السلطات تشدد إجراءات الدخول خوفا من انتكاسة وتذاكر ملتهبة تغضب المسافرين بعد أسابيع طويلة من إغلاق المجال الجوي للمملكة، عادت الحياة مرة أخرى إلى مطار محمد الخامس بالبيضاء، نتيجة قرار المغرب فتح حدوده الجوية، واستقبال الطائرات القادمة من دول مختلفة، والتي تحمل مغاربة العالم والمغاربة العالقين إضافة إلى الأجانب المقيمين. وشددت السلطات إجراءات الدخول، خوفا من انتكاسة، يمكن أن تعصف بمجهودات السلطات، في التصدي لمتحور "أوميكرون"، من خلال الاعتماد على جوازات التلقيح والاختبارات، وإنشاء خلية موسعة خارج المطار، للكشف عن الوافدين. إنجاز: عصام الناصيري / تصوير: أحمد جرفي يبدو أن الكثير من المغاربة المقيمين في دول أجنبية، كانوا ينتظرون فقط موعد فتح الحدود، ففي الوقت الذي كان من المنتظر أن يدخل إلى المغرب مغاربة العالم والمقيمون، عاينت "الصباح" حشودا من المغاربة، الراغبين في مغادرة المملكة نحو دول أوربية وغيرها، إذ تجاوز عدد المهاجرين عدد الوافدين، ما أدى إلى ازدحام شديد في الساعات الأولى من اليوم الأول، أمام بوابة المطار الدولي. عودة الحياة على غير عادته في الأسابيع الماضية، شهد مطار محمد الخامس بالبيضاء، إقبالا كبيرا في اليوم الأول من فتح الأجواء، إذ لاحظت "الصباح" مئات الأسر والمسافرين في محيط المطار، بينهم مقيمون في دول أوربية، حجوا رفقة أسرهم نحو المطار، وشباب يبدو أنهم طلبة سارعوا إلى العودة إلى مؤسساتهم في اليوم الأول، الأمر الذي أدى إلى بعض الازدحام في البوابات، خاصة في الساعات الأولى. وتحرص السلطات الأمنية في بوابات المطار، على مراقبة وثائق المسافرين، الذين كانوا مصطفين في طوابير طويلة، وكانوا يتدافعون لولوج المطار، بعدما تأخر بعضهم على طائرته بسبب أعداد الوافدين. وعادت الحياة إلى مرافق مطار محمد الخامس، إذ فتحت المحلات أبوابها مرة أخرى، وعاد العمال إلى عملهم المعتاد، كما أن المسؤولين عن تنظيم حركة المسافرين داخل المطار، وضعوا عددا من الإشارات والمعلومات في ملصقات، هدفها توجيه المسافرين إلى مصالح مختلفة، دون الحاجة إلى طلب استشارة موظفي المطار. فرح وبهجة تعتبر مشاعر الفرح والبهجة مشتركة بين جل الوافدين على المملكة، سواء تعلق الأمر بالأجانب المقيمين أو مغاربة العالم، إذ عبر عدد منهم لـ "الصباح"، عن حجم الفرحة التي يشعرون بها، بعد تمكنهم من العودة إلى أرض الوطن. وفي هذا السياق، يقول شاب يبدو في عقده الرابع، قادم من مطار "تولوز" نحو البيضاء، "فرحنا كثيرا بقرار فتح الحدود، وسارعت إلى الحصول على تذكرة في اليوم الأول من دخول القرار حيز التنفيذ، رغبة مني في الالتحاق ببيت الأسرة، لأني لم أزر المغرب منذ أكثر من سنة". ومن جانبها، قالت امرأة متقدمة في السن، كانت رفقة زوجها، إنها "ممتنة"، لأنها عادت إلى بيتها، لأن ظروف الوباء، حتمت عليها المكوث في فرنسا لأزيد من ثلاثة أشهر، بعدما سافرت لزيارة ابنها، وأغلقت الحدود في وجهها أسابيع طويلة. تذاكر ملتهبة رغم الفرحة التي غمرت جل الوافدين على المملكة، إلا أن البعض اشتكى من أسعار التذاكر، ووصفها البعض بأنها ملتهبة، ولا تشجع كثيرين على العودة إلى الوطن، الأمر الذي دفع كثيرين إلى العدول عن السفر في الأيام الأولى، في انتظار تراجع الأسعار. ويقول أحد الشباب القادمين من فرنسا، إن "سعر التذكرة مرتفع جدا، إذ يتجاوز 3500 درهم، وهو ضعف السعر الطبيعي، كما هناك من حصل على تذكرة بسعر مرتفع، تجاوز 4000 درهم. كما أن شركات الطيران لا نية لها في تعويض أو استبدال التذاكر، إذ أن معظم العالقين يتوفرون على تذاكر منتهية الصلاحية، اقتنوها في الفترة التي سبقت الإغلاق، غير أن الشركات فرضت عليهم اقتناء تذاكر جديدة". إجراءات مشددة وبالموازاة مع مشاعر الفرحة، هناك إجراءات مشددة، اتخذت من أجل مراقبة سلامة المسافرين، وخلوهم من الفيروس، إذ بمجرد مغادرة الطائرة، تبدأ مراحل المراقبة، إذ يتم حث الوافدين على التباعد الجسدي والانتظام في صفوف، بعدها تتم مراقبة جوازات سفرهم، ووثيقة اختبار "بيس ي إر"، وبعد ذلك يتم تحويلهم بعد الحصول على أمتعتهم، إلى خيمتين لإجراء اختبار آخر، قصد التأكد من خلو المسافر من الفيروس، وتجنب الانتكاسة. وفي هذا السياق، يقول محمد مسيف، الطبيب الرئيسي بمطار محمد الخامس، إنه "بعد استئناف الرحلات الجوية، نعيش أجواء عادية جدا، إذ لا يوجد هناك ازدحام كبير في مصلحة إجراء الاختبارات، والأطر الطبية وشبه الطبية، تحاول التأقلم مع عدد المسافرين الوافدين، فبمجرد نزول المسافر من الطائرة، يتم التأكد من صلاحية الجواز ووثيقة الاختبار". وأضاف مسيف، أنه بعد الختم على الجواز والمرور بالمصالح الجمركية، يحل المسافر بجناح الاختبارات، من أجل إجراء التحاليل، بعدما تم تشييد جناحين مجهزين لاستقبال المسافرين، على مساحة مهمة. وأشار مسيف، إلى أن كل مسافر يسلم له قن سري، يساعد على التعرف عليه منذ الدخول، ويساعد في الوصول إليه بعد مغادرته المطار، إذا كان الاختبار ايجابيا، تفاديا لإهدار وقت المسافرين.