fbpx
بانوراما

أساطير وآلهة الأمازيغ 2: “لاميا” … إلهة الرعب

أخاف بها الآباء أبناءهم وشكلت الوجه الأول لـ “مصاصي الدماء”

آمن الأمازيغ بوجود قوى عليا تحرك العالم وتحكمه، ومثل أي شعب سعوا للبحث عن هذه القوى والتقرب منها. كما تأثروا بمعتقدات جيرانهم المصريين والمعتقدات الفينيقية والإغريقية والرومانية.
وتزخر الميثولوجيا الأمازيغية بأساطير شعبية كثيرة، إذ كانت لسكان المغرب، قبل الإسلام، طقوس وعادات خاصة بهم، وشخصيات أسطورية يقدسونها. وارتبط تعدد آلهة الأمازيغ، بالمغارات والجبال والصخور، التي كانت محط عبادتهم، خاصة الجن الذي يقطن تلك الأماكن، كما لم تخرج المياه عن قاعدة العبادة باعتبار الماء مخصبا ومطهرا ومصدرا للحياة.

خالد العطاوي

تخيل الأمازيغ “لاميا” في رأس امرأة وجسد أفعى، ورغم أن الإغريق يعتبرونها إلها، إلا أن لها أصولا في “أرض ليبيا”.
تقول الرواية إن “لاميا” ابنة بيلوس ملك ليبيا أرض الأمازيغ، ثم تحولت إلى أسطورة توارثت الأجيال الأحداث الأليمة التي عاشتها إلى أن أصبحت إلهة.
ورد ذكر قصة “لاميا” في مصادر عديدة، أشهرها كتاب هيرودوت في التاريخ، ومصادر أخرى منها قصائد الشاعر الإنجليزي جون كيتس، بينها قصيدة تسمى “لاميا”.
ويورد المؤرخون أن “لاميا” كانت جميلة جدا، فوقع إله الإغريق الأكبر زيوس في غرامها، فغارت منها هيرا زوجة زيوس، فحقدت عليها.
خططت هيرا للانتقام من “لاميا” بطريقة بشعة، فقتلت أبناءها جميعهم، وهو ما لم تُطقه “لاميا”، فدخلت في حالة من الجنون وهربت إلى مغارة، ولم تعد تستطيع النوم أبدا. ​​
كانت عينا “لاميا” مفتوحتين دوما، من شدة الحزن على أولادها، فوهبها الإله “زيوس” القدرة على نزع عينيها وفق إرادتها وفي الوقت الذي تشاء، حتى تتمكن من النوم.
ومع مرور الوقت، كبرت فكرة الأخذ بالثأر، وهنا تحولت الملكة الجميلة إلى شريرة، وصارت رمزا للرعب والانتقام.
بدأت “لاميا” مسلسل ثأرها الرهيب والكبير من “هيرا” ومن الإغريق جميعا، فصارت تخطف كل أبناء الإغريق وتقتلهم في صمت، ما أشاع الرعب لدى كل أمهات الإغريق وزاد خوفهن على أبنائهن.
وبناء على قصة الثأر بدأ يرمز لـ “لاميا” بأنها إلهة الرعب، وتخيلها الرسامون بشكل بشع، فمثلا أخذ شكلها في الرسومات وجه امرأة وذيل ثعبان، وتظهر أحيانا أخرى امرأة جميلة تغوي الشباب، ثم تتغذى على أرواحهم ومن الدماء التي في قلوبهم، وربما بهذا تكون “الوجه الأول لمصاصي الدماء”، حسب الشاعر جون كيتس.
في أوربا، استمرت الأسطورة، إذ استغلت الأمهات القصة ليهددن أطفالهن، فأصبحت شخصية خيالية تستخدمها المربيات للحث على حسن السلوك بين الأطفال، كما كانت مادة لأعمال أدبية مثل “لاميا وكالامباكا” (النسخة الثانية) لجون وليام ووترهاوس (1909) وجون كيتس في أشعاره.
أما عند الأمازيغ، فقد شكلت مصدرا لعدد من القصص والحكايات، إذ كان هدفها أيضا تخويف الأطفال إن لم ينصاعوا لأوامر أهاليهم، ومن بين هاته القصص نجد “لونجا د مقيديش”، و”لولجا د تارير”، و”ماما غولة”، و”تارير”، و”تامزا”…
وقدست إفريقيا الشمالية آلهة المياه نفسها التي كانت تقدس في روما، فأهم الآلهة هو “نبتونوس”، وتأتي الحوريات في درجة ثانية، ثم أرواح المياه، فالأودية والآبار لكن هذا لا يعني أن الآلهة الأمازيغية المحلية اختفت، فالبعض منها استمر في صورته الأصلية كما يبدو من خلال بعض الهدايا التي قدمت لكل من الإلهين “ليوس” و”دراكون”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.