رفاق العنصر حائرون

الحركة ترفض قيود الأنظمة الداخلية وتردد معهود في خوض سباق الأمانة العامة من سيخلف امحند العنصر، شيخ الحزب، على رأس الحركة الشعبية منذ 1986 في المؤتمر المقبل؟ سؤال تردد منذ تسعينات القرن الماضي، ولا جواب، لأن الرجل الذي خبر دواليب مختلف الحكومات، وتولى عشرات المناصب الوزارية وعاش أحداثا مختلفة، يتحكم في تنظيمات الحزب، وهياكله وفروعه على المستوى المحلي والجهوي، وكذا المنظمات الموازية. ولذلك فضل العنصر أن لا يغادر رئاسة الحزب، بمبرر أن الحركيين يرفضون تغييره بشخصية أخرى، ما جعلهم يسقطون فريسة الحيرة في اختيار الأصلح لكي يخلف هذه الشخصية الكارزمية على رأس الحزب، دون أن يحدث خلاف أو انشقاق، على اعتبار أن الحركيين يكنون للعنصر كامل الود والاحترام ويضعونه فوق الجميع، وعنده يطلبون التحكيم كلما حصل خلاف. وظهر جليا أن مؤتمر الحركة الشعبية 14 المزمع عقده منتصف السنة الجارية، لن يقع فيه أي تغيير يذكر، في حال إذا رفض العنصر مغادرته، وقال كلمته المعهودة بأن المؤتمر سيد نفسه، وأن كل أبناء وبنات الحركة لديهم حق الترشح لمنصب الأمين العام، وفق المعايير التي يحددها المجلس الوطني، وأن المجال مفتوح لهم، وأن المؤتمرين هم من يقررون الأصلح لهم، وهي عبارة فضفاضة تعني أن العنصر يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أنه هو المؤهل ولا أحد غيره في حزب " السنبلة" القادر على تسييرها. وأخذ العنصر عن الراحل المحجوبي أحرضان، المؤسس، سياسة تقليدية في تسيير دفة الحزب، إذ قال الراحل أحرضان في إحدى ندواته الصحافية ساخرا أثناء مطالبة البعض منه بهيكلة الحزب ووضع قوانين داخلية وانتخاب هياكل مسيرة بطريقة ديمقراطية، بأن الحركة ليست حزبا، وأن إخضاعها للقوانين الداخلية لهيكلتها، سيدمرها، فهي أكبر من الحزب، لأنها عائلة متحركة وخيمة متنقلة، يدخلها الجميع ومن أراد أن يغادرها فله الحق في ذلك، وحينما يعود يجد مكانه بها قائما، وبالتالي فالصراع الشخصي بين الأفراد لا يجب أن يعكر صفو العلاقات الإنسانية المترابطة، وأن لغة " شاركنا الطعام" و" ها العار" تصرفات تقليدية تلعب بعض الوظائف السياسية في عدم إحداث التغيير المنشود على هرم الحزب، لأن من يدبر الحركة فهو بنية أبوية تقليدية راسخة لا تتزعزع حتى لو تغير العالم بأسره، فالحركة لن تغير جلدها. لذلك يفتقد العشرات من الذين يمنون النفس الإطاحة بالعنصر وتولي منصب أمين عام الحركة الشعبية، إلى الشجاعة السياسية، فهم يعتبرون العنصر بمثابة " جد" أو " أب" أو " أخ أكبر" لا يمكن منافسته والإطاحة به قانونيا وديمقراطيا عبر صناديق الاقتراع، بالرغم من أنهم يعتبرون أنفسهم مؤهلين لقيادة الحزب، في ظل شعورهم بالخوف الداخلي الذي يحول دون منافسة الزعيم الخالد، بل إن العشرات من الذين أرادوا منافسته، اعتبروا من المتطاولين على المنصب، فغادروا الحزب، أو فرضت عليهم المغادرة، أو تمت إقالتهم. وتولى العنصر منصب الأمين العام بالحركة الشعبية في أكتوبر 1986 خلال انعقاد المؤتمر الاستثنائي، وانتخب مرة أخرى على رأس الحزب في المؤتمر الاندماجي بين كل من أحزاب الحركة الشعبية، والحركة الوطنية الشعبية والاتحاد الديمقراطي في 2006. وفي المؤتمر الوطني الحادي عشر في 2010، تم تجديد الثقة في العنصر أمينا عاما بعد أن ترشح وحيدا، وأعيد انتخابه أمينا عاما من جديد في المؤتمر الثاني عشر في 2014، وخلال هذه المؤتمرات أرادت شخصيات وزارية منافسته وشكلت حركات تصحيحية كثيرة أعدت بالعشرات نشرت بيانات ورفعت دعاوى قضائية، ومع ذلك فشلت وغادرت، بينها سعيد أولباشا، ولحسن حداد، و حسن الماعوني، ومحمد لمرابط، وآخرون نساء ورجالا يعدون بالعشرات. وفي مؤتمر 2018 تمكن العنصر من التفوق على منافسه مصطفى أسلالو، الذي تجرأ ونازل شيخ الحزب، وغادر بعدها كما الآخرون، بل إن أسماء مقربة منه حاولت مرارا ومع اقتراب موعد المؤتمر تتراجع إلى الوراء بينهم محمد مبديع، ومحمد أوزين، وأيضا الوافدين على الحزب من قبيل محمد حصاد، وبعده سعيد أمزازي. أحمد الأرقام

رفاق العنصر حائرون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ديمستورا يجد "بوليساريو" تحتضر

هجوم على مؤثرين غنوا للأسود

مقالات ذات صلة