كتاب رشيد نيني نقله المترجم لشهب إلى لغة «غوته» صدرت حديثا عن عن دار النشر الألمانية "بود" بمدينة نوردرستيت شمال هابروغ الترجمة الألمانية لـكتاب "يوميات مهاجر سري" للإعلامي والصحافي رشيد نيني، بتوقيع الباحث والمترجم المغربي حميد لشهب. وتعد هذه الترجمة هي الثانية ليوميات نيني بعد الأولى باللغة الإسبانية التي صدرت قبل حوالي عشرين سنة بمدريد، لينبري لشهب بنقلها إلى لغة "غوته" التي نقل منها مؤلفات فلسفية وسيكو-سوسيولوجية، كما اهتم أيضا بالترجمة من العربية إلى الألمانية لباحثين وأدباء مغاربة بالخصوص المفكر المغربي الراحل محمد سبيلا، والشاعر والروائي ياسين عدنان وغيرهم. وقال لشهب بشأن الإصدار الجديد إن ما شجعه على هذه الترجمة هو راهنية موضوعها، أو أن راهنيتها لم تنقطع بعد أجيال متعاقبة للهجرة عامة وما يسمى الهجرة "غير الشرعية" بالخصوص. لا يهتم المرء بالمهاجر غير القانوني، حسب لشهب،إلا عندما يستطيع بطريقة من الطرق "اقتحام" الحدود الأوروبية بحرا أو برا. بل لا يعير له الساسة الأوربيون أي اهتمام حتى عندما يصل، حتى وإن كانوا يعرفون بأن أرباب العمل يستغلون الأغلبية منهم مقابل أجور زهيدة ودون أدنى ضمانة قانونية. وأضاف لشهب أنه حتى عندما تُعرض صور لا إنسانية في تلفزات الغرب عن الأوضاع الصعبة التي يعيشها المهاجر غير الشرعي، أو تعرضه للموت والعنصرية وكل ضروب الإقصاء، فإن الرأي العام الغربي لا يكترث لمصير هؤلاء، على اعتبار أنهم غير أوروبيين ولا يستحقون أي اهتمام، كل ما يستحقونه هو العمل الشاق دون حقوق. وتابع المتحدث نفسه أن أهمية "يوميات مهاجر سري"، تكمن أساسا، في نظره، في الطريقة التي كُتبت بها، وهي طريقة لا يمكن تصنيفها في أي جنس أدبي، حتى وإن كان العنوان يوحي بأنها من صنف اليوميات. كما أن لغتها تشبه رقصا لغويا، سواء في ما يتعلق باستعمال ظروف الزمان أو ظروف المكان: الرقص بين الماضي والحاضر والمستقبل في الجملة نفسها، والانتقال من مدينة إلى أخرى، وهذا بالضبط ما يضفي على هذه اليوميات جمالية غير معهودة في الأدب. هناك نوع من تسويط اللغة قصد تطويعها ونفضها من غبار المسالك المعتادة، لتشي بكنهها. عزيز المجدوب