خاص

“جوائز مغاربة العالم” … احتفالية الاعتراف

اختتمت دورتها الرابعة على إيقاع الموسيقى المغربية اليهودية وكرمت العلم في شخص منصف السلاوي

اختتمت، نهاية الأسبوع الماضي، تظاهرة “جوائز مغاربة العالم”، دورتها الرابعة، باحتفالية كبرى احتضنها فندق “السعدي” بمراكش، وحضرتها العديد من الشخصيات المعروفة.
وعرفت التظاهرة، التي تنظمها سنويا، مجلة “بي إم”، تكريم اسمين مميزين هما منصف السلاوي، العالم والخبير الأمريكي المغربي، ونيتا الخيام، الفنانة والموسيقية الإسرائيلية من أصل يهودي مغربي. ومنحت التظاهرة، التي تعود بعد توقف بسبب جائحة “كوفيد 19″، جوائزها التقديرية للعديد من الكفاءات المغربية المقيمة خارج أرض الوطن، والتي رفعت اسم المغرب عاليا في مجالات مختلفة. “الصباح”، حضرت حفل التكريم وتوزيع الجوائز على الفائزين، وتنقل إليكم أجواءها وتفاصيلها، في الورقة التالية:

إنجاز: نورا الفواري (موفدة “الصباح” إلى مراكش)

حظي منصف السلاوي، العالم والخبير الأمريكي من أصل مغربي، بالتكريم، خلال الدورة الرابعة من تظاهرة “جوائز مغاربة العالم” التي تنظمها مجلة “بي إم ماغازين”، تحت إشراف أمين سعد، مؤسس التظاهرة، وآمال داوود، رئيسة تحرير المجلة، باعتباره واحدا من الكفاءات والقامات العلمية التي تألقت وتميزت في الخارج، إذ كان من المساهمين في تطوير لقاح مضاد لفيروس “كوفيد 19” وعينه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مديرا للفريق العلمي داخل البيت الأبيض، المكلف بتسريع ما يعرف بعملية “وارب سبيد”.
وعبر السلاوي، خلال الكلمة التي ألقاها بالمناسبة، عن اعتزازه بهذه المبادرة التي تساهم في تسهيل التواصل بين مغاربة العالم واللقاء في ما بينهم، بغض النظر عن اختلافاتهم ومجالات اشتغالاتهم، إضافة إلى تمكينهم من البقاء على صلة بجذورهم ووطنهم الأصل.

مغربية من إسرائيل
وإلى جانب السلاوي، كرمت التظاهرة، في احتفالية كبيرة أقيمت في مراكش بفندق “السعدي”، عددا من الأسماء المغربية التي بصمت على مسار مهني ناجح خارج أرض الوطن. ويتعلق الأمر بالمغنية الإسرائيلية نيتا الخيام، التي تعود أصولها إلى تنغير من ناحية الأب، والبيضاء، من ناحية الأم، والتي أوصلت أغانيها المستلهمة من التراث الموسيقي اليهودي المغربي، إلى العالمية. وقد عبرت في كلمتها بالمناسبة، عن سعادتها الكبيرة لأنها تحظى بالتكريم في بلد جدتها التي تحدثت لها كثيرا عن المغرب وكان لها كثير الفضل في التعرف على ثقافتها وهويتها. كما قدمت شكرها وامتنانها، لجميع الفنانين المغاربة الذين كانوا ملهمين لها منذ بداية مسارها الفني، ومن بينهم زهرة الفاسية وسامي المغربي وريموند البيضاوية، قبل أن تختتم الاحتفالية بباقة من أجمل أغانيها التي قدمتها أمام الجمهور، مرفوقة بزوجها أميت حاي كوهن، المؤلف الموسيقي الموهوب الذي صاحبها عزفا.

جوائز واعترافات
وخصصت التظاهرة، التي تهدف إلى تسليط الضوء على مسارات ونماذج من المغاربة الناجحين في مختلف بلدان العالم، جوائز للعديد من “البروفيلات” المتميزة في العديد من الأنشطة والمجالات، والقادمة من فرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل. ويتعلق الأمر بجليل بن عبد الله، من فرنسا، صاحب شركة “أس دي تيك” المتخصصة في إنتاج البودرة الدقيقة ونائب رئيس جهة “لوكسيتاني”، الذي حصل على الجائزة المخصصة لفئة “المقاولة”، ومنير الساطوري، الذي بصم عن مسار متميز في المجال السياسي في فرنسا، منذ بداية انخراطه مع الخضر في 2001، وتمكنه من الحصول على منصب نائب بالبرلمان الأوربي منذ 2019، والذي حصل على جائزة التظاهرة عن فئة “السياسة”.
وعادت الجائزة المخصصة لفئة “البحث العلمي”، إلى سميرة فافي كريمر، المتخصصة في البيولوجيا الطبية والحاصلة على وسام الشرف للجمهورية الفرنسية في 2021 لإسهاماتها في المجال الصحي، في حين حصل محمد البشيري، من بلجيكا، الذي فقد زوجته في الحادث الإرهابي داخل ميترو بروكسيل في 2016، على الجائزة المخصصة لفئة “المجتمع المدني”، وعادت الجائزة المخصصة لفئة “الرياضة” لأميرة الطاهري، من هولندا، البطلة العالمية في رياضة “الكيك بوكسينغ”، والتي لا يتجاوز عمرها 13 سنة.

شخصيات وازنة
أما جائزة التظاهرة عن فئة “الفن والثقافة”، فحصل عليها المبدع الموسيقي سيدي العربي الشرقاوي، من بلجيكا، الذي اشتغل في كبريات المسارح العالمية واشتغل إلى جانب نجوم الفن العالميين.
وضمت لجنة التحكيم عددا من الشخصيات الهامة والمعروفة، كان على رأسها إدريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إضافة إلى منصف بنكيران، عالم الفيروسات، ورئيس اللجنة العلمية 2 للوكالة الوطنية للبحث حول السيدا، وسعاد طالسي، الفاعلة الجمعوية، ومؤسسة جمعية “الحسنية” بلندن، وآمال داود، رئيسة تحرير مجلة “بي إم”، ومحمد مطالسي، المدير السابق للأعمال الثقافية بمعهد العالم العربي في باريس.

بلعطار: نريد فقط أن تحبنا فرنسا
اعتبر ياسين بلعطار، الكوميدي الفرنسي من أصل مغربي، أن المواطنين الفرنسيين المسلمين، يخشون من التعبير عن بعض آرائهم والالتزام بالقضايا التي تشغل “طائفتهم”، خوفا من فقدان امتيازاتهم أو وظائفهم، مضيفا أن عددا منهم يصبحون، بمجرد الحصول على منصب معين، من فئة النبلاء.
وقال بلعطار، خلال الندوة التي نظمت خلال تظاهرة “جوائز مغاربة العالم”، إن الفرنسيين كانوا يعتقدون أننا سنغادر ونعود إلى بلداننا، ولا يصدقون أننا بقينا، ولذلك، كلما شعروا بأن واحدا منا لديه استعداد من أجل الالتزام بقضية ليست على هوى النظام الفرنسي، يدمرون حياته على الفور.
وأوضح الفكاهي المثير للجدل، أن فرنسا تحفل بالكثير من الكفاءات والمواهب من بين الفرنسيين من أصول عربية أو من إفريقيا جنوب الصحراء، لكنها لا تتسامح معهم إلا في مجالات مثل كرة القدم أو الفن أو التهريج، ولا تسمح لهم بالتفوه بخطابات ضد النظام. كما أن كل عربي أو متحدر من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، يصبح محل شك واتهامات، إذا نجح في مساره المهني. وأشار خلال الندوة نفسها التي نظمت حول موضوع “مغاربة العالم بين التمييز العنصري والاندماج”، إلى أن الإحساس بالتفوق لدى المواطنين الفرنسيين أبشع بكثير من العنصرية، لذلك تفتح وسائل الإعلام المجال فقط أمام الآراء المنسجمة والمتواطئة، ولا تسمح ببروز رأي مخالف. وأضاف “هناك مشكل هوية أساسي يدور حول سؤال من أنت ومن أي موقع تتحدث؟”.
وقال بلعطار، في ختام كلمته التي ألقاها خلال الندوة، والتي كانت مناسبة للعديد من مغاربة العالم الناجحين في مساراتهم المهنية بالخارج، لمناقشة تجاربهم، إن المواطنين الفرنسيين من أصول عربية مسلمة أو من إفريقيا جنوب الصحراء، يريدون فقط أن تحبهم فرنسا، وأن تعاملهم باحترام”.

أمين سعد: نطمح إلى مزيد من الدعم
اعتبر أمين سعد، مؤسس “جوائز مغاربة العالم”، أن الدورة الرابعة من هذه التظاهرة أثبتت نجاحها بامتياز، بدليل نوعية الحضور الإعلامي والشخصيات الوازنة التي شاركت سواء من المغرب أو الخارج، أو “البروفيلات” التي تم تكريمها، وهو ما يشكل دفعة إلى الأمام ستمكنها من تطوير نفسها في المستقبل والانفتاح على آفاق أرحب.
وأوضح سعد، في تصريح ل”الصباح”، أن مغاربة العالم الذين تم الاحتفاء بهم خلال الدورة، شعروا بالسعادة والامتنان لهذه الالتفاتة ولحصولهم على الاعتراف والتقدير من بلدهم الأم، خاصة أولئك الذين يحظون بذلك للمرة الأولى في حياتهم، مثل مولاي العربي الشرقاوي، الذي يعتبر واحدا من كبار الموسيقيين العالميين، والذي سبق أن حصل على جوائز وتكريمات دولية مهمة، لكنه كان في غاية السعادة لتكريمه من بلده، وأصر على الحضور رغم مشاغله الكثيرة والتزاماته بالخارج، وكذلك الأمر بالنسبة إلى العالم والخبير الأمريكي منصف السلاوي.
وفي رده على سؤال “الصباح”، حول إن لم يكن هناك تخوف من اختيار السلاوي لتكريمه خلال التظاهرة، رغم أنه كان موضوع اتهامات بالتحرش الجنسي، قال سعد: “لا توجد هناك أي شكاية وضعت ضده. ولم تكن هناك متابعة قضائية. والرجل انسحب في صمت بدون إثارة أي فضيحة. وقد تكون هناك اعتبارات أخرى وراء اتهامه. أما بالنسبة إلينا في التظاهرة فكان الاعتبار الأول والأخير، هو ما قدمه الرجل من إسهامات مهمة في تطوير لقاح مضاد لفيروس “كوفيد 19″ وإنقاذ حياة ملايين البشر حول العالم”.
أما بخصوص الدعم المقدم لهذه التظاهرة، فأشار سعد إلى أنها تحتاج فعلا المزيد منه، إذ لا يعقل أن مؤسسات كبرى لم تنخرط بعد في تشجيع التظاهرة ودعمها، بالنظر إلى الأهمية التي يوليها المغرب لأبنائه في الخارج، ولانسجامها مع الخطاب الرسمي الذي يتحدث عن أهمية إبراز كفاءات المغاربة المقيمين في الخارج والاستعانة بها من أجل تطور ونهضة الوطن.

خطابي: العنصرية غيرت ثوبها
من جهتها، أكدت زكية خطابي، الوزيرة المكلفة بالبيئة في حكومة بلجيكا الفدرالية والأمينة العامة السابقة لحزب الخضر البلجيكي، أن العنصرية غيرت اليوم ثوبها، وأصبحت تمنع ولوج المهاجرين وأبناءهم إلى دراسات معينة، وبالتالي تمنعهم من بلوغ وظائف معينة، مضيفة أن هناك “مناصب مقدسة ليس مسموحا بالوصول إليها لغير المواطنين البلجيكيين الشقر أصحاب العيون الملونة”.
وقالت خطابي، خلال الندوة، إنها عانت الكثير من الصعوبات في بداية مسارها السياسي، إذ كان البعض ينتقدها من أجل مظهرها “البورجوازي” أو لأنها ملتزمة بقضية البيئة، التي لا تليق بالمهاجرين، وهي أفكار مسبقة و”كليشيهات” لم تستطع بلدان الاستقبال التخلص منها إلى اليوم.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.