“دونـور”… المـعـلمـة

ملاعب متوجة 2 جدد في 2000 وباتت سعته تتجاوز 45 ألف متفرج نقدم لكم في هذه السلسلة من الحلقات أشهر الملاعب الوطنية، والتي شهدت تتويجات محلية وقارية تاريخية، وساهمت بشكل كبير في رفع أسهم أندية، ورفعت على أرضها راية المغرب، في محافل ومسابقات قارية ودولية. من العربي الزاولي بمنطقة الحي المحمدي الشهيرة بالبيضاء، مرورا بملعب محمد الخامس، وسطاد “فيليب”، ثم ملعب مولاي عبد الله بالرباط، وصولا إلى ملعب الحارثي بمراكش، والحسن الثاني بفاس، سنتطرق لتاريخ مليء بالإنجازات، والحالة التي باتت عليها هذه الملاعب اليوم.لم تقتصر الإنجازات المحققة في هذه الملاعب على الفرق، بل شهد بعضها تألقا للمنتخبات الوطنية، بكل فئاتها، والتي رفعت راية البلاد على أرضها. عبد الإله المتقي لا يمكن أن تزور البيضاء دون أن تزور أكبر ملعب كرة قدم فيها، ملعب محمد الخامس، أو “دونور” وهو اسمه الأول، الذي كان يطلقه عليه البيضاويون بعد الاستعمار. يوجد الملعب في قلب البيضاء، ويتحدث عنه كل الأفارقة والأوربيين، ويعتبر من معالم المدينة. شيد في 6 مارس 1955، ويعد من أقدم ملاعب البيضاء، إذ سمي في البداية ب”مارتن سيدران” قبل أن يتغير اسمه إلى ملعب “دونور”، وبعدها محمد الخامس في 1981. تم تجديده في 2000، وباتت سعته تتجاوز 45 ألف متفرج، إذ كان أكبر تحديث له، بعد سنوات 1970 و1981، وفي 1983 بمناسبة احتضانه لمنافسات ألعاب البحر الأبيض المتوسط. احتضن الملعب مباريات تاريخية للرجاء والوداد، ثم المنتخب الوطني الأول، من بينها مباريات لعصبة أبطال إفريقيا وكأس الكؤوس الإفريقية وكأس الكنفدرالية الإفريقية، وكأس إفريقيا للأمم في نهاية الثمانينات، وهي النسخة التي عرفت وصول الأسود لنصف النهاية، وخسارتهم على أرضيته أمام الكامرون، ناهيك عن كؤوس تاريخية من بينها كأس محمد الخامس والكأس العربية وكأس “إل جي”. لعب على أرضيته لاعبون دوليون عالميون كبار، ومنتخبات تاريخية، مثل إسبانيا وفرنسا وجنوب إفريقيا، ناهيك عن منتخبات إفريقية سقطت في مباريات مصيرية، مثل تصفيات كأس العالم، على غرار غانا والسنغال والجزائر ومالي والكامرون وكوت ديفوار وتونس والكونغو وغينيا، إذ ساهم الجمهور “الكازاوي” في قيادة منتخب بلاده إلى المجد الإفريقي والعالمي، رغم قوة المنافسين الذين امتلكوا تشكيلات نارية. تعرف جوانبه وجود قاعة مغطاة لكرة السلة وكرة اليد، ومسبح أولمبي هو الأكبر في المملكة، ويعتبر من بين الأقدم في إفريقيا. شكل “دونور” المكان الأمثل للمنتخب الوطني على مر السنين، إلى غاية بداية الألفية الثالثة، إذ انتقلت أغلب مباريات الأسود إلى الرباط، وفي بعض الأحيان فاس ومراكش وأكادير والرباط. كان يفكر منافسو الأسود في “هيبة” ملعب محمد الخامس، وكيفية التعامل معه، قبل التفكير في خطة اللعب. لاعبون عالميون وطأت أقدامهم أرضية محمد الخامس، من بينهم زين الدين زيدان، ونجوم ليفربول الإنجليزي الكبار في الثمانينات، إذ واجهوا الوداد في مباراة تاريخية، ناهيك عن ساو باولو البرازيلي وبايرن ميونيخ الألماني وريال مدريد وأتلتيك بلباو وريال بيتيس وأندرلخت البلجيكي وإيفرتون الإنجليزي. كان قبلة لنجوم العالم ولا يزال، إذ رفعت على منصته ألقاب عديدة، خاصة للرجاء والوداد، من بينها عصبة أبطال إفريقيا وكأس الكنفدرالية الإفريقية وكأس العرب وكأس محمد الخامس و”السوبر” الإفريقي وإنجازات أخرى، بصمت تاريخ الناديين. بات قبلة للسياح، ولجماهير من دول أخرى، اختارت السفر للبيضاء، وحضور المباريات، من أجل متعة لا نظير لها. التقت “الصباح” طيلة السنوات الماضية في مدرجات “دونور”، مع جماهير من دول متعددة، أبرزها البرازيل وفرنسا وتونس والجزائر وغينيا وليبيا ولبنان وألمانيا والسويد، لم يكن أي فريق يمثلهم طرفا في المواجهات، لكن مثلتهم تلك الأهازيج الحماسية التي لم ولن يتابعونها في ملاعب بلدانهم.

“دونـور”… المـعـلمـة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حقائق عن معجزات الولي عمران بن ديوان

شعيبة يا وليدي... جزار قاتل

مقالات ذات صلة