جمعية شباب الأطلس بتارودانت سخرت طاقاتها لتنظيم دورات تكوينية ومبادرات علمية وخيرية "بناء الإنسان أعظم من أي بنيان"، حكمة طالما ترددت للتعبير عن أهمية إيلاء تعليم أفراد المجتمع وتكوينهم كل ما يفيدهم في حياتهم لتحقيق التطور والازدهار المنشودين لفائدة الوطن والمواطن، وهي الأهداف التي سعت طاقات شابة بتارودانت لتحقيقها، عن طريق التكتل في العمل الجمعوي بتأسيس جمعية شبابية بتارودانت أطلقوا عليها "شباب الأطلس". لم يكن تسليط الضوء على جمعية "شباب الأطلس" بتارودانت عبثا، بل كان نتيجة لثمرة مجهوداتها، استطاعت خلالها المؤسسة أن تبصم على حضور قوي ومتميز في ميدان العمل الجمعوي الجاد، بعيدا عن التصنع والبحث عن "البوز"، ما أكسبها احتراما جعل صيتها يتجاوز تارودانت لتنال الاعتراف والإشادة على المستوى الجهوي والوطني والدولي لدورها الكبير الذي تقدمه لفائدة الصالح العام. شباب نحو القمة تحت شعار "حي على العمل حي على الفلاح"، بادرت الطاقات الشابة منذ تأسيس الجمعية وبشكل متميز في الأعوام الأخيرة، إلى تسخير أفكار ومبادرات غير مسبوقة في المنطقة والمدينة تتمثل في دورات تكوينية منظمة بمستوى عال، تشرف عليها كفاءات كبيرة لإنجاح مشروع "شباب نحو القمة"، الذي يضم عدة مبادرات متنوعة تزاوج بين العلم والتكوين والمشاريع الخيرية. ومن بين المبادرات التي تدخل ضمن أنشطة مشروع "شباب نحو القمة"، على سبيل المثال، تنظيم دورة تدريبية لفائدة المتطوعين حول موضوع "الكايزرن...التغيير للأفضل"، ودورة تكوينية في "فن أخذ الكلمة" وإقامة ورشات تدريبية حول "التصميم الغرافيكي"، من تأطير متطوعين أكفاء. وشاركت جمعية شباب الأطلس في دورة تكوينية حول موضوع: "الرجوليات الإيجابية"، منظمة من قبل جمعية الهجرة والتنمية، تم التطرق فيها إلى عدة محاور منها "القيم والمعتقدات الأساسية للمنشط أو المنشطة"، و"ورشة حقوق الإنسان حول كيفية التنشيط"، ثم "البناء الاجتماعي لمفهوم النساء والرجال" وعرض ملخص لمفهوم الرجاليات الإيجابية و كيفية تفعيل المكتسبات حول الرجوليات الإيجابية. وتهدف هذه الورشات والدورات التكوينية إلى بناء الإنسان وتحقيق أهداف الجمعية لإعداد القادة الشباب، الذين يعول عليهم في المستقبل لحمل المشعل. من كل فن طرب لم تقتصر مبادرات جمعية شباب الأطلس على التكوين العلمي والمشاريع الخيرية، بل امتدت لتشمل مبادرات تهدف إلى ترسيخ ثقافة التطوع وتزيين واجهات المدينة، فسيرا على عادتها منذ سنوات وفي إطار مشروع مدينتي، تطوع شباب وشابات جمعية "شباب الأطلس"، لتزيين واجهات المدينة بألوان زاهية ورسومات متميزة، وتصميم جداريات تضم لوحات فنية رائعة تعبر عن الفن والثقافة والرياضة وتعزز الافتخار بالوطن. كما نظمت جمعية شباب الأطلس، بداخل مقر الجمعية دورة تحسيسية حول موضوع "الرجوليات الإجابية" لفائدة تلميذات وتلاميذ نادي مبادرات إيجابية، في إطار مشروع التنمية القروية المندمجة في المغرب لجهة سوس ماسة، وبشراكة مع منظمة الهجرة والتنمية. وليس هذا فحسب، إذ تمكن متطوعو ومتطوعات الجمعية من تنظيم مبادرة برنامج "أجي نتناقشو"، تم فيها مناقشة موضوع "الخوف من المستقبل والحياة المستقبلية" لعدد مهم من المستفيدين، وكذا تخصيص دورة تكوينية حول موضوع "التطوع وروح الفريق". طاقات بشرية ولوجيستيكية لم يكن من السهل على جمعية "شباب الأطلس" بتارودانت، أن تحقق النجاح الذي جعلها تدخل ضمن نادي "قافزين"، لولا تسخيرها الطاقات الشابة اللازمة لتنفيذ مشروع شباب نحو القمة على أرض الواقع، وكذا الوسائل اللوجيستيكية التي يعول عليها في مسارها الذي ليس مفروشا بالورود. فالمؤسسة تتوفر على أزيد من 500 متطوع ومتطوعة، كلهم حماس ورغبة في تجسيد الوطنية الصادقة، وهو ما أثبتوه في مبادراتهم التي انعكست إيجابا على التنمية المحلية والمجالية بتارودانت. إنجازات متنوعة "في وقت الشدة كيبان المعدن الأصيل"، مثل مغربي يصلح أن يكون وساما على صدر رئيس وأعضاء جمعية شباب الأطلس بتارودانت، الذين سخروا طاقتهم ووقتهم، لخدمة مدينتهم ووطنهم، ففي عز وباء كورونا، تحدى شباب المؤسسة الخوف من الفيروس وجندوا كل إمكانياتهم لخدمة المواطنين طيلة فترات الحجر الصحي، إلى جانب عدد من مؤسسات المجتمع المدني والسلطات المحلية والمصالح الأمنية. ولم تقتصر خدماتها على إقليم تارودانت، بل امتدت إلى مختلف قرى ومداشر المغرب، للقيام بمبادرات إنسانية همت توزيع مساعدات، تتوزع ما بين مواد غذائية وأغطية وملابس لفائدة الفئات الاجتماعية المهمشة والمعوزة في العديد من مناطق المغرب، وهي الأنشطة التي أبرزت قيم التضامن والتآزر، بفضل انخراط العديد من الشركاء داخل المغرب وخارجه. ولأن لكل مجتهد نصيب، استطاعت جمعية "شباب الأطلس" الظفر بجوائز كبرى، بعد أن تمكنت من البروز في ساحة العمل الجمعوي بفضل أنشطتها التعليمية والترفيهية والثقافية، لكن بوجه خاص بفضل تنظيم الدورات التدريبية واللقاءات لفائدة الشباب والأطفال، من أجل تنمية مهاراتهم في مجال التطوع والعمل الجمعوي وإعدادهم ليكونوا جيلا نافعا لمحيطهم المحلي والإقليمي والجهوي والوطني. محمد بها