fbpx
حوادث

المجالس تتحول إلى حلبات للملاكمة

عنف و”بلطجة” ببوزنيقة وسطات أمام أعين السلطات يسائلان الأحزاب

عرت دورات بعض المجالس الترابية، سلوكات منتخبين تحولوا إلى «بلطجية»، يمارسون كل أنواع العنف والشتم، ويتم تكسير ممتلكات الجماعة، في مشاهد تسائل الأحزاب ودورها في التأطير، وتفضح المستوى الذي آلت إليه «النخب المحلية»، التي أفرزتها انتخابات ثامن شتنبر الماضي.

وعوض أن يعطي المنتخبون، الذين نالوا ثقة المواطنين، النموذج في تدبير الشأن العام، والاهتمام بقضايا المواطنين، تحولت بعض الدورات إلى حلبة للملاكمة، وفضاء لكل أنواع السب والشتم، دون أدنى اعتبار للقوانين وأعراف التدبير الجماعي.
مناسبة هذا الحديث، ما عرفته جماعتا بوزنيقة وسطات، أول أمس (الثلاثاء)، من مشاهد عنف نقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، يتبادل فيها المستشارون اللكمات، أمام أنظار ممثلي سلطة الوصاية، وأعين المواطنين، وتكسير تجهيزات الجماعة، في مشاهد تعكس بؤس الممارسة السياسية، وتعمق النفور من ممارسة سياسية كهذه، وتفقد الثقة في الأحزاب والانتخابات.

وتفيد المعطيات الواردة من بوزنيقة، أن مشاهد العنف التي عرفتها الدورة، بعد انتهاء أشغالها، كانت بين أعضاء ينتمون إلى الأغلبية المسيرة للمجلس، سببها خلاف حول نقطة تتعلق بإحداث مركز كهربائي وسط حي آهل بالسكان، أدت الخلافات والحسابات الشخصية بشأنه إلى «بلوكاج»، قبل أن ينقل المستشارون المحسوبون على حزب الاستقلال والتقدم والاشتراكية المعركة إلى بهو المجلس، وسط استنكار الحضور، وفي غياب محمد اكريمين، رئيس المجلس، الذي قالت مصادر «الصباح»، إنه فوض تدبير الجلسات إلى نائبه الأول، ولم يحضر سوى دورة انتخابه رئيسا.

وأوضحت المصادر ذاتها أنها المرة الثانية التي تشهد فيها دورة المجلس عنفا، كما أن السب والشتم أصبحا أمرا مألوفا من قبل «مستشارين» وافدين على الأحزاب في آخر لحظة، ولا يعرفون معنى أن تكون منتخبا محليا موكولا له تدبير الشأن المحلي، واحترام القوانين، والأحرى التخطيط والابتكار في تسيير شؤون الجماعة.

أما بجماعة سطات، فالأمر أخطر، إذ مورس العنف داخل الجلسة، وأمام أعين رئيس المجلس، وممثل السلطة، إذ هاجم مستشار محسوب على الحزب الليبرالي، النائب الأول للرئيس، المنتمي إلى التجمع الوطني للأحرار، بسبب ما اعتبره مستشارون ضعف التسيير من قبل الرئيس الاستقلالي، ومقاطعة المستشارين أثناء التدخل، وعدم ضبط آليات النقاش، وفوضى التدخلات من قبل نواب الرئيس، دون إذن أو سبب.

وكانت المصادقة على هيأة المساواة، بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس، إذ عارض مستشارون المصادقة عليها دون نقاش، بعد تقديم تقرير اللجنة، وهو ما أثار حفيظة بعض مكونات الأغلبية، التي هاجمت بعض مستشاري المعارضة.
وأفادت مصادر من خارج الأطراف المتورطة في الاصطدام، أن مجلس سطات، أصبح يعيش على إيقاع السب والشتم، والكلام النابي، أمام مرأى الجميع، بسبب تبادل الاتهامات، بين مختلف المكونات، وأغلبهم من الرحل المتجولين بين الأحزاب، ولا التزام إليهم مع الهيآت، التي فازوا باسمها في الانتخابات، ناهيك عن ضعف المستوى، وعدم الإلمام بالمهام الموكولة إليه في إطار القانون، وفسح المجال أمام من هب ودب للترشح.

إن تكرار حالات العنف داخل دورات المجالس، يسائل السلطات والأحزاب، ويعطي صورة سيئة عن مستوى النخب، التي ينتظر منها المواطنون تدبير شؤونهم، وتنزيل الوعود التي أمطروهم بها خلال فترة الانتخابات. كما تعري هشاشة التحالفات المشكلة للأغلبيات، وضعف الكفاءة لدى بعض المسؤولين عن تسيير شؤون المدن.

برحو بوزياني


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى