الجنرال رشيد عمار(62 عاماً) ، من مواليد بلدة صيادة بولاية المنستير، و رئيس أركان القوات البرية التي تعد القوة الأساسية في الجيش التونسي منذ سنة 2002. يحظى الجنرال عمار بـ "احترام وتقدير واسع داخل الجيش" ويفضل العمل بعيداً عن الأضواء، ويصفه مقربون منه بأنه شخصية هادئة وله أريحية وفراسة في فهم التطورات والوعي الاستراتيجي بطبيعة التحديات الإقليمية والعالمية.يوصف بالرجل القوي داخل الجيش، لذا كان بنعلي يفضل دائما إبعاده عنه، وهو ما جعل الرئيس المخلوع يقوي شوكة الحرس الرئاسي على حساب الجنرالات، بل يمنح هذه القوات الخاصة، التي كانت تقف وراء أعمال الفوضى التي شهدتها تونس، مهمة مراقبة الجيش.كتب عمار اسمه في لحظة تاريخية بأحرف ذهبية، لما سعى الرئيس السابق الى إقالته لرفضه إطلاق النار على المتظاهرين والمحتجين ومحاولة جنوده حماية المتظاهرين من الشرطة وأعوان الأمن، وتمسك الجنرال الذي ظل لسنوات يعمل في الظل، باحتضان ثورة الياسمين ورغبة الشعب الجامحة في التغيير، لما أصدر تعليماته الصارمة في المساهمة الجادة في إيقاف مقترفي أعمال النهب والقتل والتخريب.يوم 14 يناير صباحا، لحظة هامة في حياة الجنرال، حين كانت آلاف الجماهير وسط العاصمة التونسية وباقي مناطق البلاد تحتج وتطالب بالتغيير ورفع الظلم واستعادة الحرية والكرامة، وقبل هذا وذاك، تطالب برحيل بن علي.تحول الجنرال رشيد عمار إلى قصر قرطاج صحبة سبعة أفراد من قيادة الجيش، وبعد محاولات عديدة أمكن له لقاء الرئيس بن علي، الذي رفض في البداية مقابلة زواره، وخاطبه « لقد انتهيت» Tu es fin» وطالبه بالتنحي عن الحكم.ويأمل الشعب التونسي، خاصة طبقته السياسية، أنه مثلما كان الجنرال رشيد عمار حاضنا لانتفاضة «البوعزيزي» وكان رافضا للانقضاض على الحكم وتوليه وحريصا على حماية الدستور والنظام الجمهوري، فهو مطالب اليوم برعاية عملية الإصلاح والتغيير دون انبهار بـ «كرسي الحكم» أو تمسك بمنطق الانقلاب العسكري، وهذا ما يحسب لهذا الرجل الذي يعرف دائما بابتسامته العريضة وتواضعه الكبير. ر. ب