زيارة سانشيز للرباط فرصة لتعزيز الثقة والتوجه نحو المستقبل بخارطة طريق موحدة يرى المراقبون أن زيارة بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية إلى الرباط، ومباحثاته مع جلالة الملك، تشكل إيذانا بصفحة جديدة في العلاقات التاريخية بين البلدين الجارين، وتعزز أجواء الثقة وبناء شراكات إستراتيجية متوازنة، تقوم على احترام السيادة الوطنية للبلدين، وتجاوز الصعوبات بالتشاور الدائم والتعاون الصريح والصادق. أول سطر في صفحة جديدة بداية مرحلة غير مسبوقة في العلاقات بين البلدين ستنعكس على المنطقة برمتها تجمع آراء الرسميين والأكاديميين في المغرب وإسبانيا على أن زيارة بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، للمغرب إثر الدعوة التي وجهها إليه جلالة الملك تدشن مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقات بين البلدين، في إشارة إلى أن البلدين يكتبان أول سطر في صفحة علاقات ستنعكس على المنطقة برمتها، وستؤسس لمعادلات جيوسياسية جديدة في المستقبل القريب. ويرتقب أن تشهد الزيارة عقد القمة العليا المشتركة بين البلدين، التي كانت قد تأجلت بسبب ظروف فيروس كورونا العام الماضي، وأيضا بسبب أزمة استقبال زعيم جبهة البوليساريو في إسبانيا بذريعة العلاج. وبدأ التقارب المغربي الإسباني بمكالمة هاتفية لسانشيز مع الملك تحدث فيها عن مرحلة جديدة افتتحت بين إسبانيا والمغرب، على أساس الشفافية والاحترام المتبادل والالتزام بالاتفاقيات، رد عليها الملك بدعوة المسؤول الإسباني إلى زيارة الرباط. وكشفت تقارير إعلامية إسبانية أن الحكومة أبلغت الملك فيليب السادس بجميع تفاصيل المحادثة التي جمعت رئيس الحكومة الإسبانية والملك محمد السادس، وأشار سانشيز، على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أنه وضع في حديثه مع الملك خارطة طريق تعزز المرحلة الجديدة بين بلدين متجاورين، شريكين إستراتيجيين، على الاحترام المتبادل. وجدد الملك خلال محادثات هاتفية مع رئيس الحكومة الإسبانية، منتصف الأسبوع الماضي، التعبير عن تقديره الكبير لمضمون الرسالة التي وجهها إليه في 14 مارس 2022، على اعتبار أنها رسالة تنسجم مع روح خطاب جلالته في 20 غشت 2021، وتستجيب لنداء جلالته بتدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقات بين البلدين، تضع الشراكة بين البلدين على سكة قطار التشاور الدائم والتعاون الصريح والصادق. وكانت المكالمة المذكورة جوابا عن مضمون الرسالة التي وجهها سانشيز في 14 مارس الماضي، بما يبشر بقيام نمط جديد من الشراكة بين البلدين قوامها الاحترام والثقة المتبادلة والتعاون الصريح والصادق. ومن جهتها اتخذت إسبانيا قرارا تاريخيا داعما للحكم الذاتي في الصحراء المغربية، بالنظر إلى حمولته السياسية، إضافة إلى أهميته الإستراتيجية التي تكمن في أن معالجته جاءت من مستويات عليا سيادية، انطلقت من خطاب جلالة الملك محمد السادس في 20 غشت 2021، باعتباره مرجعا ومؤسسا لعودة العلاقات في وقت أصبح جميع الشركاء يدركون بأن المغرب دولة صاعدة من ضمن القوى المؤثرة في غرب الأبيض المتوسط، وفي القارة الإفريقية. ورغم التوترات التي شابت العلاقات بين البلدين الجارين، غير أنهما حرصا دائما على التزام نوع من حسن الجوار لأن العلاقة بينهما استثنائية في المحيط الإقليمي، مما استلزم التحلي بالتبصر والهدوء، مع التوجه نحو قطيعة مع الحلقة المفرغة المتولدة عن هاته النزاعات، من خلال احترام سيادة المغرب على أراضيه وإيجاد حل تدريجي للمشاكل الترابية المعقدة. ياسين قُطيب