دوريات راجلة وأخرى متنقلة ودوام بالدوائر وخلية نحل لحل ألغاز الجرائم كانت الزيارة إلى المنطقة الأمنية الحي الحسني بالبيضاء، عصر الثلاثاء الماضي، مناسبة للاطلاع عن قرب على مجمل الترتيبات الأمنية، التي تدار من داخل البناية لتشمل النفوذ الترابي للعمالة. رؤساء المصالح الأمنية في اجتماع على أهبة الاستعداد لبدء إنزال أمني مسائي، لملاحقة المطلوبين للعدالة، ومحاربة مختلف الظواهر والسلوكات غير القانونية، وكذا لضبط المشبوهين في حالة تلبس.... إنجاز: المصطفى صفر/ تصوير (عبد اللطيف مفيق) اجتماع مصغر على الهواء جمع رئيس المنطقة الأمنية برئيسي الأمن الإقليمي والشرطة القضائية، لتوجيه تعليمات إلى رؤساء الدوائر ومسؤولي فرق التدخل، بدأه رئيس المنطقة موجها كلامه إلى رؤساء الدوائر ومختلف المصالح، بوضعه الخطوط العريضة للمهمات الملقاة على مختلف المتدخلين، حاثا في الآن نفسه على التحلي باليقظة وتطبيق القانون، وعلى المردودية، ليس فقط من حيث كم الأداء، بل الجودة والكيف. ليتناول بعده رئيس الشرطة القضائية الكلمة، مستهلا خطابه بتبليغ الحاضرين تهنئة مدير مديرية الشرطة القضائية، على الحصيلة المحققة من حيث إنجاز المهمات والأداء، ودعوته للمواصلة والاستمرار وفق النهج نفسه. ليليه بعد ذلك رئيس الأمن الإقليمي في كلمة مقتضبة حدد فيها محاور تتبع العمل الميداني، قبل أن يتفرق الجميع وتغادر السيارات الأمنية والدراجون إلى الوجهات المحددة وفق المخطط الأمني المبرمج لأمسية التدخلات. دوريات ودوائر خصصت المنطقة الأمنية للحي الحسني، دوريات راجلة بأهم المحاور التي يرتادها المواطنون ويمكن أن تكون ملاذا للنشالين والمنحرفين أو لمقترفي غير ذلك من السلوكات التي تدخل في خانة الإزعاج، ولضمان ظهور أمني متميز بالقرب، ولتنفيذ التدخلات اللازمة في الوقت المناسب. وهي دوريات موزعة بين النفوذ الترابي للعمالة، إحداها تتموضع بحديقة الشيخ خليفة، غير بعيد عن كلية علوم الصحة، إذ يجوبها ثلاثة أفراد مشيا. وثانية بالفضاء الأخضر لمشروع آنفا والدوريات الباقية موزعة على أهم النقط سواء تلك الموجودة بالقرب من الملاعب أو السيال وعلى مستوى طريق أزمور أو غيرها. كما تتردد سيارات النجدة بين الحين والآخر على الأمكنة لنقل موقوف أو تقديم الدعم. وتساهم الدوريات في منع سياقة الدراجات النارية داخل فضاء الحديقة ومحاربة مختلف ظواهر الإزعاج التي قد يتسبب فيها بعض المتطفلين، سيما أن الحديقة تؤوي طلبة يتخذونها مكانا لمراجعة الدروس، كما يزورها المستجمون من أفراد الأسر. وتساهم الدوائر الأمنية، التي تظل رهن الإشارة بعد الرابعة والنصف مساء، في التدخلات وكذا التنسيق مع مختلف الدوريات، لمحاربة مختلف أنواع الجنوح. سد قضائي "الفيلتر" في مدخل العمالة، وبالضبط بعد الخروج من الطريق السيار، يوجد سد قضائي قار، يؤمنه ضابط شرطة وعناصر أمنية أخرى، ومعزز بسيارة للتنقيط الآلي، وهو سد يطلق عليه أبناء الحي الحسني "الفيلتر"، سيما أنه مكن من إسقاط العديد من المطلوبين للعدالة أو المتلبسين بحمل الممنوعات. ففي يوم زيارة السد، الذي صادف الثلاثاء الماضي، مكن تنقيط سائقة سيارة تحمل ترقيم إحدى مدن جهة سوس، من إيقافها بعد أن تبين أنها مطلوبة للسلطات الأمنية بولاية أمن أكادير، وهو ما استدعى الاحتفاظ بها ونقلها إلى مقر الأمن الإقليمي قبل مباشرة مساطر التنسيق الأمني، لنقلها إلى مصلحة الشرطة القضائية التي تطلبها. وقبل ذلك مكنت يقظة عناصر السد القضائي، من حجز مخدرات بسيارة وأخرى بحافلة، ناهيك عن إيقاف سائق سيارة ومرافقه متلبسين بحيازة كمية من الأقراص المهلوسة. وتجري العمليات الأمنية بالسد سالف الذكر، بسلاسة، إذ بعد إيقاف السيارة للتأكد من الوثائق، يتم تسليم بطاقة التعريف لأمني آخر يشرف على التنقيط الآلي، وفي بعض الأحيان إن اقتضت الضرورة، تتم الاستعانة بمصالح الأمن المختصة بمقر الأمن الإقليمي عبر إرسال المعلومات لاسلكيا، ما يمكن من التعرف على وضعية المعني بالأمر لاتخاذ المتعين. الشرطة القضائية...خلية نحل عناصر مصلحة الشرطة القضائية بالحي الحسني، خلية نحل، إذ تجري مساطر الاستماع في مختلف الأقسام حسب التخصصات، وبإشراف من الرئيس، أما المهام فهي متنوعة بين الشكايات الواردة من النيابة العامة، لتطبيق التعليمات الواردة بها من إجراء البحث والاستماع، وبين المهام المتعلقة بالتدخلات إما بواسطة الشكايات المباشرة التي تتلقاها، أو عبر التدخلات الميدانية المتسمة بحالة التلبس. نفذت عناصر الشرطة القضائية، الثلاثاء الماضي، مجموعة من التدخلات، وفق الأجندة اليومية، وتميزت صباحا بإيقاف 8 مبحوث عنهم، سواء بالانتقال إلى منازلهم أو التربص لهم في الأماكن التي يرتادونها، وأغلب الموقوفين مطلوبون بسبب شيكات بدون رصيد أو لارتكابهم جرائم نظير الاتجار في المخدرات أو النشل والسرقة وبقائهم في حالة فرار. وتزامن الثلاثاء الماضي، مع إيقاف مروج للمخدرات ضبط بحوزته كيلوغرام ونصف الكيلوغرام من الشيرا، كما أنجزت في اليوم نفسه مسطرة تسليم محضونين لوالدتهم، وقبلها أجرت العناصر نفسها عملية نوعية مكنت من تفكيك شبكة لسرقة الأسلاك النحاسية، بإيقاف متهم وتحديد هوية آخرين، بعد حجز أزيد من 180 مترا من أنبوب غليظ يحتوي على أسلاك الربط الهاتفي والأنترنيت. عمليات الإيقاف لم تتوقف عند العدد السابق، بل انضاف مشكوك فيهم آخرون إلى الموضوعين رهن الحراسة النظرية، بجرائم مختلفة نظير ترويج "السليسيون" أو الشيرا، كما أوقف مجرم خطير متخصص في السرقات الموصوفة بجناية والتي اقترفت داخل المنازل والمكاتب المهنية. قاعة المواصلات قاعة المواصلات، هي فضاء يستقبل المكالمات الواردة على المنطقة الأمنية بخصوص التبليغ عن الجرائم أو طلب النجدة وغيرهما، ويشتغل فيها أفراد مهمتهم رصد كل المكالمات التي ترد على الشرطة، وتوجيهها وتتبعها. ويمكن أن تستقبل مكالمات تخص تبليغات عن حوادث أو جرائم، وقعت خارج النفوذ الترابي لأمن الحي الحسني، فيتم إثر ذلك، التنسيق مع الدائرة الأمنية المعنية، والقيام بالمتعين في شأن المكالمة، أما بخصوص الوقائع المحلية التي ترد على الخط نفسه فإنها تلقى استجابة وتتبعا فوريين، فيتم تدوين المكالمات في سجل خاص وتحويل المعلومات إلى الجهة المعنية أو الدراجين الأقرب إلى مسرح الحادث أو الجريمة أو طالب التدخل، ويحمل الدراجون رموزا خاصة تتم المناداة عليهم بواسطتها عبر الجهاز اللاسلكي للتحرك إلى الموقع المطلوب، كما يتم تدوين نتيجة التدخل أي مآل المكالمة التي تطلب التدخل. السير والجولان افتتحت بعمالة الحي الحسني أوراش كبرى، انعكست على حركة السير بالشوارع المهمة، كما تقع في ترابها ملاعب رياضية، ومؤسسات جامعية، وتعرف حركة السير والجولان بها، نشاطا مكثفا طيلة اليوم، يتضاعف في أوقات الذروة. وساهم فتح أوراش "الباصواي" في عرقلة السير، خصوصا في أوقات الذروة، وهو ما يضاعف جهود رجال الشرطة المكلفين بالسير، سواء لتنظيم المرور أو لزجر المخالفين. وتعرف الفترة ما بعد الزوال، ازدحاما شديدا، ما فرض يقظة واستمرارية تنطلق من الثالثة والنصف إلى حدود الثامنة ليلا، لفك العرقلة من قبل عناصر السير والجولان، وفق انتشار مضبوط للعناصر الأمنية العاملة في المجال، وهو الأمر نفسه الذي تمت مواجهته في أشغال مد قنوات المياه العادمة بشارع أم الربيع بالألفة، الذي يعتبر القلب النابض للمنطقة لأنه مسار وحيد إلى وجهات مختلفة ولا يتوفر على تفرعات كافية. ويستدعي تسهيل عبور السيارات والشاحنات تنسيقا مع أمن الطريق السيار أو أمن الرحمة بالنسبة إلى طريق مولاي التهامي التي تعرف أشغالا منذ أزيد من سنتين تسببت في عرقلة كبيرة، وتتم تغطية النقط الرئيسية والمدارات بشكل مستمر، بينما تتم الاستعانة بدراجين متنقلين في نقط الضغط، يتدخلون كلما دعت الضرورة لفك العرقلة أو تسهيل المرور وكذا لزجر السائقين المتهورين.