ثـروة خـارج السيطـرة

مافيا تنشط في السرقة والتهريب في ظل فراغ قانوني لحماية الإرث الفني تنشط في الخفاء تجارة اللوحات الفنية الثمينة المسروقة أو المقلدة، التي تعود إلى ريشة فنانين كبار، أو تلك التي تعد تحفا ويعود تاريخ تشكيلها إلى مئات السنين، أو تحمل توقيعات أشهر الرسامين. ومع وفاة الحسين طلال، الابن الوحيد للفنانة الفطرية الشعيبية طلال، برز الفراغ القانوني في حماية الإرث الفني، سيما لعدم وجود وريث للهالك، وكذا لأنه كان يعيش وحيدا بفيلا بالبيضاء تعد في الآن نفسه ورشة. كما ظهرت خلال حياة الفقيد محاولات للسطو على الاسم الفني للراحلة والدته، واكتساب الثروة بعد وفاتها، من خلال استقدام لوحات لابنها الحسين قصد التوقيع عليها للاعتراف بأنها رسمت بأنامل والدته، إلا أنه كان يكتشف القرصنة ويرفض التوقيع، سيما أن الأخير يعرف قيمة اللوحة فنيا وماديا، بالنظر إلى الاسم المذيل بها. وتسعى شبكات إلى قرصنة الأعمال الفنية للمشاهير أو تقليدها، لما يحققه ترويج التحف من ثروة، وكذا للإقبال الكبير للأثرياء على التنافس على اللوحات متفردة، ينسب إليهم تملكها، ناهيك عن أن قيمتها تزداد مع مرور السنين. ورغم أن هناك خبراء متخصصين في كشف التزوير عن طريق افتحاص اللوحات إلا أن تطور طرق التقليد تقف عائقا أمام كشف زيف كل الأعمال الفنية، وهو ما تظهره وقائع بين الحين والآخر، من قبيل تلك التي اقتنت فيها شخصية معروفة لوحة فنية تحمل اسم الفنانة الشعيبية طلال، قبل عرضها على خبرة فضحت زيفها، وكشفت اختلاف الصباغة المستعملة مع الأصلية، ناهيك عن فوارق أخرى، ليطوى الملف بعيدا عن العدالة بإرجاع اللوحة واسترجاع الملايين، التي أنفقت في اقتنائها. وضمن أشهر العمليات الأمنية بالمغرب في مجال حجز لوحات ومآثر فنية، تلك التي نفذتها مصالح الأمن بالحي الحسني في فبراير 2007، بعد اعتقال أربعة متهمين تورطوا في شبكة عابرة للقارات، تمكنت من سرقة تحفة فنية من كنيسة إيطالية، وتهريبها إلى المغرب، ثم محاولة بيعها بمبلغ خيالي فاق 6 ملايير ونصف مليار. ويتعلق الأمر بلوحة أصلية تعود إلى رسام القرون الوسطى الإيطالي جيوفاني فرانسيسكو باربييري، والتي كان لاستعادتها وقع كبير في إيطاليا، لما خلفته سرقتها من أسى وحزن عميقين. وأوقفت مصالح الأمن آنذاك، مهاجرا بالديار الإيطالية، وثلاثة سماسرة، وتبين أن السرقة نفذت في 2014 داخل الكنيسة، إذ أن المهاجر المتهم كان رفقة آخرين، حلوا بالكنيسة وانتظروا انتهاء الصلوات بها، ليبيتوا بداخلها، وينفذوا السرقة ليلا، إذ نزعوا الصورة من المكان الذي كانت معلقة به، وكسروا إطارها قبل أن يعمدوا إلى طيها بعناية وإخراجها من الكنيسة، كما نظفوا المكان من بقايا الإطار الخشبي، حتى لا تكتشف سرقتهم في اليوم الموالي. ولم يكتشف مسؤولو الكنيسة السرقة إلا بعد مرور أربعة أيام، ما دفع إلى إبلاغ السلطات وتدخل عمدة المدينة ليأمر بإجراء أبحاث وتحقيقات لاستعادة التحفة، لم تسفر عن أي شيء، قبل أن تمر ثلاث سنوات ويعتقل الأمن المغربي الفاعلين، ويحجز اللوحة الشهيرة. المصطفى صفر

ثـروة خـارج السيطـرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

منظمـو التظاهـرات الفنيـة... المـوت البطـيء

قطـع الأرزاق

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات