وطنية

برجوازية‭ ‬النقل‭ ‬تستحوذ‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬

المساعدات‭ ‬المالية‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬المهنيين‭ ‬وكثرة‭ ‬المتدخلين‭ ‬تعقد‭ ‬الاستفادة‭ ‬

اتسعت‭ ‬رقعة‭ ‬الخلاف‭ ‬حول‭ ‬الدعم‭ ‬الموجه‭ ‬لأرباب‭ ‬عربات‭ ‬النقل،‭ ‬وخاصة‭ ‬سيارات‭ ‬الأجرة‭ ‬الكبيرة‭ ‬والصغيرة،‭ ‬والتي‭ ‬يبلغ‭ ‬عددها‭ ‬55‭ ‬ألفا‭ ‬و500‭ ‬عربة،‭ ‬بسبب‭ ‬توجيه‭ ‬أصابع‭ ‬الاتهام،‭ ‬إلى‭ ‬مالكي‭ ‬العربات‭ ‬الذين‭ ‬يكترون‭ ‬المأذونيات،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬لديه‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬السيارات،‭ ‬ويشغل‭ ‬عددا‭ ‬كبيرا‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬السائقين،‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الدعم،‭ ‬رغم‭ ‬أنهم‭ ‬يعبئون‭ ‬البنزين‭ ‬من‭ ‬مالهم‭ ‬الخاص‭.‬

وكان‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المشاكل‭ ‬ستقع،‭ ‬وسيحتج‭ ‬السائقون‭ ‬المهنيون‭ ‬لعدم‭ ‬توصلهم‭ ‬بالدعم،‭ ‬رغم‭ ‬أنهم‭ ‬يزاولون‭ ‬نشاط‭ ‬نقل‭ ‬المواطنين،‭ ‬ويقصدون‭ ‬محطات‭ ‬الوقود‭ ‬يوميا،‭ ‬أما‭ ‬مستغلو‭ ‬المأذونيات،‭ ‬فلم‭ ‬تؤثر‭ ‬عليهم‭ ‬الزيادات،‭ ‬وانتهزوا‭ ‬فرصة‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬الدولة،‭ ‬دون‭ ‬وجه‭ ‬حق‭.‬

وتسببت‭ ‬أموال‭ ‬الدعم‭ ‬في‭ ‬غليان‭ ‬داخل‭ ‬القطاع،‭ ‬لأن‭ ‬الفئة‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬كلفة‭ ‬المحروقات،‭ ‬والتي‭ ‬تدخلت‭ ‬الدولة‭ ‬لحمايتها،‭ ‬لم‭ ‬تشملها‭ ‬عملية‭ ‬الاستهداف،‭ ‬التي‭ ‬باشرتها‭ ‬الحكومة،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬علاقة‭ ‬السائق‭ ‬وصاحب‭ ‬السيارات‭ ‬تأثرت‭ ‬كثيرا،‭ ‬بسبب‭ ‬رفض‭ ‬المشغل‭ ‬تفويت‭ ‬الدعم‭ ‬إلى‭ ‬السائق،‭ ‬الذي‭ ‬يتحمل‭ ‬فعلا‭ ‬كلفة‭ ‬الزيادات‭ ‬في‭ ‬المحروقات‭.‬

وعلمت‭ “‬الصباح‭” ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة،‭ ‬شوهد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬السائقين‭ ‬ومشغليهم‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المقاهي،‭ ‬وهم‭ ‬يتقاسمون‭ ‬أموال‭ ‬الدعم،‭ ‬التي‭ ‬توصل‭ ‬بها‭ ‬المشغل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدولة،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬المشغلين‭ ‬لا‭ ‬يحق‭ ‬لهم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الدعم،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يزاولون‭ ‬نشاط‭ ‬النقل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أغضب‭ ‬السائقين،‭ ‬الذين‭ ‬وجدوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬مجبرين‭ ‬على‭ ‬اقتسام‭ ‬المبلغ‭ ‬مع‭ ‬المشغل‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬بأن‭ ‬أرباب‭ ‬العربات‭ ‬مستغلي‭ ‬المأذونيات،‭ ‬سيستحوذون‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬ولن‭ ‬يفوتوه‭ ‬إلى‭ ‬السائقين،‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬صرف‭ ‬المبالغ‭ ‬المالية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتضح‭ ‬من‭ ‬التصريح‭ ‬بالشرف‭ ‬الذي‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬منصة‭ ‬التقدم‭ ‬بالطلب،‭ ‬والذي‭ ‬يلزم‭ ‬صاحب‭ ‬السيارة‭ ‬تفويت‭ ‬الدعم‭ ‬للسائق،‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬مستحقات‭ ‬البنزين،‭ ‬وهو‭ ‬مؤشر‭ ‬على‭ ‬علمها‭ ‬المسبق‭ ‬بأن‭ ‬الآلية‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬الاستهداف‭ ‬قاصرة،‭ ‬ولن‭ ‬تؤدي‭ ‬وظيفتها‭ ‬بل‭ ‬ستؤدي‭ ‬إلى‭ ‬احتقان‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬وستكافئ‭ ‬من‭ ‬أصبحوا‭ ‬ينعتون‭ ‬بـ‭ “‬بورجوازية‭ ‬النقل‭”‬،‭ ‬بأموال‭ ‬طائلة،‭ ‬خاصة‭ ‬الذين‭ ‬يستحوذون‭ ‬على‭ ‬كراء‭ ‬عشرات‭ ‬مأذونية‭ ‬النقل‭ ‬وتوزيع‭ ‬السيارات‭ ‬على‭ ‬السائقين‭.‬

ووصل‭ ‬نقاش‭ ‬دعم‭ ‬عربات‭ ‬النقل‭ ‬إلى‭ ‬البرلمان،‭ ‬إذ‭ ‬وجه‭ ‬نائب‭ ‬فيه‭ ‬السؤال‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬الاختلالات،‭ ‬مبرزا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فئة‭ ‬تمتلك‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬سيارات‭ ‬أجرة،‭ ‬وتوصلت‭ ‬بمال‭ ‬الدعم،‭ ‬أما‭ ‬المهنيون‭ ‬الذين‭ ‬يؤدون‭ ‬مستحقات‭ ‬البنزين‭ ‬فلم‭ ‬يتوصلوا‭ ‬به‭.‬

عصام‭ ‬الناصيري


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.