fbpx
ملف عـــــــدالة

“الرقاة” … مخدر بماء “القرآن”

راقيان بالحاجب استغلاه في اغتصاب فتاتين إحداهما من ذوي الاحتياجات الخاصة

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة اغتصاب الفقهاء “الرقاة” للفتيات بشكل كبير إلى درجة أصبح الفقيه الذي عرف منذ القدم داخل المجتمع المغربي بالوقار والحكمة محط شك وعدم ثقة، بعد قيام عدد منهم بالتحرش واغتصاب نساء يلجأن إليهم بغرض الشفاء من الأمراض الروحانية عن طريق ما يعرف ب”الرقية الشرعية”.
وشهد إقليم الحاجب في الشهور القليلة الماضية حالتين من هذا النشاط الإجرامي المحظور. وتتعلق الحالة الأولى، حينما مثل فقيه خمسيني على أنظار وكيل الملك بمحكمة الاستئناف بمكناس بتهمة اغتصاب فتاة تبلغ 22 سنة. الفقيه، كان مكلفا بتدبير شؤون مسجد بمنطقة آيت يحيى التابعة للجماعة الترابية “راس جيري” إقليم الحاجب، وكان معروفا لدى السكان بمزاولته للرقية الشرعية ويتوافد عليه الناس من كل مناطق المملكة.
وتعود تفاصيل الواقعة، وفق ما صرحت به الضحية في شكاية تقدمت بها لمصلحة درك “راس جيري” ضواحي الحاجب، أنها كانت تقصد الفقيه المذكور للتداوي من مرض نفسي بالرقية الشرعية، وأنها في ما يبدو كانت تغتصب لمدة تفوق السنة دون أن تعلم أن الفقيه كان يقدم لها كوب ماء مجهول يقول إنه مبارك، أنه “ماء قرآن”. وكانت تغيب عن الوعي بمجرد شربه. وقد اكتشفت الضحية الأمر بعد أن استفاقت في آخر زيارة له، وهي على فراش الفقيه بمقر سكناه بدل ساحة المسجد، التي بدأت فيها عملية الرقية، إضافة إلى أن ملابسها تغيرت عما كانت عليه قبل الإغماء.
وأوقف المشتبه فيه، ووضع تحت تدبير الحراسة النظرية، رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، في انتظار تقديمه أمام العدالة من أجل المنسوب إليه.
فيما تعود وقائع الحالة الثانية، حينما اهتز الإقليم نفسه مجددا، على وقع فضيحة جنسية لا تقل بشاعة عن سابقتها، بطلها فقيه وإمام مسجد، تم اعتقاله من قبل عناصر سرية الدرك بالحاجب، على خلفية تورطه في جريمة اغتصاب فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة أثناء حصة لـ”الرقية الشرعية”.
ووفق مصادر مطلعة، فإن اعتقال المشتبه فيه (ا.ر) البالغ من العمر 60 سنة متزوج وأب لعدة أبناء، تم بناء على شكاية معززة بشهادة طبية تثبت جريمة الاغتصاب في حق الضحية، تقدمت بها أسرة الضحية إلى مصالح سرية الدرك بالحاجب، تفيد أن ابنتها البالغة من العمر 24 سنة، من ذوي الاحتياجات الخاصة، قد تعرضت لهتك عرض من قبل إمام وخطيب مسجد بعد ايهامها بضرورة خضوعها لحصص “الرقية الشرعية”، قبل أن يعمد إلى تخديرها بواسط ماء يجهل مصدره، قدمه لها على أساس أنه “ماء قرآن” يدخل في إعداد الرقية، ليقوم باغتصابها بشكل وحشي وتهديدها بتحويل حياتها الى جحيم إن هي أفشت السر و فضحت أمره.
وحاول المشتبه فيه، بعد تورطه في هذه القضية، إرشاء عناصر الدرك لحظة إيقافه داخل المسجد (مسرح الجريمة) بمبلغ خمسة آلاف درهم مقابل التستر على الفضيحة، ما أوقع الجاني في فخ الدرك بمواجهته بتهمة ثانية تتعلق بالارتشاء.

حميد بن التهامي (مكناس)


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى