حسناء فنانة عصامية طوعت الزجاج والحجر وساهمت بورشاتها في دعم شباب ورزازات وتأهيلهم للعمل هي فنانة تشكيلية عصامية، وواحدة من بنات املشيل التي اختارت الاستقرار بورزازات للبحث عن فضاء أرحب لتنمية موهبتها وتحقيق ذاتها وسط عالم متجدد ومتغير، قبل أن تنجح في تطويع الفن لخدمة شباب المدينة وإدماجهم اقتصاديا بعد تكوينهم فنيا. حسناء أوعمو مثال للطاقات الشابة التي استطاعت نسج قصة نجاح بإمكانياتها الذاتية وبإيمانها اللا محدود بأحلامها، وهو ما جعلها تستحق دخول نادي "قافزين" من بابه الواسع، من أجل تشجيعها على مواصلة أهدافها لخدمة الفن والإنسان، وفي الوقت نفسه للتعرف عن كثب عن كواليس نجاحها في تحقيق مشروع "دار الفن" الذي تحول إلى وسيلة للإدماج الاقتصادي. تطويع الزجاج والحجر "أنا فنانة تشكيلية عصامية ما قريتش على الفن ولكن هي موهبة من عند الله" عبارة تلخص كيف استطاعت حسناء أوعمو دخول عالم الفن التشكيلي، مشيرة إلى أنها اختارت الرسم لكن بطريقة مغايرة، تتمثل في تطويع الزجاج والخشب والثوب والحجر. وأوضحت أوعمو في حديث مع "الصباح"، "في البداية كنت أشتغل في البيت، لكن بعد ذلك قررت توفير فضاء خاص للاشتغال وتنمية موهبتي وعرض منتوجاتي الفنية، خاصة أنني كنت أتعرض لعراقيل بحكم أنني قادمة من منطقة أخرى وأيضا باعتباري فتاة". ولأن الطريق ليست مفروشة بالورود، كشفت الفنانة التشكيلية والمقاولة الشابة، أنها وجدت صعوبات كبيرة تتجلى في صعوبة كراء مقر بثمن أرخص، وكذا اشتداد المنافسة الشرسة مع الرجال الذين يعتبرون وجود امرأة في الميدان مزاحمة لهم أو رغبة في محاربتهم، "صعيب تفرض راسك رسامة قادمة من منطقة أخرى ولكن الحمد لله بفضل قوة عزيمتي وطموحي اللا محدود وصبري على الشدائد استطعت إيجاد فرص لتحقيق ذاتي". دار الفن بعد جهد جهيد، تمكنت حسناء أوعمو من تأسيس مقاولة ذاتية تشتغل بشكل مغاير، فالمقاولة الفنية تشتغل على الورشات والمعارض الفنية الوطنية والدولية. وكشفت حسناء في حديث مع "الصباح"، "بعد أن اختمرت تجربتي المتواضعة في ميدان الفن التشكيلي، قلت لم لا أتقاسم تعلم الفن مع الفئات الشابة الباحثة عمن يساعدها حتى لا تواجه الصعوبات التي واجهتها في بداياتي. إذ أشرفت على عدة ورشات لفائدة التلاميذ بالمؤسسات التعلييمية وكذا بفضاء المحل الذي أشتغل فيه. وفي ما يخص محاربة البطالة، والمساهمة في تشغيل الشباب، استطاعت حسناء تشغيل عدد من الأشخاص سواء في عملية توصيل المنتوجات التي تقرر بيعها، وكذا في ما يخص توفير مساعدين لها في الورشات، سواء في توزيع معدات الرسم أوغيرها، وعاملين في المعارض المحلية والوطنية والدولية التي تنظمها، ما أهلها للنجاح في تسيير مشروع دار الفن بورزازات، التي أصبحت فضاء لدعم الشباب الباحث عن فرصة للتأهيل وإنعاش اقتصاده. خدمات متعددة بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، استطاعت حسناء التغلب على تداعيات جائحة كورونا، التي كبدتها خسائر بعد إلغاء عدة معارض، من أجل استئناف أنشطتها التي تستهدف تطوير معارضها وكذا تقديم الدعم للشباب الذين يحصلون على فرصة التكوين والتأطير وعرض منتوجاتهم للبيع بتوفير زبائن من معارف الفنانة حسناء، وهي أمور تهدف لمساعدة الطاقات الشابة لولوج سوق الشغل والحصول على عدة فرص تناسب مؤهلاتهم. ومن الأمور المهمة، المواكبة وتقوية حس المقاولات ونشر ثقافة التشغيل الذاتي، التي تقوم بها دار الفن. استطاعت حسناء استقبال الشباب الحالمين بدخول ميدان الفن التشكيلي وإبراز ذواتهم، بإشراكهم في كيفية الحصول على فرص إنعاش مدخولهم من الفن وتأسيس مقاولات ذاتية طموحة. ونظرا لمجهوداتها في تحويل الفن التشكيلي للإدماج الاقتصادي للشباب، استطاعت حسناء الظفر بثقة عدد من الفاعلين والشركاء مع عدة مؤسسات، إذ نظمت عدة مرات معارض بعين الشق والمدينة القديمة بالبيضاء، ومعارض وطنية بقصبة تاوريرت بورززات بشراكة مع مندوبية الثقافة، وفي بني ملال شاركت ضمن ليلة الأروقة. نتائج مهمة "لكل مجتهد نصيب"، شعار تبنته حسناء أوعمو في حياتها اليومية، وهو ما ينطبق على تمكنها من أن تكون ضمن لائحة المقاولين الشباب المستفيدين من مبادرة تنمية مبادرات المقاولات الذاتية. وليس هذا فحسب، إذ تمكنت ضمن فئة من المقاولين الشباب التقدم بأفكار مشاريع، أهلتها للاستفادة من دعم لجنة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي يرأسها عامل إقليم ورزازات، بعدما أقنعتهم بتميزها، ما أهلها للحصول على الدعم اللازم والمواكبة. وكشفت حسناء أن هذا الدعم يستهدف المقاولين الشباب بإقليم ورزازات والذين تمت مواكبتهم في إطار البرنامج الثالث للمرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية الرامي إلى تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب وتنمية المبادرات الذاتية للمقاولات. وتمكن هذه المشاريع من توفير ما يفوق 76 منصب شغل، إذ يتم إنجاز هذه المشاريع من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وشركائها كمؤسسة ورزازات مبادرات والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان وغيرها. محمد بها