يضع الفنان حمزة البيضاوي اللمسات الأخيرة على ألبومه الغنائي الأول الذي يستعد لطرحه قريبا، ويضم مجموعة من أشهر العيوط المرساوية والحصباوية. ويسعى الفنان الشاب إلى استثمار التجربة التي اكتسبها خلال السنوات الأخيرة وتمرسه على أداء العيطة، لتوثيق هذا التراث الشعبي، وإعادة تقديمه بلمسة تجديدية وروح شبابية تجعله قريبا من الأجيال الحالية. وكشف حمزة البيضاوي، في حديث مع "الصباح"، أنه اختار في الألبوم الجديد مجموعة من القطع النموذجية التي تشكل أمهات العيوط الشعبية، خاصة التي تمثل تراث الحصبة مثل "خربوشة" و"كبت الخيل" و"رجانا في العالي" و"الحصبة ولافة" وغيرها. ويحرص البيضاوي على استعادة جذوره من خلال هذه التجربة، خاصة أنه يتحدر من منطقة عبدة وتحديدا من جماعة دار القايد سي عيسى، التي تعد مهد العيطة الحصباوية، وارتبطت جغرافيا وتاريخيا بحكاية الشيخة "خربوشة" التي تحدت طغيان وجبروت القايد عيسى بن عمر، وظلت حكايتها تتداول بين الأجيال ومن خلال العيطة الشهيرة التي تحمل اسمها. ولم تحل الأصول العبدية لحمزة البيضاوي دون ارتباطه بالبيئة التي ولد وترعرع فيها بالدار البيضاء، إذ يستعيد أيضا في ألبومه الجديد نماذج من العيوط المرساوية التي تمثل تراث منطقة الشاوية. وكانت انطلاقة حمزة البيضاوي من خلال الدورات التكوينية في فن العيطة التي كانت تشرف عليها جمعية "بوشعيب زليكة لأصالة فن العيطة"، والتي مكنته من مجاورة العديد من الشيوخ الذين أطروا المواهب الشابة، ضمن تلك التجربة، منهم الشيخ مبارك العوني والراحل مصطفى البيضاوي كما تعامل حمزة البيضاوي مع أسماء من قبيل عبد الله البيضاوي، وكذا الشيخ الغرباوي وعيشة الجيرارية، ولطيفة السطاتية، وخديجة مركوم، والشيخ ولد الصوبا، والشيخة خدوج مطيشتي، والشيخ الهاشمي وغيرهم ممن تلقى على أيديهم أسرار وأصول فن العيطة. وسبق لحمزة البيضاوي، أن حظي بتكريم من قبل جمعية الفجر للثقافة والفن، خلال فعاليات مهرجان "مسابقة ملكة جمال الذهب" لسنة 2022، التي أقيمت بالبيضاء، فضلا عن مشاركاته في العديد من التظاهرات الفنية. عزيز المجدوب