشك أحد الزوجين، قبل مفاتحة شريك حياته وطمأنته لاستدراجه نحو الاعتراف وتحديد هوية الطرف الثالث المشتبه في إقامته العلاقة غير الشرعية.
ومن ضمن الحالات تلك التي انتهت باعتقال فقيه يتعاطى للرقية بخريبكة، وأخرى عالجتها محاكم البيضاء، وانتهت باعتقال طبيبين.
ففي حالة راقي منطقة ثلاثاء الولاد، فإن الزوج بعد أن انتابته الشكوك اطلع على رسائل زوجته فتأكد من وجود علاقة غير شرعية بينها وبين باعث الرسائل، الذي لم يكن إلا إمام مسجد أحد الدواوير المتاخمة لطريق سطات، فاستدرج زوجته نحو الحديث، مظهرا لها مساوئ الرقاة واستغلالهم للدين قصد الوصول إلى أجساد النساء، لتعترف بوقوعها بدورها في ذلك ويقنعها بتسجيل الشكاية ومرافقته إلى مصلحة الدرك الملكي، وهي القضية التي انطلقت فيها الأبحاث ليصل المحققون إلى وجود حالات كثيرة من النساء العازبات والمتزوجات، اللائي استباح الراقي أجسادهن بتوهيمهن أن العلاج يقتضي ذلك، قبل أن يستفقن من غفوتهن ليقررن بعد ذلك مسايرة إيقاعه، أو الامتناع عن العودة إلى محله.
وأظهرت الأبحاث أن الراقي، الذي يحاكم حاليا في حالة اعتقال، ينفذ حيلا ماكرة لتذليل العقبات وهتك عرض الزائرات اللائي يختارهن، قبل الاستفراد بهن في غرفة ومضاجعتهن.
وفي واقعة أخرى انتهت بفضيحة واعتقال زوجة وطبيبين بالبيضاء، فإن الزوج شك في زوجته بعد أن امتنعت عن تلبية ندائه إلى الفراش، فراقب سلوكاتها، ليقف على أنها تكثر من الحديث في الهاتف، ليقرر مباغتتها واتهامها مباشرة بأنها على علاقة مع شخص ثان، فيضغط عليها قصد التمكن منها، إلا أنها أوضحت له أن نزيفا بها، فقرر إجبارها على نقلها للمستشفى قصد معرفة سبب النزيف، فلم تجد بدا من الاعتراف بأنها كانت ضحية استغلال جنسي من قبل طبيب مصحة، وأن النزيف ناتج عن إجهاض حمل غير مشروع.
تفجرت الفضيحة بداية باتهام طبيب واحد، هو مالك المصحة، لتتسع التحقيقات التي باشرها الدرك الملكي لبوسكورة وتسقط طبيا آخر يعمل بمصحة أخرى كانت مسرحا للإجهاض، وممرضة تعمل بها.
واعترفت المتزوجة أنها كانت ترافق جدتها للمصحة مسرح الخيانة الزوجية، قصد العلاج، فاستدرجها الطبيب وكان يقدم للمريضة العلاجات مجانا، لتسقط وإياه في الخيانة الزوجية ويمارسا الجنس لمرات عديدة إلى أنى حبلت منه، وأخبرته ليقرر إجهاضها بمصحة أخرى. وتابع وكيل الملك لدى المحكمة الزجرية عين السبع، المتهمين بالإجهاض والخيانة الزوجية والعلاقة غير الشرعية الناتج عنها حمل وعدم التبليغ وغيرها.
وأعاد وكيل الملك مسطرة الاستماع إلى الدرك الملكي لتعميق البحث في نقط محددة، سيما أن الطبيب المتهم أنكر أن تكون المتزوجة خليلته، أو أن تكون حاملا منه، مدعيا أن كل ما كان يقوم به من أجلها كان بسبب حبه لفعل الخير، إلا أنه فشل في إحضار فواتير تؤكد أداء واجب العمليتين، ناهيك عن تصريحات باقي المتهمين التي أكدت وجود علاقة بينهما.
كما أشار المتهمان الآخران إلى قدوم الطبيب مرفوقا بالمتزوجة، إلى مصحة بعمالة البرنوصي قصد الإجهاض، وادعائه بأنها قريبته.
وقدمت الزوجة أدلة دامغة أثناء تصريحاتها حول أوصاف الأماكن التي كانت تعاشر فيها خليلها الطبيب سواء داخل المصحة، التي يملك فيها أسهما، أو في عيادته الخاصة، ناهيك عن أوصاف دقيقة لعلامات مميزة بجسده، لا يمكن أن تشاهد إلا إذا كان في حالة عري.
ورغم التدخلات التي عرفها الملف من أجل إفراغه من مضامينه، والتي انصبت أساسا على زوج المتهمة/الضحية، إلا أنه رفض التنازل وأصر على تطبيق القانون ومتابعة زوجته ومشاركها في الخيانة الزوجية.
وتمسكت الزوجة بتصريحاتها، إذ أكدت أنها كانت تحت ضغط الطبيب الذي غرر بها بإجراء عمليتين جراحيتين مجانا لجدتها، التي رافقتها إلى المصحة، جراء مضاعفات داء السكري التي تسببت في بتر أصبعين من رجلها.

المصطفى صفر


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى