fbpx
حوادث

انتحار قاصر بسبب الحب

خليلها أدين بالحبس ومحكمة النقض أبطلت الحكم لعدم احترام شكلية محاكمة القاصرين

قضت محكمة النقض بالرباط، أخيرا، بإبطال الحكم الصادر عن غرفة الجنح الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالجديدة في حق شاب، كان وقت إدانته بجنحة هتك عرض قاصر دون عنف، قاصرا، وإحالة الملف على المحكمة نفسها للبت فيه من جديد.

وجاء قرار إبطال الحكم استنادا إلى استئنافين، أحدهما قدم من لدن النيابة العامة والآخر من قبل دفاع المتهم، قررت محكمة النقض قبولهما شكلا وموضوعا، بعد الاطلاع على جميع المستندات المتصلة بالقضية ومراحل التقاضي وصرحت بإلغاء الحكم المستأنف.

إنجاز: أحمد سكاب (الجديدة)

أستندت هيأة البت في الطعن لدى محكمة النقض على المادة 554 من قانون المسطرة الجنائية، لأن المتهم وقت محاكمته من أجل المنسوب إليه كان قاصرا ولم يبلغ بعد سن الرشد، وهو ما يفرض على هيأة المحكمة إعمال منطوق المادة 461 من قانون المسطرة الجنائية القاضي بإحالة النيابة العامة للقاصر الذي يرتكب جريمة على قاضي الأحداث أو المستشار المكلف بالأحداث .

وتنص المادة 51 من القانون نفسه على أن” كل إجراء يأمر به هذا القانون ولم يثبت إنجازه يعد وكأنه لم ينجز ..”
وارتأت هيأة الحكم لدى محكمة النقض، أن عدم إحالة القاصر على قاضي الأحداث باعتباره حدثا ومتابعته على أنه راشد أمام هيأة الحكم يعد خرقا للقانون وقالت بإبطال الحكم .

الحكم المشمول بقرار الإبطال
توبع المتهم، لما كان قاصرا، من قبل النيابة العامة بجنحة التغرير بقاصر وهتك عرضها دون عنف طبقا لفصول المتابعة المنصوص عليها، وعلى عقوبتها طبقا للفصلين 475 و 484 من القانون الجنائي.
وقضت هيأة الحكم بالمحكمة الابتدائية بسيدي بنور، بمؤاخذته من أجل جنحة هتك عرض قاصر دون عنف، ومعاقبته بشهر ونصف شهر حبسا نافذا وغرامة مالية نافذة قدرها 500 درهم، فيما قضت بعدم مؤاخذته من أجل التغرير بقاصر والحكم ببراءته منها.

أسباب المتابعة 
تعود خيوط هذه الواقعة، حينما تناولت تلميذة تتابع دراستها بإحدى ثانويات مدينة سيدي بنور، مادة سامة “سم الفئران” في الشارع العام، فتدخلت زميلاتها ومواطنون لنجدتها، إذ تم نقلها على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة حيث لفظت أنفاسها الأخيرة .
وهرعت إحدى صديقات الهالكة إلى بيت أسرتها وأخبرت أمها بما قامت به ابنتها، كما أخبرتها أن سيارة الإسعاف قد نقلتها إلى مدينة الجديدة لتلحق بها، وهناك ستعلم أن ابنتها فارقت الحياة .
استنادا إلى معلومات حصلت عليها أم الضحية من صديقتها، فإن الهالكة كانت على علاقة بشاب كان بدوره يتابع دراسته بالجديدة، وأنها انتحرت بسبب خلافات نشبت بينهما.

شكاية عائلة الهالكة 
استعانت عناصر الضابطة القضائية بسيدي بنور بقرص مدمج وهاتف الهالكة لتفريغهما والاطلاع على مضامين المحادثات على شبكات التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”واتساب” التي جمعت الهالكة باليافع المشتكى به، حيث أكدت تلك المحادثات علاقة المتهم بالتلميذة الهالكة.
واستمعت الضابطة القضائية لصديقة الهالكة في محضر رسمي اعترفت فيه أنها على علم بالعلاقة الغرامية التي تربط الهالكة بالمتهم، وأنه قبل وفاتها، كانت تتحدث إليها عن مغامراتهما الجنسية التي يقومان بها، كما كانتا تتحدثان عن أمر افتضاض بكارتها وأن المتهم كان يعدها بالزواج .
ولم تخل تلك العلاقة الغرامية من شنآن وملاسنات وخلافات بينهما بسبب تعدد علاقات المتهم الغرامية مع الفتيات. ولأن الضحية كانت متيمة بعشيقها، هددته بوضع حد لحياتها، وتدهورت حالتها النفسية، وهو ما جعل والدتها تعرضها على طبيب نفسي قدم لها وصفة طبية للتخفيف من حدة أزمتها النفسية.
وأكدت الشاهدة أن الضحية يوم انتحارها، كانت على خلاف حاد مع المتهم، وذلك من خلال محادثات على تطبيقات التواصل الاجتماعي، وواجهت فيه المتهم بقضية افتضاض بكارتها وعدم جدية وعده لها بالزواج، ما دام يربط علاقات غرامية مع فتيات أخريات، الأمر الذي أدى إلى توتر العلاقة بينهما.

اعترافات المتهم
وبناء على تعليمات النيابة العامة المختصة، تم تعميق البحث مع خليل الهالكة، إذ استمعت الضابطة القضائية له في محضر قانوني اعترف فيه بمعرفته للهالكة وأنه ربط معها علاقة غرامية بعلم والدتها، كما نفى أن يكون قد مارس معها الجنس بأي شكل من الأشكال .
وعن انتحارها، قال إنه يوم تناولها المادة السامة كان بالجديدة حيث يتابع دراسته بجامعة أبي شعيب الدكالي، وأنه بلغ إلى علمه أمر وفاتها مساء اليوم نفسه.
وفي ما يخص الصورة الفوتوغرافية التي يظهر فيها وهو يتبادل القبل مع الهالكة، قال إنها صورة حقيقية، وإنها التقطت داخل سيارة صديقة، فيما نفى ما ورد في تصريحات الشاهدة صديقة الهالكة، خاصة في ما يتعلق بممارستهما الجنس وافتضاضه لبكارتها .
واجهته الضابطة القضائية بمحتويات المحادثات التي جرت بينه والهالكة عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي، فاعترف بما نسب إليه فيها، وأنه لم يعد يتذكر السياقات وأسباب كتابتها، وأن ما تضمنته المحادثات كان مجرد كلام لا أساس له في الواقع .
ولم ينف الخلاف الذي نشب بينه والهالكة عبر تطبيقات شبكات التواصل الاجتماعي يوم وفاتها، وقال إنه بسبب شكوكها حول ربطه علاقة غرامية مع إحدى القاصرات، إذ بلغها أنه كان يقلها في سيارة والده من الجديدة إلى سيدي بنور، وأن الخلاف احتد بينهما بسرعة، خاصة بعدما أخبرها بقطع علاقتهما.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى