وطنية

الجزائر تستجدي الوساطة

تصريحات العمامرة تترجم عزلة الجارة وارتباك “الكابرانات” أمام حكمة الصمت المغربي

ارتفع سعار «كابرانات» الجزائر، ولم يكفهم تسخير الإعلام العسكري وشبه العسكري لتخصيص الصفحات الأولى لمهاجمة النظام والجيش المغربيين، لينهجوا سياسة الهروب إلى الأمام، في محاولة منهم استفزاز المغرب ودفعه إلى الخروج عن صمته حول قطع العلاقات والأجواء المفتعلة من قبل الجارة.

ووصفت خرجة رمطان العمامرة، وزير خارجية قصر المرادية، التي أورد فيها أن «لا وساطة بين المغرب، اليوم وأمس وغدا»، بأنها تترجم عزلة الدبلوماسية الجزائرية، وتفقد الجهات الرسمية الجزائرية الثقة والمصداقية، وقصورا شديدا في الخطاب الدبلوماسي الواجب التحلي به من قبل مهندسي العلاقات بين الدول.

وفسر متتبعون التصريحات سالفة الذكر، بالارتباك الذي وقع فيه عساكر الجزائر، باعتبارهم المهندسين الحقيقيين للمواقف الرسمية لحكومتهم، سيما أنهم قبل الإعلان عن إغلاق الأجواء الجوية، بادروا إلى افتعال اتهامات بليدة للمملكة، إزاء أحداث وقعت في التراب الجزائري من قبيل حرائق تيزي وزو، وتواصلت بعد ذلك إلى درجة أن إقصاء منتخب الخضر بسبب تراخي اللاعبين في الثواني الأخيرة من المباراة التي جمعتهم بالكاميرون، فسر بدوره بالأيادي المغربية التي كانت وراء الإقصاء، وهي التي حرمتهم من التأهل إلى مونديال قطر، لتطلق أبواق الجيش الدعائية، لتحميل المملكة وزر كل ما يحدث داخل التراب الجزائري وخارجه.

سياسة «النخال» التي انتهجتها الجهات الرسمية المغربية، أججت سعار «الكابرانات»، ودفعتهم إلى ارتكاب أخطاء جديدة تنأى عما يدعيه الخصوم بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، تم التصدي لها في حينها بالحجة والدليل، سواء في الأمم المتحدة أو في باقي المنتديات الدولية الأخرى، عبر ديبلوماسية رزينة وحكيمة.

وبعد كل المحاولات اليائسة المسيرة بطبيعة الحال بتوجيهات جنرالات، يذكرون دائما «طريحة» 1963، ويعتبرونها من أسباب قطع العلاقات في 2021، وينسون «طرائح» قرن وثلاثين سنة من الاستعمار.

حكمة الصمت التي انتهجتها المملكة، أعطت أكلها، ودفعت الجزائر إلى استجداء الوساطة، بهروبها إلى الأمام وما إدخال عبارة «الغد» في تصريحات العمامرة، إلا دليل على عدم قدرة الزعماء الجزائريين على التقرير في شؤونهم، والخنوع إلى ما يستشعرونه من جنرالاتهم، الذين لا يستطيعون طي صفحة الماضي البعيد، رغم أن الملك كرر في خطاباته منذ توليه العرش الدعوة إلى بناء علاقات جديدة قوامها الثقة والمصداقية والتعاون المشترك، ورغم أنه منح ضمانات حسن الجوار مشددا على أن «الشر والمشاكل لن تأتيكم أبدا من المغرب، كما لن يأتيكم منه أي خطر أو تهديد لأن ما يمسكم يمسنا، وما يصيبكم يضرنا»، إلا أن جنرالات الجزائر يدركون خطورة فتح الحدود عليهم، لأنها ستحرج دولة البترول والغاز عندما يكتشف الشعب الجزائري الشقيق مناحي التنمية والرقي والبناء والتطور التي شهدها المغرب، ولهذه الأسباب نفسها، فإن فتح الحدود يدخل في سياسة جنرالات البلد الجار ضمن الانتهاكات والاعتداءات، لأن الإبقاء على إغلاقها يضمن لهم مواصلة نسج الحروب الدونكيشوتية ويمدد لهم الاستمرار في استغفال الشعب.

المصطفى صفر


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.