والي أمن مراكش قال إن البعد الاستباقي سلاح فعال وحصيلة السنة الماضية إيجابية قال سعيد العلوة، والي أمن مراكش، إن المدينة تنعم بالاستقرار، بفعل الاستراتيجية التي وضعتها المديرية العامة، وقوامها الوقاية والاستباق والعمل الميداني والتتبع . وقدم العلوة، في حوار مع "الصباح"، حصيلة العمل الأمني بالمدينة، خلال السنة الماضية، والتي وصفها بالإيجابية، كاشفا في الوقت ذاته، عن أولويات الإستراتيجية الأمنية في الفترة المقبلة. وعن شعار المرحلة المتجسد في "التعبئة العامة خدمة للوطن والمواطنين" أجرى الحوار: عادل بلقاضي(مراكش) - تصوير: (عبد الرحمان المختاري) << كيف هو الوضع الأمني بمراكش في الوقت الراهن ؟ > أولا أرحب بجريدتكم في إطار منهجية التواصل التي تعتمدها المديرية العامة الأمن الوطني، الهادف إلى التفاعل مع مختلف مكونات المجتمع بما فيها الإعلام والصحافة. الوضع الأمني الحالي، يبقى عاديا، وتخيم عليه حالة الطوارئ الصحية، ما يفرض انخراط مصالح الأمن الوطني في تدبير هذه الحالة، ضمن المجهودات التي تبذلها السلطات العمومية وفق توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل الحفاظ على الصحة العامة، ودعم المواطنين، وتدبير الوضعية والخروج منها بأقل الأضرار. << كيف تتعاملون مع هذه الظرفية الخاصة ؟ > منذ أزيد من سنتين ومصالح الأمن مجندة بجميع وسائلها البشرية والمادية، لتدبير هذه الحالة، بالإضافة إلى مهمتنا الأساسية وهي الحفاظ على الأمن العام وتأمين المواطنين وممتلكاتهم. حالة الطوارئ تطلبت من نساء ورجال الأمن، مجهودات إضافية، لتنزيل توجيهات المدير العام للأمن الوطني والحرص على الوجود في الشارع العام، للحفاظ على صحة المواطنين، بتنسيق مع السلطات المحلية والمصالح الأمنية الأخرى والسلطات الصحية، إذ نعمل ليلا ونهارا، من أجل الحرص على تطبيق مقتضيات حالة الطوارئ الصحية، ليس فقط في إطار زجر المخالفين، ولكن أيضا، في إطار التوعية والتحسيس والتوجيه. << ماهي حصيلة عمل ولاية أمن مراكش خلال سنة 2021 ؟ > تضع المديرية العامة للأمن الوطني، في نهاية كل سنة، حصيلة رقمية شاملة في جميع الميادين، باعتبار أن الإحصائيات أساسية كمعيار لتقييم العمل الأمني، فضلا عن دور الأمن الوطني في الوقاية والأعمال النظامية، خلال مواكبة حالة الطوارئ. الحصيلة إيجابية جدا، إذ تم إنجاز ما يزيد عن 71 ألف قضية جنحية وجنائية، على صعيد ولاية أمن مراكش، بالإضافة إلى مخالفات قانون السير، والمجهودات المبذولة في الشارع العام لمحاربة الشوائب، فضلا عن إنجاز البطائق الوطنية والشهادات الإدارية. ووصلت نسبة الإنجاز في محاربة الجريمة، 92%، إذ نعتمد خطة أمنية تسمى بالتربيع، تتميز بنظام تغطية أمنية قوامها الأساسي، نقط الارتكاز والدوريات، على مدار الساعة، بتسخير 32 سيارة ودوريات للدراجات، والرهان على سرعة التدخل لحظة وقوع جريمة أو طلب تدخل من أحد المواطنين، إذ وضعنا حدا أدنى للتدخل، في دقيقتين. << ما هو دور الخط 19 في فك ألغاز الجرائم؟ > قاعة القيادة والتنسيق عبر الخط 19، كشرطة النجدة، نافذة مفتوحة على مدار الساعة، إذ تلقت مليونين و171 ألفا و609 مكالمات هاتفية، وناهزت عمليات الإرشاد والتدخل، 26 ألفا و395، كما مكنت عملية تغطية المدينة بواسطة الكاميرات، من متابعة ما يزيد عن 21 ألفا و912 حالة، استوجبت التدخل بشكل فوري، وفق آلية البعد الاستباقي الذي يعد منهجا معتمدا من قبل المديرية العامة، كما قمنا بما يزيد عن 106 آلاف و655 حالة تلبس. وجرى في إطار التنسيق مع النيابة العامة، استقبال 41 ألفا و444 ملفا، ضمنها 39 ألفا و823 ملفا، تم إنجازها، من خلال تدبير شكايات المواطنين بتنسيق مع النيابات العامة. وتبقى الشرطة التقنية والعلمية حاضرة، في جميع القضايا والأبحاث، إذ تناط بها مهام أساسية في تدعيم الشرطة القضائية ودوائر الشرطة، فالمديرية العامة قطعت أشواطا مهمة في طريق تزويد الشرطة العلمية والتقنية، وتقنييها، بوسائل متطورة ومؤهلات كبيرة، نستغلها في إطار البحث الجنائي. كما يجب استحضار محاربة ظاهرة التشرد والتسول، وهو عمل توليه المديرية العامة، العناية اللازمة، من خلال تقديم المساعدة للإيواء بدور الإحسان، بتنسيق مع السلطات المحلية، همت 14 ألفا و243 شخصا كانوا في وضعية صعبة، إضافة إلى تقديم الدعم والمساعدة لألفين و399 شخصا، يعانون أمراضا نفسية << مراكش مدينة سياحية، كيف توفر الأمن لزوارها؟ > تعمل فرقة مختصة على مواكبة القطاع السياحي، وتقوم بعمل جبار من أجل تأمينه وحمايته وتأهيله، كما أن مطار مراكش المنارة الدولي، من أكبر المطارات بالمملكة، يستوجب القيام بتدخلات وأعمال أمنية لمراقبة الحركة الحدودية، وفق القوانين الجاري بها العمل.ويدخل ضمن مهامنا الأساسية، كذلك، تأمين الوسط التعليمي، فخلال هذه السنة استفاد 26 ألفا و174 تلميذا وتلميذة، ينتمون ل 562 مدرس ابتدائية وإعدادية، من تدخلات أمنية في إطار التحسيس والتأمين الخارجي للمؤسسات التعليمية، بتنسيق مع أكاديميات التعليم والمندوبية الجهوية لوزارة التربية الوطنية، التي تربطنا بها شراكة وبرامج يومية. وبخصوص جانب السلامة الطرقية وتدبير مجال السير، نعمل وفق رؤية خاصة، نظرا لأهمية المدينة التي تعرف ارتفاعا في أسطول السيارات والدراجات، إذ نساهم مع السلطات المحلية ومختلف المصالح، في تدبير أحسن للسير والحولان، لاسيما خلال أوقات العطل ونهاية الأسبوع، التي تعرف ارتفاعا كبيرا في عدد الزوار، ونراهن على مقاربة الوقاية والزجر، إذ سجلنا 110 آلاف و482 مخالفة خلال السنة الماضية. << هل أثرت الجائحة على أداء العناصر الأمنية؟ > في إطار تدبير حالة الطوارئ الصحية، سجلنا تقريبا 220 ألفا و81 مخالفة، منذ ظهور الجائحة، ضمنها 157 ألفا و663، خلال سنة 2021. كما عملنا على تدبير الاحتجاجات بالشارع العام، وقد قاربت 1636 حركة احتجاحية، وفي المجال الرياضي، جرى تأمين 787 نشاطا، بالإضافة إلى 640 نشاطا مختلفا، مع ما يستوجب ذلك من تدابير أمنية وإعداد بروتوكولات خاصة. تجويد الخدمات رهان المديرية << ماهي أولويات الإستراتيجية الأمنية المعتمدة بمراكش في الفترة المقبلة؟ > وضعت المديرية العامة للأمن الوطني، خطة طريق وإستراتيجية تعتمد تأهيل الموارد البشرية وتعزيزها، من خلال التكوين المستمر، وتجويد الخدمات الذي يبقى رهانا دائما للمديرية العامة، وحسن الانتشار وتوسيع التغطية الأمنية، عبر إحداث دوائر شرطة أو عبر تعزيز الدوريات المتحركة، ومواصلة بناء جسر الثقة مع المواطن والمقيم والزائر، وتدبير قضايا المواطنين، وفق سقف زمني محدد لجميع الشكايات والمساطر والقضايا والوثائق. << تعرف مراكش توافد مجموعة من المستثمرين، البعض منهم يجلب رؤوس أموال مشبوهة، كيف تتعاملون معهم؟ > تنعم مراكش على غرار كل مدن المملكة، بالاستقرار والأمن، وجميع الزوار سواء المغاربة أو الأجانب، نتعامل معهم في حدود القانون، ووفق المساطر القضائية، وأي خروج على ما هو عادي، بطبيعة الحال، يكون موضوع تحريات قضائية تحت إشراف النيابة العامة، وتحت طائلة القانون، ويجري التعامل مع المتورطين في قضايا جنحية أو جنائية، بكل حزم، وفي إطار القانون. الوقاية والاستباق والتتبع << تعرف مراكش تنظيم مؤتمرات عالمية وحضور شخصيات وازنة، كيف يجري تأمينها؟ > صحيح أن مراكش مدينة ملتقيات ومؤتمرات وزيارات لشخصيات أجنبية سواء رسمية أو غير رسمية، إذ قمنا خلال السنة الماضية، ب 213 عملا نظاميا وتغطية ما يفوق 350 زيارة لشخصيات بارزة، رغم ظروف الجائحة، فقد بات لدينا شبه تخصص في هذه الأمور، وعملنا يبدأ قبل الزيارة ويستمر أثناءها، لمواكبة الحدث كيفما كان نوعه، عن طريق تأهيل الوسائل المادية والبشرية اللازمة، المرئية أو غير الظاهرة، بمشاركة جميع المكونات من شرطة المرور ودوائر الشرطة والمناطق الأمنية ومجموعات خاصة تعمل على حراسة وتأمين المواقع الحساسة، مع تحديد تفاصيل كل حدث وكل زيارة، وتعبئة دائمة وفق توجيهات المديرية العامة، التي تزودنا بالدعم عند الضرورة. << مكانة مراكش على الصعيد الدولي، تجعلها ضمن المدن المستهدفة من المنظمات الإرهابية، كيف يتم الاستعداد للتصدي لذلك؟ > هناك إستراتيجية وضعتها المديرية العامة، قوامها الوقاية والاستباق والعمل الميداني والتتبع، ما أعطى نتائج إيجابية، إذ نقوم بالتنسيق مع جميع المصالح الأمنية الأخرى، من أجل إجهاض أي عمل إجرامي أو إرهابي، عن طريق التعبئة واستغلال المعلومات وتبادلها، وننوه بالتعاون القائم بين مختلف المصالح الأمنية، سواء السلطات المحلية أو المصالح الموازية والقوات المساعدة والدرك الملكي، إذ نعمل وفق منهجية محددة تمكننا من تبادل المعلومات واستثمارها ميدانيا. العمل الأمني يتطلب التضحية << هل تتوفرون على العنصر البشري الكافي، للقيام بكل هذه التدخلات؟ > بفضل وضع نظام العمل المناسب للأحداث والمواقف، نراهن على التعبئة العامة للعنصر البشري، فمراكش تحظى بعناية من لدن المدير العام، ويجري تزويدها سنويا بحصيص إضافي، وإذا اقتضى الحال تتوصل بدعم خاص من المصالح المركزية، سواء في ما يخص الفرق المتخصصة أو المجموعات المتنقلة، كما أن العمل الأمني يتطلب التضحية من الموظف والمسؤول، سيما أن المديرية العامة اعتمدت نظام العمل المستمر لدوائر الشرطة، خلال 24 ساعة وعلى مدار الأسبوع، في إطار سعيها لتحسين عمل هذه الدوائر. << ماذا عن الجانب المعلوماتي ومكافحة الجريمة الإلكترونية؟ > قطعت المديرية العامة أشواطا كبيرة، في مجال الإدارة الرقمية، سيما المصلحة الولائية للتوثيق والبطائق الوطنية التي تعمل بنظام المواعيد، وهو مستجد أعطى إضافة، فضلا عن عمل الوحدات المتنقلة، في المناطق النائية. وبخصوص الإجرام الإلكتروني نتوفر منذ سنوات، على فرقة لمحاربة هذا النوع من الجرائم، تضم مجموعة من الأطر لها تكوين خاص، ضمنها مهندسون، من أجل دعم الأبحاث القضائية، لمحاربة الجريمة الإلكترونية. فرقة محاربة العصابات ... إضافة نوعية باعتبار أن مراكش تعرف نموا عمرانيا واتساعا في جميع الاتجاهات، تواكب المديرية العامة، هذا التوسع، باعتماد شرطة القرب، وفي هذا الصدد جرى افتتاح مقر منطقة أمن المدينة العتيقة، بعد أن كانت تابعة لمنطقة أمن كليز، نظرا للأهمية العمرانية والسكانية وكذلك الخدماتية لهذا الحيز الجغرافي المهم الذي يتجاوز عدد سكانه 250 ألف نسمة، ويضم عدة مرافق ومراكز حساسة. وشكل افتتاح مقر المنطقة الأمنية الجديدة، حدثا مهما عزز القدرات الأمنية والقرب من المواطنين، إذ تتوفر على جميع المؤهلات، من هيأة حضرية للشرطة بالزي الرسمي، وهيأة حضرية للشرطة القضائية والشرطة العلمية، ومصلحة حوادث السير يترأسها عميد إقليمي. وجرى، أيضا، إحداث فرقة محاربة العصابات، التي تعد إضافة كبيرة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية، وهي تتخصص في محاربة الجريمة المنظمة والعنيفة، وتتوفر على آليات وعناصر مؤهلة مهنيا وبدنيا من أجل محاربة الجريمة، وإنجاز الأبحاث تحت إشراف النيابات العامة. كما جرى خلال السنة الماضية، إحداث مقر الدائرة 23 التابعة لمنطقة إزيكي، الذي كان حدثا أمنيا مهما بالمنطقة. التفرغ والتخصص والعمل الميداني تتوفر جميع المصالح الولائية للشرطة القضائية، على فرقة لمحاربة العصابات، وهو توجه مديري يأتي بعد إحداث الفرق الحضرية والفرق المالية والاقتصادية وفرقة الأحداث وفرقة محاربة المخدرات، وكلها تخصصات، تعمل تحت إشراف أنور الزوين، عميد الشرطة الممتاز، رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية، والهدف من إحداثها هو تعزيز القدرات وخلق نوع من التفرغ والتخصص، ومن خصوصياتها أنها تزاوج ما بين العمل الميداني والأبحاث القضائية، سيما في الجنايات ذات الصبغة الخطيرة، بطبيعة الحال تحت إشراف النيابات العامة. ودأبت المديرية العامة، سنة بعد سنة، على تعزيز الصفوف، وتؤهل حصيص جميع المصالح بتخصصات إضافية، لذا أحدثت الفرقة بوسائل مادية جديدة من الأطر ذات الكفاءة والتجربة، وتبقى الذراع القوي للشرطة القضائية لمحاربة الجريمة في الميدان، عبر الحضور وحسن الانتشار والتتبع، موازاة مع الأبحاث القضائية التي تقوم بها في جميع الحالات. وتجدر الإشارة إلى أن السنوات السابقة، عرفت إحداث فرق حضرية للشرطة القضائية بالمناطق الأمنية الخمس، مهمتها محاربة الجريمة البسيطة والانتشار بالشارع العام والتنسيق مع رؤساء المناطق والدوائر في إطار شرطة القرب، وكذلك فرقة الاستعلام الجنائي التي تعمل على تجميع المعطيات المتعلقة بجميع القضايا الجنائية والجنحية، ودراستها، وتنقيحها وفق الخريطة الإجرامية والإحصائية، من أجل توجيه الفرق الميدانية، لاستغلال كافة المعطيات. بورتري يعد سعيد العلوة، والي أمن مراكش، من الولاة الذين راكموا تجربة كبيرة على الصعيد الوطني، فهو من مواليد 1957، والتحق بسلك الشرطة بتاريخ 16نونبر 1984، برتبة عميد شرطة. بعد تقلده العديد من المناصب، وإشرافه على جهاز الأمن بالعديد من المدن، اكتسب خبرة كبيرة أهلته لينال ثقة المديرية العامة للأمن الوطني، ليتم تعيينه على رأس ولاية أمن مراكش بتاريخ 11أبريل 2016، قادما من ولاية أمن مكناس. ويتميز العلوة، الحاصل على الإجازة في القانون، بالرزانة والهدوء، ويحب تتبع الأمور بدقة من أجل التدخل قبل حدوث أي انفلات أمني، غير أنه يتحرك بسرعة في حال حدث أي تصرف خارج عن إطار القانون. يعرف العلوة بحبه للعمل الميداني، الذي يأخذ الكثير من وقته، ولو على حساب عائلته المتكونة من زوجة وثلاثة أبناء، إذ يحرص والي أمن مراكش على الوجود بشوارع المدينة أكثر من وجوده بمكتبه، سيما في عطلة نهاية الأسبوع، التي يحرص أن يتابع خلالها، الحضور الأمني بشوارع المدينة، عن كثب.