امتحان القدرة الشرائية

الآباء يشتكون كثرة المصاريف وارتفاع الأسعار والأغنياء يمارسون "الشوبينغ" في "المول" يحل عيد الفطر ضيفا ثقيلا هذه السنة على أغلب الأسر المغربية التي مازالت تكابد للخروج، دون خسائر مالية فادحة، من دوامة المصاريف والزيادات في أثمان المواد الغذائية الأساسية المترتبة عن الزيادات في أسعار المحروقات. ويخفي الإقبال الكثيف على الأسواق والمحلات التجارية، ما تعانيه الأسر من أزمات مالية، بسبب ارتفاع الأسعار وتداعيات جائحة "كورونا"، ويجدون أنفسهم أمام امتحان أطفالهم الراغبين في شراء الملابس ومستلزماتها، خصوصا الملابس التقليدية التي يكثر عليها الطلب في مثل هذه المناسبات الدينية. وتلجأ الأسر لتوفير مصاريف العيد، أحيانا إلى سلفات صغيرة بفوائد، أو طلب قروض لاقتناء الملابس، بصرف النظر عن جودتها أو أثمانها البخسة، المهم أن يمر اليوم، دون اضطرابات اجتماعية، حسب قول أحد الآباء، الذي يؤكد أنه في الوقت الذي تتفاخر بعض الأسر بجولاتها في محلات "الفرونشيز" والماركات العالمية بالمعاريف بالبيضاء أو متاجر "موروكو مول" على أطراف عين الذئاب، ويكلفهم إعداد الطفل الواحد لهذه المناسبة الدينية أزيد من 2500 درهم، تضطر الأسر الفقيرة إلى اقتناء ملابس أطفالها من "القيساريات" بأثمان مناسبة، خاصة "قيساريات" الحي المحمدي ودرب السلطان والحي الحسني. ويقول عبد الرحمان، أب لطفلين "مع حلول العيد وتزامنه مع أداء واجبات التمدرس الشهرية، ترتفع الأسعار، فيبدو رب الأسرة قليل الحيلة أمام ارتفاع حاجياتها في رمضان والعيد والعطلة السنوية وعيد الأضحى المقبل، فالابن الواحد يكلف في العيد اليوم، ما بين ألف درهم وألف وخمسمائة على الأقل، علما أن لدي ابنين، لا يتوانى كل منهما في المطالبة بملابس جديدة من أفضل المتاجر، فهما رغم صغر سنهما يختاران ملابسهما بنفسيهما". وأمام موجة الغلاء، يقول عبد الرحمان، أكون مضطرا في الغالب إلى اللجوء لطلب تسبيق من الأجرة الشهرية، التي تعاني أصلا كثرة الاقتطاعات. ليس عبد الرحمان وحده من يعاني، بل كل الموظفين وذوي الدخل المحدود يجدون صعوبات جمة في التأقلم مع أجواء العيد، ففرحة العيد قتلتها الزيادات الصاروخية في الأسعار التي ضربت القدرة الشرائية للمواطنين، فضلا عن توالي المناسبات التي تحتاج إلى ميزانيات استثنائية، بدءا من العطلة الصيفية ثم رمضان وعيد الأضحى. لذا لا تلامس بهجة العيد الطبقتين المتوسطة والفقيرة، بل تتحول إلى "عبء" إضافي يسرق منهم ما يمتلكونهم ويلف حول أعناقهم حبل الحاجة. فعدد من الأسر اضطرت إلى بيع أثاثها أو اللجوء إلى القروض البنكية، أو صرف ما تبقى من ميزانية الشهر، رغم أن منازلها تفتقد اللوازم الغذائية الأساسية. خالد العطاوي

تفكيك عصابة "فراقشية" بتازة

آش خاصك تدير

مقالات ذات صلة

أنتم تستعملون حاجب إعلانات