شهادات

إكراهات متعددة بحكم تجربة الموسم الماضي، حين اعتمدنا النظام الحضوري وكذا نظام التعليم عن بعد، فقد تبين أن الأخير ترافقه إكراهات متعددة، تعيق التلقي السليم لدى كافة التلاميذ. وظهر جليا أن عدم تكافؤ الفرص بين التلاميذ، يصعب أن يتحقق، بسبب عدم التوفر على الإمكانيات نفسها، بالنسبة إلى كل التلاميذ، فمن لديه الظروف الجيدة والوسائل اللوجيستيكية الضرورية، ليس كمن يفتقر إليها، وبذلك تظهر فوارق معرفية بينهم. التلاميذ. وتختلف إكراهات التعليم عن بعد، باختلاف المستويات والأسلاك، فالمعيقات التي تواجه تلاميذ المستوى الابتدائي، ليست نفسها بالنسبة إلى تلاميذ الإعدادي، وتختلف عن االثانوي التأهيلي، فكلما كبر سن التلميذ يسهل التأقلم مع نمط التعليم عن بعد، كما أن رغبة التلميذ نفسه، تساعد في تحقيق نتائج أحسن. وتكون نتائج التعليم عن بعد، غير مرضية، في حال كان الفصل يضم عددا كبيرا من التلاميذ، فمن الصعب على التلميذ المشاركة بشكل تفاعلي، في وجود فوج يتكون مثلا من 30 تلميذا أو أكثر، لذا فكلما كان عددهم أقل، تكون الاستفادة أكبر. وأظن أن تطبيق التعليم عن بعد، بشكل فوري دون تحضير أو تمرين، لن يعطي نتيجة جيدة، فالانتقال بين عشية وضحاها، من التعليم الحضوري إلى التعليم عن بعد، يرافقه الارتباك، لأن الأساتذة يلزمهم الوقت للتمرن على وسائل التواصل عن بعد، مع ما يتطلبه التعامل مع التلاميذ، من تلقائية، والتأكد من أن كل التلاميذ يسألون ويتجاوبون بوتيرة متجانسة وموحدة، والتأكد أيضا، من مدى تمكنهم بصفة عامة، من المهارات المفروض أن يكتسبوها، في فترة معينة. يونس العراقي (مدير عام مؤسسة خصوصية) غيّاب الإبداع يزداد الحديث عن إمكانية اعتماد نظام التعليم عن بعد، كلما ظهرت موجة جديدة من وباء "كورونا"، وتكاثرت حالات الإصابة داخل المؤسسات التعليمية، غير أن اعتماد النمط المذكور تعترضه العديد من الإكراهات. فإذا كان التعليم عن بعد يرمي إلى وقف انتشار العدوى في صفوف التلاميذ، فإن مشاكل متعددة تعيق السلاسة المطلوبة في تلقي الدروس خارج حجرات الدراسة، من قبيل عدم توفر خدمة الأنترنت لدى كل التلاميذ، فضلا عن قدرة جميع الآباء على توفير أجهزة معلوماتية من حواسيب وهواتف ذكية وغيرها. وينضاف إلى عدم توفر الجميع على الظروف الملائمة لتلقي الدروس عن بعد، عدم إتقان كل التلاميذ، استعمال التطبيقات المعتمدة في التعليم عن بعد، ناهيك عن الانقطاعات التي يسببها الضغط على هذه التطبيقات. وبسبب عدم توفر كل التلاميذ على الظروف والإمكانيات نفسها، يكون هناك عدم تكافؤ الفرص بين كل التلاميذ، ما يجعل العديد منهم، لا يساير النسق التعليمي، ما سيؤثر على مسارهم الدراسي. إذا كان التعليم عن بعد يمكن أن يساهم في تشجيع التلميذ على التعلم الذاتي، ويمكن أن ينجز خلاله التلميذ بعض الأمور التي تعتمد الفهم والتطبيق، فإن أمورا كثيرة لا يمكن القيام بها، إلا داخل الأقسام، من قبيل ما يتعلق بالتفسير والتحليل، وتجاوب التلميذ بشكل مباشر مع إيحاءات التشجيع من الأستاذ، ما يغيب الإبداع والابتكار في الإجابات، خلال التعليم عن بعد. عبد الرزاق بن كبورة (أستاذ التعليم الثانوي) مكمل وليس بديلا في ظل جائحة "كورونا"، اتخذت السلطات العمومية، مجموعة من التدابير الاحترازية، فرضت في بعض الأحيان، على وزارة التربية الوطنية والتعليم، اتخاذ قرار اضطراري بإيقاف التعليم الحضوري، واعتماد التعليم عن بعد، لإكمال المقرر الدراسي. هذا النمط التعليمي يثير مجموعة من الإكراهات التي تؤثر سلبا على جودة ومردودية التعليم، والتي تختلف باختلاف الوسط، من بينها غياب العدة البيداغوجية من حواسيب وهواتف ذكية، إضافة إلى عدم مجانية الأنترنت وغيرها. ويضاف إلى ذلك، غياب تكوين الأطر في هذا المجال، والتفاوت المجالي الذي يثير فجوة كبرى بين الوسط الحضري والوسط القروي، هذا الأخير الذي تسهم الهشاشة والفقر وضعف البنيات التحتية، سيما في مجال الاتصال، في حرمان أبنائه من مواكبة الدروس وكل المستجدات التي تهم الدراسة. وظهر جليا عدم قدرة كثير من الأسر على مراقبة أبنائها نظرا للمستوى التعليمي الضعيف والمتدني للعديد منها، إذ يؤدي غياب المتابعة، إلى قلة الانضباط والجدية في التفاعل، بل أصبح التعليم عن بعد، أسلوبا يستعمله الأبناء للولوج إلى وسائل التواصل الاجتماعي والإدمان عليها، لأن الأحداث يميلون إلى الاستعمال السلبي لهذه الوسائل، عوض الاستعمال الإيجابي في الدراسة. ونظرا لضيق رقعة استعمال التكنولوجيا بالمؤسسات التعليمية من قبل المتعلمين والمعلمين، أصبح التعليم عن بعد، بعدا عن التعليم، خاصة أنه جاء مكملا للتعليم الحضوري، لا بديلا عنه. خديجة ملياني (معلمة بمدرسة ابتدائية بابن جرير) صعوبة المواكبة أعتقد أن التجربة السابقة التي جرى خلالها اعتماد التعليم عن بعد، تكميلا للتعليم الحضوري، من أجل الحد من انتشار وباء "كورونا" في صفوف التلاميذ، أظهرت أن إكراهات عديدة، تواجه هذا النمط التعليمي غير المألوف لدى الأسر المغربية. ولعل أبرز الإكراهات تتجلى في عدم قدرة كل الأسر على توفير وسائل التواصل لأبنائها، وكذا مصاريف الربط بشبكة الأنترنت، بفعل الحالة المادية الضعيفة، للبعض، ما يجعل الفوارق الاجتماعية بين الأسر، تنعكس على قدرة أبنائهم على مواكبة التعلم عن بعد. وفي حال توفرت وسائل التواصل، فإن ضرورة الخروج إلى العمل، تجعل مراقبة الأبناء وتتبعهم من طرف الآباء، غير ممكنة، ما يقلل من تفاعل الأبناء ومواكبتهم للدروس، وفي كثير من الأحيان لا يتابعون الدروس إما بسبب المشاكل التقنية أو لغياب الرغبة، وظهر ذلك جليا خلال فترة الحجر الصحي. والآباء الذين يعملون عن بعد، كان أبناؤهم أكثر انضباطا على متابعة الدروس، وأقل عرضة للمشاكل التقنية في الاتصال. وتتأثر علاقة المعلم بالتلميذ، باعتماد التعليم عن بعد، إذ يغيب التفاعل المباشر والوجداني بين الطرفين، كما أن الحيز الزمني للحصص يصبح أكبر، بسبب انتظار أجوبة التلاميذ بشكل ترتيبي، وتوظيف الصور يتطلب وقتا كي يتمكن الجميع من رؤيتها، ما يجعل الحصص تكون أطول وتصبح مملة بالنسبة إلى التلاميذ. ويجد المعلمون إشكالا في تقييم مستوى كل تلميذ، بسبب تدخل بعض الآباء في توجيه أبنائهم، وبالتالي يصعب وضع تقييم حقيقي لمستوى التلاميذ، بحيث لا نعرف هل إجابات التلاميذ تكون بشكل شخصي، أم بمساعدة أفراد الأسرة؟ هذه بعض الإكراهات التي يواجهها المعلمون خلال نهج أسلوب التعليم عن بعد، الذي لا يمكن بشكل من الأشكال أن يعوض التعليم الحضوري والمراقبة المستمرة والفعلية للتلاميذ. الصديق الميموني (مدير مدرسة ابتدائية) استقاها: عادل بلقاضي (مراكش)

شهادات

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

هكذا تعاملت الدول مع إغلاق المدارس

"زطك طاو" تعيد سعيد ووديع

مقالات ذات صلة