كيف تقاتل الأب والابن؟

ربيع الإرهاب في الجزائر 5 يعد كتاب "ربيع الإرهاب في الجزائر... شهادات وحقائق صادمة عن جرائم " د إر إس" المخابرات العسكرية، لمؤلفه، اعمر رامي، المترجم في 2022، وهو من بين الكتب التي تطرقت إلى جرائم مافيا الجنرالات في الجزائر من خلال رواية قصص التعذيب المرعبة والقتل والخراب في العشرية السوداء التي اقترفتها أيادي المخابرات بإشراف من الجنرالين خالد نزار، وتوفيق مدين. إعداد: أحمد الأرقام ساندت الصحف العسكريين وكلما كانت تفاصيل مرعبة حول أساليب التعذيب في أروقة مكاتب المخابرات تنشر أمور مخالفة للواقع، إنه إعلام النظام الذي يسيل لإفراغ حقد كبير تجاه تلك الفئة من الجزائريين التي وضعها النظام العسكري في فوهة المدفع، على رأسها جريدة" ليبارتي" التي كان يمولها الملياردير يسعد ربراب، شريك شقيقة الجنرال توفيق مدين، المشرف على المخابرات. ومن أجل توضيح الدور المباشر لرجل الأعمال في إراقة دماء الأبرياء، يجب أن يقدم لمصالح المخابرات عددا من عماله الذين تم تدريبهم بسرعة كبيرة، وتسليحهم وتنصيبهم حراسا شخصيين للأطر السياسية في تلك المنطقة. وكان أحد العصاميين يدعى سعيد يعمل لصالح يسعد ربراب في العاصمة، أبا لثلاثة أطفال هادئا وساكنا يعيش مع والديه لعدم حصوله على سكن، وبما أنهم وعدوه بالحصول على شقة في الأيام المقبلة، قبل بالعمل المطلوب منه. والمشكلة أنه اكتشف أن ابنه، البالغ من العمر 19 سنة يدعى طارق، له صلة بمجموعة سيد أحمد مراد المعروف باسمه المستعار" جعفر الأفغاني"، وفي كل مساء يتجادل الأب والابن حول الموضوع نفسه، إذ يريد طارق من والده الابتعاد عن عمله لأنه يخاف عليه من اعتداء الجماعات المسلحة، فانزعج الأب من إصرار ابنه على طلبه، فنهض ذات مساء في منتصف العشاء وأخرج مسدسه الماغنوم، وهو سلاح يدوي مخيف، وهدد ابنه قائلا" كلمة أخرى، وسأقتلك كالكلب، أعلم أنك إرهابي، اتركني وشأني". فتم استهداف الأب من قبل الجماعات المسلحة المحلية ولم ينجح. ووصل الأمر إلى نقطة الانفجار، إذ في صباح أحد الأيام، مر سعيد الأب كالعادة عند البقال لشراء الحليب، قبل أن يغادر إلى العمل، وبينما صعد إلى سيارة الشركة التي قدمها له الملياردير شريك شقيقة الجنرال توفيق مدين، رأى ابنه يقترب منه فجلس على المقعد، تاركا باب السيارة مفتوحا، ليشحن المسدس برصاصة بكل هدوء، فلاحظ الشاب مناورة أبيه فتأرجح قليلا إلى اليسار لتفادي زاوية التصويب إذا حدث ذلك بالفعل، فسيطر الخوف على الرجلين، ووضع السؤال من سيبدي ردة الفعل أولا، الأب أم الابن؟، وظل الناس يراقبون المشهد الذي بدا تافها بالنسبة لهم لأنهم لم يدركوا حجم الكارثة. وقام الأب الذي كان غير قادر على التحكم في أعصابه بحركة مفاجئة بسلاحه، فتم سماع صوت طلقتين تشق صمت الصباح، بعدها استدار الابن ومشى في الاتجاه الآخر، سقط الأب على المقعد مرديا وجهه مغطى بالدماء وحتى يومنا هذا لا أحد يعرف من أطلق النار، هل هو الابن أو شخص ثالث.

كيف تقاتل الأب والابن؟

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

معركة أدرار وتحول العلاقة مع الإسبان

الحسين جانتي... صوت التمرد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات