خصاص في السوق العالمية يزيد تهافت الدول المصنعة على الرباط لرفع صادراتها رفع شبح أزمة مرتقبة في السوق العالمية للأسمدة، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وتيرة الوفود القادمة إلى الرباط من الدول المصنعة والمستوردة للفوسفاط، إذ يرتقب أن تتوالى زيارات وزراء فلاحة ومسؤولين حكوميين من أجل مناقشة سبل زيادة حصص بلدانهم في خضم الأزمات الدولية القائمة. ولم يتردد ماركوس مونتيس، وزير الفلاحة البرازيلي، قبيل وصوله إلى المغرب، في القول إن هذه الرحلة تعكس دبلوماسية الأسمدة، كاشفا أن عددا مهما من ممثلي القطاع الخاص سيرافقونه خلال هذه الرحلة. وأبرز مونتيس، في مقابلة صحافية، أن "البرازيل تعتمد على الواردات لتأمين 85 في المائة من احتياجاتها من الأسمدة، لكنها تشعر بالقلق من النقص العالمي المحتمل، بعد فرض الدول الغربية العديد من العقوبات على روسيا وبيلاروسيا". وأكد الوزير البرازيلي أن بلاده "تسعى إلى تشجيع المستثمرين الأجانب على إنتاج الأسمدة، بالموازاة مع تشجيع الإنتاج المحلي في الوقت نفسه"، كاشفا أن "الزيارة كان من المفترض إجراؤها الشهر الماضي، لكن تم تأجيلها بسبب رمضان". من جهتها، أعلنت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط رفع الإنتاج خلال السنة الجارية بنسبة 10 في المائة، لتلبية الطلب المتزايد في السوق العالمية، بتأثير الغزو الروسي لأوكرانيا، وجراء تضرر صادرات موسكو من هذه المادة بسبب العقوبات الغربية. وتسعى المجموعة إلى زيادة الإنتاج رغم الضرر الذي قد يسببه غياب الأمونيا الروسية، وهي مادة هيدروجينية بالأساس تستخدم سمادا مخصبا، خاصة في سماد النيتروجين. وتهدف إلى زيادة الإنتاج إلى 11.9 مليون طن في 2022 مقابل 10.8 ملايين طن العام الماضي وإضافة 3 ملايين طن أخرى من الطاقة الإنتاجية السنوية في عام 2023، بعدما سجلت المجموعة زيادة الطلب على منتجاتها خلال 2022 من الهند والأمريكيتين وإفريقيا. ويتزامن سعي المكتب الشريف للفوسفاط مع حالة عدم اليقين في سوق الأسمدة، بعد توقف الصادرات الروسية من مغذيات التربة بسبب العقوبات الناتجة عن غزوها أوكرانيا المجاورة، ويرجع المختصون صعوبة تعويض الصادرات الروسية إلى أن المجموعة المغربية تستورد حوالي 1.8 مليون طن سنويا من الأمونيا من عدة منتجين على رأسهم الروس والأوكرانيون. وتمكنت المجموعة من استبدال الكميات المطلوبة للأشهر القليلة القادمة من موردين آخرين، ونجحت في تبديل إنتاجها لاستخدام مواد خام أخرى بمستويات أقل من النيتروجين. وتعمل المجموعة المغربية على تأمين مصادرها من مادة الأمونيا اعتمادا على شبكة قوية من الموردين على مستوى العالم، من شأنها المساعدة في ضمان إمدادات بديلة. ويتوفر المكتب الشريف للفوسفاط على سعة تخزين كافية ومنشآت استيراد للسفن الكبيرة لمساعدته على إدارة قيود الاستيراد بمرونة، إضافة إلى مشروع بدء توريد الأمونيا من المنتجين الأميركيين بموجب اتفاق توريد طويل الأجل، في انتظار إنتاج إفريقي بمصنع في نيجيريا في 2025، تم بناؤه جزءا من استثمار إفريقي مشترك. ياسين قطيب