“الجبايات” توقف مشاريع ملكية

توصل المكتب المسير لجماعة البيضاء بتقارير من شركات للتنمية المحلية تفيد باقتراب عدد من المشاريع الكبرى صرفت عليها الملايير من حافة الإفلاس، وقد يتحول بعضها، في القريب العاجل، إلى أطلال، بسبب سوء التدبير، وارتفاع الرسوم الجبائية. وحسب معطيات توصلت بها «الصباح»، فقد تدارست اللجان الدائمة بعضا من هذه التقارير التي تشير إلى الأزمة المالية التي تعيشها مشاريع مهيكلة، لم يمر على تدشينها سوى سنوات قليلة، خصوصا المشاريع التي لها ارتباط بمنظومة الجبايات والرسوم المحلية. وأشارت المعطيات نفسها إلى أن مشروعا مثل موقف السيارات تحت أرضي بشارع الراشدي، توقف أو يكاد، بسبب الإقبال الضعيف على خدماته منذ افتتاحه رسميا في يونيو 2020. وتحول هذا المرفق العمومي، الذي كلف ميزانية ضخمة قدرت بـ130 مليون درهم مولتها مديرية الجماعات المحلية في إطار مخطط تنمية البيضاء، إلى مكان مهجور تتردد فيه أصداء سوء التدبير والفشل في التقدير. ويقع هذا المشروع على مساحة 18 ألف متر مربع، ويتسع إلى أكثر من 740 مكان ركن، ومجهز بأحدث تقنيات المراقبة والكاميرات ومعدات السلامة والأمن والحراسة، كما تضمن هذا المشروع تهييء فضاء علوي، مخصص للترفيه ومكان مخصص للتزلج الرياضي ومسارح في الهواء الطلق للأنشطة الثقافية والفنية. وشيد هذا المشروع لسد النقص الكبير الذي عرفته أماكن ركن السيارات جراء تهيئة حديقة الجامعة العربية سابقا، وإغلاق زنقة عبد الرحمن الصحراوي وزنقة بيير ماري كوري، بالإضافة إلى الطلب الذي سيتولد عن أنشطة المسرح الكبير في طور التدشين، دون أن يؤدي أيا من هذه الأهداف، إذ اضطر مستشارو الجماعة إلى التداول من جديد في عدد من أعطابه، وإيجاد حلول لها. ويرفض أغلب المواطنين والموظفين العاملين بالوكالة الحضرية والجماعة والشركات الخاصة والإدارات العمومية، ركن سياراتهم بهذا المكان، بسبب غلاء التسعيرة اليومية التي تصل إلى ثلاثة دراهم للساعة، وأسعار اشتراك شهرية تتراوح بين 800 درهم، و400، حسب الفترة المختارة (الركن بالليل والنهار، الركن بالنهار فقط، أو بالليل فقط)، قبل صدور قرار بتخفيضها بـ100 درهم عن كل فئة خلال دورة فبراير المنتهية الجمعة الماضي. وبسبب ذلك، قالت التقارير إن هذا المشروع الضخم لم يشتغل إلا بحوالي 30 في المائة من طاقته منذ أكثر من سنة ونصف السنة، ما يكلف الجماعة مصاريف إضافية (الماء والكهرباء والصيانة والحراسة)، وأضحى عبئا عليها، بدل أن يكون مصدرا لمداخيل جديدة تنعش خزينتها. وليس موقف السيارات الراشدي ما تحول إلى أطلال، كذلك موقف السيارات الموجود تحت ساحة محمد السادس، إذ يفضل موظفو المحكمة المجاورة والمحامون والقضاة والمتقاضون، ثم موظفو الولاية والزوار، ركن سياراتهم في الأزقة المجاورة، بدل الدخول إلى جحيم الغلاء. في السياق نفسه، أشارت التقارير نفسها إلى مشروع المسرح الكبير الذي كلف 140 مليارا، دون افتتاحه، بينما يستهلك الملايين سنويا، للإبقاء على تجهيزاته ومعداته قيد «التشغيل»، ناهيك عن رواتب الموظفين والحراس والمنظفات والصيانة الاعتيادية. يوسف الساكت

“الجبايات” توقف مشاريع ملكية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"بيجيدي" يستنفر ذراعه النقابي

قضاة الحسابات يفتحصون الجماعات الكبرى

مقالات ذات صلة