fbpx
وطنية

برجوازية‭ ‬النقل‭ ‬تستحوذ‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬

المساعدات‭ ‬المالية‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬المهنيين‭ ‬وكثرة‭ ‬المتدخلين‭ ‬تعقد‭ ‬الاستفادة‭ ‬

اتسعت‭ ‬رقعة‭ ‬الخلاف‭ ‬حول‭ ‬الدعم‭ ‬الموجه‭ ‬لأرباب‭ ‬عربات‭ ‬النقل،‭ ‬وخاصة‭ ‬سيارات‭ ‬الأجرة‭ ‬الكبيرة‭ ‬والصغيرة،‭ ‬والتي‭ ‬يبلغ‭ ‬عددها‭ ‬55‭ ‬ألفا‭ ‬و500‭ ‬عربة،‭ ‬بسبب‭ ‬توجيه‭ ‬أصابع‭ ‬الاتهام،‭ ‬إلى‭ ‬مالكي‭ ‬العربات‭ ‬الذين‭ ‬يكترون‭ ‬المأذونيات،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬لديه‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬السيارات،‭ ‬ويشغل‭ ‬عددا‭ ‬كبيرا‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬السائقين،‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الدعم،‭ ‬رغم‭ ‬أنهم‭ ‬يعبئون‭ ‬البنزين‭ ‬من‭ ‬مالهم‭ ‬الخاص‭.‬

وكان‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المشاكل‭ ‬ستقع،‭ ‬وسيحتج‭ ‬السائقون‭ ‬المهنيون‭ ‬لعدم‭ ‬توصلهم‭ ‬بالدعم،‭ ‬رغم‭ ‬أنهم‭ ‬يزاولون‭ ‬نشاط‭ ‬نقل‭ ‬المواطنين،‭ ‬ويقصدون‭ ‬محطات‭ ‬الوقود‭ ‬يوميا،‭ ‬أما‭ ‬مستغلو‭ ‬المأذونيات،‭ ‬فلم‭ ‬تؤثر‭ ‬عليهم‭ ‬الزيادات،‭ ‬وانتهزوا‭ ‬فرصة‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬الدولة،‭ ‬دون‭ ‬وجه‭ ‬حق‭.‬

وتسببت‭ ‬أموال‭ ‬الدعم‭ ‬في‭ ‬غليان‭ ‬داخل‭ ‬القطاع،‭ ‬لأن‭ ‬الفئة‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬كلفة‭ ‬المحروقات،‭ ‬والتي‭ ‬تدخلت‭ ‬الدولة‭ ‬لحمايتها،‭ ‬لم‭ ‬تشملها‭ ‬عملية‭ ‬الاستهداف،‭ ‬التي‭ ‬باشرتها‭ ‬الحكومة،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬علاقة‭ ‬السائق‭ ‬وصاحب‭ ‬السيارات‭ ‬تأثرت‭ ‬كثيرا،‭ ‬بسبب‭ ‬رفض‭ ‬المشغل‭ ‬تفويت‭ ‬الدعم‭ ‬إلى‭ ‬السائق،‭ ‬الذي‭ ‬يتحمل‭ ‬فعلا‭ ‬كلفة‭ ‬الزيادات‭ ‬في‭ ‬المحروقات‭.‬

وعلمت‭ “‬الصباح‭” ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة،‭ ‬شوهد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬السائقين‭ ‬ومشغليهم‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المقاهي،‭ ‬وهم‭ ‬يتقاسمون‭ ‬أموال‭ ‬الدعم،‭ ‬التي‭ ‬توصل‭ ‬بها‭ ‬المشغل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدولة،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬المشغلين‭ ‬لا‭ ‬يحق‭ ‬لهم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الدعم،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يزاولون‭ ‬نشاط‭ ‬النقل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أغضب‭ ‬السائقين،‭ ‬الذين‭ ‬وجدوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬مجبرين‭ ‬على‭ ‬اقتسام‭ ‬المبلغ‭ ‬مع‭ ‬المشغل‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬بأن‭ ‬أرباب‭ ‬العربات‭ ‬مستغلي‭ ‬المأذونيات،‭ ‬سيستحوذون‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬ولن‭ ‬يفوتوه‭ ‬إلى‭ ‬السائقين،‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬صرف‭ ‬المبالغ‭ ‬المالية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتضح‭ ‬من‭ ‬التصريح‭ ‬بالشرف‭ ‬الذي‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬منصة‭ ‬التقدم‭ ‬بالطلب،‭ ‬والذي‭ ‬يلزم‭ ‬صاحب‭ ‬السيارة‭ ‬تفويت‭ ‬الدعم‭ ‬للسائق،‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬مستحقات‭ ‬البنزين،‭ ‬وهو‭ ‬مؤشر‭ ‬على‭ ‬علمها‭ ‬المسبق‭ ‬بأن‭ ‬الآلية‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬الاستهداف‭ ‬قاصرة،‭ ‬ولن‭ ‬تؤدي‭ ‬وظيفتها‭ ‬بل‭ ‬ستؤدي‭ ‬إلى‭ ‬احتقان‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬وستكافئ‭ ‬من‭ ‬أصبحوا‭ ‬ينعتون‭ ‬بـ‭ “‬بورجوازية‭ ‬النقل‭”‬،‭ ‬بأموال‭ ‬طائلة،‭ ‬خاصة‭ ‬الذين‭ ‬يستحوذون‭ ‬على‭ ‬كراء‭ ‬عشرات‭ ‬مأذونية‭ ‬النقل‭ ‬وتوزيع‭ ‬السيارات‭ ‬على‭ ‬السائقين‭.‬

ووصل‭ ‬نقاش‭ ‬دعم‭ ‬عربات‭ ‬النقل‭ ‬إلى‭ ‬البرلمان،‭ ‬إذ‭ ‬وجه‭ ‬نائب‭ ‬فيه‭ ‬السؤال‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬الاختلالات،‭ ‬مبرزا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فئة‭ ‬تمتلك‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬سيارات‭ ‬أجرة،‭ ‬وتوصلت‭ ‬بمال‭ ‬الدعم،‭ ‬أما‭ ‬المهنيون‭ ‬الذين‭ ‬يؤدون‭ ‬مستحقات‭ ‬البنزين‭ ‬فلم‭ ‬يتوصلوا‭ ‬به‭.‬

عصام‭ ‬الناصيري


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى