«ماروك ويب أوردز» مهددة بفقدان مصداقيتها بسبب عدم التدقيق في هوية المشاركين على مر السنوات الأخيرة، عرفت مسابقة "ماروك ويب أوردز" بدعم الشباب صناع المحتوى، من خلال منح جوائز لكل صنف على حدة، والاعتماد على تصويت الجمهور في اختيار الفائزين، إضافة إلى أصوات لجنة مكونة من الحائزين على الجائزة في السنوات الماضية، وخبراء في صناعة المحتوى، غير أن ترشيحات الموسم الجاري، أثارت جدلا كبيرا بين الشباب، بسبب عدم التدقيق في هوية المشاركين. وتتضمن المسابقة 22 فئة، موزعة على التصوير والسفر والرياضة والألعاب الإلكترونية، إضافة إلى فئة العلوم والكوميديا والموسيقى، وكذا صناعة المحتوى على منصات "إنستغرام" و"فايسبوك" و"يوتيوب" و"تيك توك" وغيرها من الفئات، ولعل أول نقد وجه هذه السنة للمسابقة تعدد الفئات، والسماح للمرشحين بالمشاركة في أكثر من فئة، ما أدخل المسابقة في أجواء العشوائية، وصعوبة تدقيق هوية المشاركين، وطبيعة المحتوى الذي ينتجونه. ومن الصعب أن تحافظ المسابقة على مصداقيتها، بهذا المستوى من التنظيم والإشراف، الذي لا يرقى إلى مستوى وإرث هذه المسابقة، الأولى من نوعها في المغرب، والتي احتضنت صناع المحتوى، في وقت كان يعتقد فيه كثيرون أن صناعة المحتوى، مجرد مضيعة للوقت. وحان الوقت من أجل تغيير قوانين المسابقة، وتقليص عدد الفئات، وحصر حق المشاركة في فئة واحدة أو فئتين على الأكثر، عوض السماح للجميع بالترشح في جميع الفئات، الأمر الذي ترتب عنه خروج الترشيحات عن السيطرة، إذ أنها لم تعد تعكس عنوان الفئة، ويمكن ايجاد محتوى غير علمي بالمرة في فئة التعليم والعلوم، وهو ما يسيء إلى تاريخ المسابقة. ومن المفارقات أن بعض الأشخاص، لا يبذلون أي جهد في المحتوى الذي ينشرونه على منصة معينة، إذ منهم من يكتفي بسرقة مقاطع أشخاص آخرين والتعليق عليها، مع إضافة بعض توابل السخرية والتنمر أحيانا، ومع ذلك يسمح له بالمشاركة في أكثر من فئة، وبالمقابل هناك من يجتهدون لتصوير مقاطعهم وكتابة السيناريو وإخراج محتوى معين، ومع ذلك تجد أن أصواته أقل بكثير ممن لا يبذلون أي مجهود يذكر. ومن الأمثلة على العبث الذي أصبح بمثابة قانون المسابقة، أن المرشح الذي حصد أكثر نسبة ترشيحات من الجمهور (4306 أصوات)، في فئة التعليم والعلوم، لا يتحدث في قناته على أي شيء له علاقة بالعلوم والتعليم، إنما يكتفي بمنح "نصائح" مجهولة المصدر وغير علمية. وبالمقابل هناك مشارك آخر، يشتغل منذ فترة طويلة، على فيديوهات على منصة "يوتيوب"، ويوظف فيها كما هائلا من المعطيات المستقاة من دراسات علمية محكمة وكتب، وهو اليوتوبر ياسين الشرقاوي، الذي يتناول مواضيع معقدة من منظور علمي، لكنه يقبع في المركز الرابع، بـ (2200 صوت). عصام الناصيري