هيأة مغربية تكون الطلبة والتلاميذ في عوالم المال والأعمال تعتبر الثقافة أو التربية المالية، واحدة من الدعامات التي يفتقر إليها التعليم المغربي بمختلف مستوياته، بل تغيب هذه الثقافة التي تكتسب أهمية كبرى، عن جل مؤسسات التنشئة الاجتماعية بالمغرب، إذ أن جل الأسر والمدارس ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، لا تعلم الطفل مهارة أساسية في الحياة، تتمثل في طريقة التعامل مع المال، وأوجه صرفه واستثماره وادخاره. وإذا كانت الثقافة الشعبية السائدة في المغرب، تعتبر المال ابتلاء، وأن طريقه تشجع على ارتكاب المعاصي، وأنه "وسخ الدنيا"، إضافة إلى شيطنة أصحاب رؤوس الأموال، فإن هذه القيم والأفكار الجاهزة حول المال، لم تعد تتماشى مع عصر، أصبح فيه التعامل مع المال ثقافة تدرس، بل تربية تمنح للأطفال عبر قنوات التنشئة، من أجل أجيال تعرف معنى المال، وتقدر قيمته وتحسب إمكانيات الربح والخسارة، في كل خطوة من أجل الانفاق أو الاستثمار والادخار أيضا. واستغلت الهيأة المغربية لسوق الرساميل، الفراغ الكبير في تأطير الشباب في ما يتعلق بالتربية المالية، وباعتبارها عضوا مؤسسا للمؤسسة المغربية للثقافة المالية، فإنها تجدد التزامها من خلال برنامج متنوع، يستهدف تعزيز معارف الشباب في المجالات المتعلقة بالادخار والاستثمار في سوق الرساميل . وفي هذا الصدد، تعتزم الهيأة المغربيــــة لســــوق الرساميل، تنظيــم أيام دراسية ونـــدوات لصالح طلبــة المدارس العليا والجامعات، وإطلاق الدورة الثانيــة لمسابقــــة "أسئلــة المالية"، بالنسبة لتلامذة السلك الدراسي الثانوي. وقصد ترسيخ هذه المعارف، فإن الهيأة المغربية لسوق الرساميل، ستضع رهن إشارة العموم مختلف المحتويات البيداغوجية ذات الصلة، والتي تحتوي على دعامة بيداغوجية، حول المفاهيم الأساسية لسوق الرساميل، ودليل جديد للمستثمر يتعلق بعمليات على السندات، وكتيب ألعاب حول سوق الرساميل، ومحتويات رقمية متنوعة متوفرة على شبكات التواصل الاجتماعي، والموقع الرسمي للهيأة على الأنترنيت. ويأتي هذا النشاط، الذي يروم تعزيز الثقافة المالية، عند الأجيال الناشئة، في إطار مشاركة الهيأة في أيام الثقافة المالية المنظمة، في الفترة الممتدة ما بين 21 مارس إلى 3 أبريل المقبل، تحت شعار "ابن مستقبلك، كن ذكيا في التعامل مع المال". وتهدف حملة "أيام الثقافة المالية" الدولية، التي تنظمها سنويا الشبكة الدولية للثقافة المالية، التابعة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، إلى توعية الشباب بالمواضيع المرتبطة بالمال والتمويل، وإعطائهم إمكانية اكتساب المعارف الضرورية لترشيد قراراتهم المالية. عصام الناصيري