منظمـو التظاهـرات الفنيـة… المـوت البطـيء

الاستمرار في منعها بسبب الجائحة أزم وضعيتهم وترقب لحظة عودة الحياة للمهرجانات مر الكثير من المغاربة، بسبب الجائحة وما ترتبت عنها من مشاكل مادية واجتماعية ونفسية أيضا، من أزمات عديدة، مازال البعض منهم يجتر مراراتها. لكن في الوقت الذي تمكنت فيه بعض القطاعات من استعادة عافيتها، وعادت تدريجيا إلى طبيعتها، مازالت أخرى تحاول النهوض من جديد، لنفض غبار المشاكل عنها، بعد توقف اضطراري، إلا أن عراقيل كثيرة تعيقها وتعيدها إلى نقطة الصفر. فمن بين ما يحول دون عودة الكثير من التظاهرات الثقافية والحفلات والسهرات الفنية، الاستمرار في قرار منع أغلبها، هو القرار الذي أعلنته السلطات قبل أشهر، ولم تتراجع عنه رغم تحسن الوضعية الوبائية، حسب ما أكدته وزارة الصحة بشكل رسمي. فالسؤال الذي يطرح نفسه بقوة، لماذا تمنع المهرجانات والتظاهرات الفنية، في حين تقام الأعراس وبعض الحفلات بحضور المئات من الأشخاص، ويسمح أيضا بتنظيم الأسواق الأسبوعية، دون حتى أن تحترم فيها الاحترازات الصحية؟ في هذه الورقة، نجيب عن مجموعة من الأسئلة، حول هذا الموضوع، ونعطي الكلمة لبعض منظمي التظاهرات الثقافية والفنية والمهرجانات للكشف عن تضررهم من قرار المنع، والحديث عن معاناتهم. كما أنه، وخلال هذه الورقة، سيحاول بعض متعهدي الحفلات إيصال رسالتهم إلى من يهمهم الأمر، سيما المسؤولين عن قرار منع المهرجانات والذين يضعون "العصا في الرويضة"، حتى لا تعود الأوضاع إلى طبيعتها، بعد سنوات من الجمود. إنجاز: إيمان رضيف وأمينة كندي الضبابيـة تـؤزم الوضـع بلخياط قال إن المنظمين يتكبدون خسائر قرار المنع بعثرت جائحة فيروس كورونا أوراق الكثير من القطاعات وكانت السبب في توقف أنشطة كثيرة، لكن تمكنت بعض تلك القطاعات من استعادة عافيتها، باستثناء التظاهرات الفنية والثقافية والمهرجانات، والتي أعاق قرار للسلطات، خروجها من الأزمة التي تسببت فيها الجائحة. وفي هذا الصدد، قال المهدي بلخياط، منتج فني ومتعهد الحفلات، إن منظمي التظاهرات الثقافية والفنية والمهرجانات، وسط دائرة مغلقة، بعد قرار المنع الذي أعلنته السلطات قبل أشهر. وأوضح بلخياط، أنه بعد التحضير لمجموعة من التظاهرات وإعطاء الضوء الأخضر لانطلاق فعالياتها، عاد الجميع إلى نقطة الصفر، وتقرر منع كل ذلك، بشكل مفاجئ، مشيرا إلى أن ما يثير الحيرة، أنه ما يعيشه القطاع الفني، استطاعت الكثير من القطاعات، تجاوزه، وبدأت أوضاعها تعود إلى طبيعتها، فيما مازالت التظاهرات الفنية والمهرجانات، عاجزة عن التخلص مما ترتب عن الجائحة. وأضاف بلخياط في حديث مع "الصباح"، أن القطاع الفني، بصفة عامة، من أكثر القطاعات تضررا بسبب الجائحة، إلا أنه، مازال يعاني بسبب قرار المنع الذي مازال مستمرا دون أي مبرر، قبل أن يضيف "تقهرنا بسبب بإلغاء الحفلات في كل مرة"، حسب تعبيره. وتابع بلخياط حديثه بالقول إن ما يثير الاستغراب، أن بعض الحفلات يرخص لها وتنظم بشكل طبيعي، فيما أخرى تمنع، وهو ما يطرح الكثير من التساؤلات، مؤكدا أن القطاع، عاش أزمات كثيرة، ولا يتحمل المزيد "لم تعد لنا القدرة على الاستمرار في هذه الأزمة وتكبد الخسائر التي تترتب عن قرار المنع، علما أن الرخص تمنح لحفلات الأعراس، ولا تمنح للحفلات الخاصة"، حسب تعبيره. وكشف بلخياط أن الكثير من الدول منها العربية، عادت إلى تنظيم الحفلات والتظاهرات الفنية منذ مدة طويلة، مع فرض احترام التدابير الاحترازية الموصى بها، لمنع انتشار الفيروس، وهو ما يمكن لمنظمي الحفلات والتظاهرات بالمغرب القيام به والالتزام به، إذا تم الاستغناء عن قرار المنع، قبل أن يضيف المتحدث ذاته أن الضبابية تخيم على القطاع، وهو ما يؤزم الوضع، ويجعله أكثر تعقيدا ووسط أزمات كثيرة. من جانبه، علق أحد أشهر متعهدي الحفلات في المغرب، الذي فضل عدم ذكر اسمه، على توقف المهرجانات الغنائية وتنظيم السهرات الخاصة التي اعتاد أن يتعاقد فيها مع ألمع نجوم الأغنية في الساحة العربية قائلا "الرجا في الله". وقال متعهد الحفلات إن هذه العبارة كافية ليلخص من خلالها الوضعية الراهنة للعاملين في هذا القطاع الذي تضرر كثيرا على غرار قطاعات أخرى، لكن الفرق بينه وبينها كثير منها أنه لم يصدر بعد قرار يمكنه من ضخ دماء جديدة فيه. ونتيجة الوضعية الوبائية التي عرفها المغرب على غرار عدة دول منذ تفشي الجائحة، يقول متعهد الحفلات كان من الصعب جدا التعاقد مع فنانين سواء في إطار التحضير لحفلات خاصة أو المشاركة في المهرجانات، فالأمر قد يواجه الإلغاء في أي لحظة. وأكد متعهد الحفلات أنه لم يدخل أي مغامرة من خلال تحضيره المسبق لحفل فني خاص، الذي يتطلب على الأقل مدة شهرين، أو مهرجان غنائي كبير، الذي يتطلب حوالي تسعة أشهر لوضع الترتيبات مع النجوم المشاركين والتعاقد معهم. وجمدت المؤشرات السلبية لكوفيد 19، حسب متعهد الحفلات التي تستقطب أسماء غنائية لامعة في الوطن العربي، كل الأنشطة الفنية، موضحا أنه لا يمكن التعاقد معهم في ظل وضعية تتسم بالضبابية. وفي ما يخص الفنانين العرب الذين تم التعاقد معهم قبل تفشي الجائحة وتلقوا مبالغ مالية تسبيقا على حفلاتهم، قال متعهد الحفلات إنه تمت تسوية الوضعية مع العديد منهم وتفهموا الوضع وأعادوا ما تلقوه من تسبيقات. مجاهد: قرار ظالم قال عبد الواحد مجاهد، مخرج ومدير مهرجان سينما الشاطئ بالهرهورة، إنه حان الوقت للحسم في قرار منع التظاهرات الفنية والثقافية بالمغربية، والتراجع عنه. وأوضح مجاهد في حديثه مع "الصباح"، أنه في الوقت الذي تمنع فيه المهرجانات، يسمح تنظيم تجمعات أخرى وبفتح الحمامات الشعبية وغيرها، مشيرا إلى أنه يمكن تفهم الوضع بالنسبة إلى بعض المهرجانات الكبرى والتي تعرف حضور جماهير من دول أجنبية، لكن المهرجانات "المتوسطة" والتي يمكن التحكم في جمهورها والنجاح في تحقيق التباعد الجسدي، لا يوجد أي مبرر لمنعها. وأضاف مجاهد أن منع الكثير من المهرجانات والتي غالبا ما تعرف مشاركة فنانين مغاربة، ظلم تمارسه الدولة في حق الفنان المغربي، مسترسلا "للأسف الشديد مازال الكثير من المسؤولين يعتبرون الفن ليس من الضروريات وأن عودة الحياة إلى المهرجانات هو آخر إجراء يمكن أن يعلن عنه عندما تتحسن الوضعية الوبائية". وبالنسبة إلى الحل الذي وصلت إليها بعض التظاهرات الثقافية والفنية بالمغرب، والمتعلق بتنظيمها عن بعد وافتراضيا على مواقع التواصل ل الاجتماعي، قال مجاهد، إنه ترقيع، مشيرا إلى أن المهرجانات هي ملتقى وفرصة للقاء المهنيين وغيرهم، وتجديد العلاقات "المحاولات. التي قامت بها بعض التظاهرات والمتعلقة بعرض الأفلام عن بعد، وعلى مواقع خاصة، لم تكن موفقة، المهرجان لابد أن ينظم في صيغته الطبيعية وبحضور الجمهور، وبطبيعة الحال، مع احترام جميع التدابير الاحترازية الموصى بها"، حسب تعبيره.

منظمـو التظاهـرات الفنيـة… المـوت البطـيء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ملك للدولة

ثـروة خـارج السيطـرة

مقالات ذات صلة