القرآن تحدث عن جمالهم وشبههم باللؤلؤ والفقهاء قالوا إن دورهم العمل لا الاستمتاع الجنسي ما تزال كلمة الغلمان في النص القرآني شائكة، بين من يرى فيها صورة مقبولة لا إشكال فيها، ومن يعتبر أنها صورة قبيحة تجعل من الأطفال سلعة للاستمتاع الجنسي والعمالة، بينما لا يصل الفقهاء وجل المفسرين، إلى درجة اعتبار الولدان المخلدين، وسيلة للاستمتاع الجنسي، واقتصروا على اعتبارهم عمالا في صورة جميلة، وحسن يضاهي اللؤلؤ المنثور. وأما أصحاب الرأي المخالف، فيعارضون هذه الصورة جملة وتفصيلا، ويعتبرون أن امتلاك مئات الغلمان، لا يليق بشخص يدعي الخلق الحسن، ويتبنى الورع والقناعة، إذ أن هذه الصورة التي جاء بها الكتاب، تعتبر المؤمن سيدا والغلمان عبيدا يطوفون عليه وينفذون طلباته، وبما أنهم لا يرفضون طلبات الأسياد، فإنه يحق لهم الاستمتاع بهم جنسيا، خاصة أنهم شباب لا يكبرون ويشبهون اللؤلؤ، متسائلين عن الوازع الذي يمكن أن يمنع المؤمن من إشباع رغباته بواسطتهم. من جهة أخرى، يرى أصحاب هذا الطرح، أن الإمعان في وصف حسن الغلمان، هدفه الإغراء الجنسي، وأنه لو كان الأمر يقتصر على وظيفة خدمة الأسياد المؤمنين، لكانوا متوسطي الجمال ويكبرون، وربما يكون بينهم كهول ونساء، لكن التركيز على مسألة الجمال الساحر الشبيه باللؤلؤ المنثور، وعدم التأثر بعامل التقدم في العمر، واختيار فئة الأطفال، فيهما إشارة إلى تاريخ العرب المسلمين مع الاستمتاع الجنسي بالأطفال، كما كان سائدا في الجاهلية واستمر مع الإمارات الإسلامية. وهناك من الفقهاء من لمح لمسألة الاستمتاع بالغلمان، من قبيل السعدي الذي قال في تفسير آية "ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا"، إن المقصود بها أنه "يطوف على أهل الجنة، في طعامهم وشرابهم وخدمتهم"، مضيفا أن ولدانا مخلدين تعني أنهم "خلقوا من الجنة للبقاء، لا يتغيرون ولا يكبرون، وهم في غاية الحسن، إذا رأيتهم منتشرين في خدمتهم حسبتهم من حسنهم لؤلؤا منثورا، وهذا من تمام لذة أهل الجنة، أن يكون خدامهم الولدان المخلدين، الذين تسر رؤيتهم، ويدخلون على مساكنهم، آمنين من تبعتهم، ويأتونهم بما يدعون وتطلبه نفوسهم". والمثير في قصة الغلمان، أن العرب تغزلوا بالأطفال في شعرهم وآدابهم، ما يجعل الفهم العام لهذه الآيات الواردة في النص، تفهم في سياقها أن الولدان رهن إشارة المؤمن، عبيدا يفعلون ما يؤمرون به، ما يجعل القرار في يد السيد، الذي يمكن أن يستعمله في الخدمة أو باعتباره دمية جنسية، وهو ما يراه بعض المؤمنين أمرا غير مقبول، فحتى لو رفضوا أن يقوموا بهذا الأمر في جنتهم، فإنهم مضطرون للتعايش مع سلوكات من هذا القبيل، تكون من صنع أصحاب النزوات البيدوفيلية. إن ما يجعل مسألة الغلمان في الجنة، أمرا موضوع خلاف، هو حجم المشاكل التقنية التي تعتريها، خاصة أن الصورة المرسخة في الأذهان حول الجنة، أنها فضاء لقبول الطلبات كيف ما كان نوعها، تماما مثل أحلام النوم، التي تمكن الإنسان المقهور والمكبوت، من أن يعيش السيناريوهات التي لا يحول بينه وبينها في العالم الواقعي، القانون أو الأخلاق أو العرف، وبالتالي ما المانع من معاشرة الغلام. عصام الناصيري