لم تنته الأبحاث التي تشرف عليها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بشأن الاختلالات في شأن الصفقات التي تهم الصحة، والتي انتهت بإحالة الفوج الأول من المتهمين في التبديد والتزوير على قاضي التحقيق باستئنافية البيضاء، والذي أودع 19 متهما سجن عكاشة فيما قرر متابعة 11 آخرين في حالة سراح بعد اتخاذ تدابير الوضع تحت المراقبة القضائية تراوحت بين إغلاق الحدود وإيداع كفالات مالية بصندوق المحكمة، ضمانا لحضور إجراءات التحقيق، تراوحت بين 30 مليون سنتيم ومليونين. وأفادت مصادر "الصباح"، أن الاختلالات التي ضبطتها تقارير المجلس الأعلى للحسابات أو المفتشية العامة هي موضوع أبحاث مكثفة خاصة تلك المتعلقة باقتناء بعض المعدات والأجهزة الطبية بأسعار تزيد عن تلك المطبقة في السوق الدولية أو تلك التي لها طلبات مماثلة، وشراء المعدات الطبية من الممونين الذين حققوا هوامش ربح عالية مقارنة بالأسعار المعلنة في الجمارك، وتسوية الصفقات والموافقة عليها بعد الشروع في تنفيذها، رغم وجود آلية قانونية لتمرير الطلبيات، وتغطية تكاليف النقل لبعض المعدات التي لم يتم نقلها بالفعل، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الإطاحة ب31 متهما كانت بناء على شكاية سرية توصلت بها رئاسة النيابة العامة منذ 2019، بناء على ما تم ضبطه من قبل لجان التفتيش التابعة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية من خلال التقارير التي تقوم بها والزيارات الميدانية، على مجموعة من الاختلالات بالصفقات العمومية الخاصة بالمؤسسات التابعة لقطاع الصحة إضرارا بالمال العام. وتساءلت مصادر "الصباح" هل سيكشف التحقيق التفصيلي الذي سينطلق قريبا مع المتهمين عن الخيوط الرئيسية في الصفقات المشبوهة التي شهدتها وزارة الصحة منذ سنوات وتسبب في إهدار المال العام، والتي تشير أصابع الاتهــام فيها إلى مسؤولــين نافذين بالوزارة، خاصة أن التلاعبات التي تم كشفهــا أخيــرا تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن تلك العمليات تمت تحت غطاء هؤلاء المسؤولين، والذين هم محط شكايات من جمعيات حقوقية تعنى بالمال العام. وتابع قاضي التحقيق المكلف بالجرائم المالية باستئنافية البيضاء المتهمين بتكوين عصابة إجرامية، والارشاء والارتشاء، وتبديد المال العام، وتزوير محررات رسمية، وتزوير وثائق تصدرها الإدارة العامة واستعمالها، وإتلاف وثيقة عامة من شأنها أن تسهل البحث عن الجنايات والجنح وكشف أدلتها وعقاب مرتكبيها، والتحريض على ارتكاب جنح، وإفشاء أسرار مهنية. كريمة مصلي