تعذيب فتاة وشقيقها واغتصابهما

ربيع الإرهاب في الجزائر (الاخيرة) يعد كتاب "ربيع الإرهاب في الجزائر... شهادات وحقائق صادمة عن جرائم " د إر إس" المخابرات العسكرية، لمؤلفه، اعمر رامي، المترجم في 2022، وهو من بين الكتب التي تطرقت إلى جرائم مافيا الجنرالات في الجزائر من خلال رواية قصص التعذيب المرعبة والقتل والخراب في العشرية السوداء التي اقترفتها أيادي المخابرات بإشراف من الجنرالين خالد نزار، وتوفيق مدين. إعداد: أحمد الأرقام شاهدت مآسي وقعت لم يجرؤ جيش أدولف هتلر النازي على ارتكابها في معسكرات الاعتقال. مشاهد تعمدت فرق الموت ارتكابها في حق المواطنين الجزائريين. الضحيتان، شقيق وشقيقته، لن أذكر أسميهما في هذا الكتاب، لكنني سمحت لنفسي بسرد قصتهما دون إخطارهما مسبقا، لرواية مشهد التعذيب، الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية، أو لم يتم الكشف عنه علانية. في صفوف مؤسسات القمع، والجيش، والدرك والشرطة الجزائرية هذه، تم تدمير نفسية الإنسان بالكامل أو فقدها إلى الأبد، تغيرت مشاعرهم الطبيعية تماما مع انتشار التعذيب الممنهج، وشيئا فشيئا انتقلوا من إنسان إلى حيوان. وأفهم تماما صمت الضحايا وأوافقهم الرأي، علاوة على ذلك وبعد سنوات عديدة، هل ستكون لديهم القوة لرواية مشاهد لا تطاق من الناحية البشرية؟ هل سيكونون قادرين على ربط الأحداث والأفكار والمشاعر كما مروا بها وفكروا بها وشعروا بها حينها؟ وبالتأكيد الأمر مستحيل، لأن لا أحد يستطيع أن يفعل ذلك أفضل منهم. ستكون الكلمات غير كافية بالتأكيد، والقصة ناقصة، لكنني سأظل أحاول استذكار الرعب الذي لا يمكن تصوره، والذي عانى بسببه الأخ وأخته دون تعليقات ودون تحميل النص بمشاعري الشخصية. وكيف يشعر الرجل، بالمعنى الحقيقي للكلمة، المتدين والمثقف جدا عندما يضطر إلى النظر إلى أخته الصغرى عارية تماما محاطة بحثالة تنهش ثديها وعورتها. وكيف تشعر فتاة من أسرة طيبة وهي تشاهد شقيقها الأكبر وهو يجرد من ملابسه ويتعرض للتعذيب من أعضائه التناسلية والاعتداء الجنسي عليه؟ وهل سيتمكن العلماء يوما ما من وصف الظروف والزمان الذي يمكن فيه للرجل أن يتخلى عن صفاته البشرية، لدرجة مصادرة طبيعته البشرية؟ وكيف يمكن أن يتصرف المرء إذا تعرض أخ وأخت عاريان تماما للتعذيب جنبا إلى جنب على المقعد نفسه أمام عشرات الضباط المفترض أنهم حماة لسلامة وأمن الشعب؟. ومنتهى الرعب المقزز الذي لم يحدث في "أوشفيتز" لكنه حدث بالفعل بين عملاء دائرة الاستعلام، والأمن الجزائرية، بلغوا قمة الهذيان حين قاموا بربط الضحيتين العاريتين وجها لوجه، عورة مقابل عورة عن طريق لف حبل طويل حول جسديهما من الرقبة إلى الركبتين لساعات طويلة. وتخيل كم من الوقت يمكن لشخص، رجلا كان أو امرأة أن يتحمل ذلك مع استمرار هذيانهم الجماعي غير المحدود لإظهار جميع جوانب الانحراف والسادية المنتشرة في مؤسسات هذه الدولة، إذ ارتكبوا أعمالا مهينة باغتصاب أحرار البلاد.

تعذيب فتاة وشقيقها واغتصابهما

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كوتــش: التحكم في المشاعر... الذكاء

الصوم والطقوس الدينية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات