صدر حديثا للباحث الأكاديمي محمد دخاي كتاب جديد تحت عنوان "جائحة كورونا وتداولية الحجاج اللساني في العمود الصحفي"، عن دار الناشر لبطايني. ويحاول دخاي الكشف عن الأبعاد الحجاجية في الخطاب الصحفي، من خلال العديد من المستويات والتقنيات الحجاجية التي منحته القدرة على التأثير في متلقيه والبرهنة على تنوعها بتنوع السياق، وكذا الكشف عن جانب من جوانب الكفاءة التداولية لهذا الخطاب وذلك عبر الجمع ما بين بلاغة الاسلوب وبلاغة الحجاج في ترابط بينهما بالإضافة الى مجال الدراسة التطبيقية للحجاج. كما عمل الباحث على رصد أهم المظاهر الحجاجية من النظريات المتداولة حديثا، واشتغالها وتداوليتها في العمود الصحفي، من خلال تجربة الاشتغال على موضوعة جائحة (فيروس كورونا) لأن النص الصحفي كما يرى الباحث خطاب يحمل في طياته وظائف ومقاصد سياقية، فكل ما يوجد في النص يحيل على أدوار تداولية ومقاصد مباشرة وغير مباشرة، من خلال علاقتها بالمكونات الخارجية لبنية الخطاب الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، باعتباره نصا أدبيا يعمل على تكثيف قوته التعبيرية في وحداته اللسانية الانتقائية والأسلوبية، ثم لأن النص الأدبي بكل مستوياته عبارة عن تمثلات حجاجية وبرهانية، ثم إن التواصل في مجال الصحافة المكتوبة، يقوم على أساس إستراتيجية التفاعل الافتراضي للقارئ، ومن خلالها يسعى الخطاب الصحافي إلى تحقيق وظيفته التواصلية عبر تقنيات أو استراتيجيات مستوحاة من علوم أخرى كالبلاغة، والخطابة، ومنها إستراتيجية الإقناع، وفيها يركز المخاطب على قضايا الخطاب، محركا كل الأدوات الإقناعية لتعزيز الترابط المنطقي بين المقدمات والنتائج. ويرى الباحث أن الخطاب الحجاجي يعد أحد الاختيارات الموظفة في الإعلام ومنه المكتوب نسقا لسانيا، حيث يحيل على قيم متعددة يتداخل فيها الفني والاجتماعي والثقافي والسياسي، ويعمل من خلالها المرسل أو الباث على استمالة المتلقي وتوجيه آرائه عبر اختلاف جميع تصوراته، فوظيفة الخطاب الحجاجي تمكن من بناء التفاسير على أقوال يقع إنشاؤها حول العالم، وهي أقوال تعالج تجربة أو معرفة في أفق نظري مزدوج للعقل الاستدلالي والعقل الإقناعي. عزيز المجدوب