السحيمي : سأرحل عن المغرب بعد وفائي بالتزاماتي

شفيق السحيمي قال إن انتقاله إلى السينما أمر وارد قال شفيق السحيمي إن قرار مغادرته المغرب ما زال ساري المفعول بعد تنفيذه التزاماته الفنية. في هذا الحوار يتحدث صاحب "وجع التراب" عن علاقاته بالتلفزيون والسينما والمدونة الرقمية وأشياء أخرى. أعلنت قبل أسابيع قليلة قرار اعتزالك الفن بالمغرب ومغادرتك أرض الوطن بشكل نهائي.. هل القرار ما زال ساري المفعول أم أنك تراجعت عنه؟ لا لم أتراجع عن القرار لأنه مسألة محسومة بالنسبة إلي، كل ما هناك أنه لدي مجموعة من الالتزامات الفنية والأخلاقية والقانونية يجب أن أفي بها ، خاصة في ما يتعلق باستكمال ما تبقى من مسلسل "شوك السدرة" الذي رغم أنني واجهت الكثير من المصاعب في سبيل تنفيذه إلا أنه يبدو أن الأمور ستسير في اتجاه تجاوزها، على الأقل في الفترة الحالية، ولم يكن معقولا أن أغادر المغرب قبل أن أكمله، سيما أن مالا عموميا صُرف عليه وسيُصرف، وإن غادرت ستجد الشركة المنفذة لإنتاجه ذريعة لتعليق فشلها في تدبيره علي، بدعوى أن المخرج تركه وانسحب. قلت إن مشكل مسلسل "شوك السدرة" في طريقه إلى الحل، هل يعني أن خلافاتك مع التلفزيون تم تجاوزها؟أولا المشاكل التي واجهتها بخصوص هذا المسلسل لم تكن مع إدارة التلفزيون مباشرة، بل مع الشركة المنفذة للعمل التي لم تحسن تدبير المسائل المالية والإدارية ما جعل الجميع يتخبط في مشاكل لا حصر لها، وكان مطلبي الموجه إلى مسؤولي التلفزيون بهذا الشأن هو تغيير هذه الشركة بأخرى بعد أن ثبت فشلها، وهو ما تم التوصل إليه أخيرا عن طريق تفويت مهمة إكمال تنفيذ إنتاج المسلسل الذي صورنا أكثر من نصف حلقاته لشركة أخرى، ومن المنتظر أن نكمل الباقي في العديد من المدن والمناطق المغربية، إلا معظم ما تبقى من الحلقات سنحاول التركيز فيها على التصوير بمناطق الدار البيضاء والمحمدية وما جاورهما، بحكم أن بعض أبطال المسلسل تلاميذ صغار ما زالوا يتابعون دراستهم وحتى نتفادى سيناريوهات تغيبهم عن الدراسة. هل معنى هذا أنه ستكون آخر مرة تتعامل فيها مع التلفزيون المغربي؟ (ضاحكا) ليس بهذا المعنى، بل أتمنى أن تكون هذه آخر مرة يتعامل فيها التلفزيون معي بهذه الطريقة، وليس وحدي فقط، بل مع جميع المبدعين المغاربة، حان الوقت لتغيير أسلوب التعامل مع الفنان، فكل المجالات لها معاييرها الخاصة والمضبوطة في التعامل الأخلاقي والإداري والمالي إلا مجال الفن، والتمثيل على وجه الخصوص، فالفنان في بلدنا ما زال يشتغل مثل "الخمّاس"، وهذا التغيير لن يتم إلا عن طريق تغيير الأشخاص المتحكمين في قطاعات الفن والتلفزيون والمسؤولين عن مثل هذه السلوكات والتصرفات في حق الفنانين، الأشخاص الذين تربوا على الأسلوب السلطوي وألفوا التعامل به ومحاباة "مالين الشكارة". كان مشروع المدونة الرقمية أيضا واحدا من الأسباب التي سقتها في بيان أسباب قرارك مغادرة المغرب، لكن تم سحبها في آخر لحظة ألم يكن كافيا لتتراجع عن قرار المغادرة؟ أولا مشروع المدونة الرقمية بما تضمنه من بنود تكشف حجم التحكم والاستبداد الذي كان يروم واضعوها إغراق البلاد فيه، ورغم سحبها فإن نية تطبيقها بشكل أو بآخر ما زالت واردة، ثم إن مضامين تلك المدونة كانت مطبقة أصلا منذ سنوات، بدليل اعتقال مجموعة من الأسماء منهم الصحافي علي أنوزلا والمدونين محمد سقراط ومحمد الراجي وغيرهم، وما كان ينتظر المسؤولون فقط هو تقنينها وصياغة الجانب النظري فيها، وفي مثل هذا الوضع كيف يمكن الاستمرار والعطاء في بلد يراد فيه تكميم الأفواه وتقييد حريات الأفراد. هل تعتقد أن الإبداع المغربي يعاني فقط أزمة حرية؟ لا ليس فقط أزمة حرية، بل أيضا أزمة مضمون، وكذلك سيادة مجموعة من القيم السلبية في الوسط الفني مثل الرشوة والمحسوبية التي نخرت هذا الجسم. ابتعدت في السنوات الأخيرة عن الاشتغال في المسرح. ما سبب ذلك؟ ربما، وذلك راجع إلى أنه لا نتوفر على بنيات تحتية صالحة للعرض المسرحي، فلا يعقل، مثلا، أن أقدم عرضا بمسرح محمد الخامس الرباط بأزيد من 30 مصباحا كاشفا (بروجيكتور) وعندما أنتقل إلى مدينة مغربية أخرى لا أجد سوى "مصباح الجماعة"، وحتى هذه البدعة التي تسمى "دور الثقافة" بالجماعات المحلية توجد بها قاعات تصلح لمحاضرات الفاشلين من السياسيين والمنتخبين أكثر مما تصلح للعرض المسرحي. (مقاطعا) لكن مشكل البنية التحتية بالمغرب كان مطروحا حتى في فترات ازدهار المسرح المغربي؟ لا ليس صحيحا ذلك، فالمغرب كان يتوفر على قاعات للعرض المسرحي في المستوى خاصة تلك التي خلّفها الفرنسيون، كما أن معظم دور السينما كانت صالحة للعرض، لكن عوض أن تتم المحافظة على هذه القاعات وتدعيمها بقاعات أخرى، تم هدم الكثير منها وإغلاق الأخرى، فهناك تراجع خطير على هذا المستوى وهو ما أثر سلبا على الحركة الفنية ببلادنا. ألا تطمح في تقديم أعمال سينمائية؟ لم لا، فلا أحد بإمكانه منعي من ذلك، شريطة أن أقدم أعمالا للمغاربة لا أعمالا للمهرجانات، لأني لست من هواة التبختر على الزرابي الحمراء. كيف ترى وضع السينما المغربية حاليا؟ ليست بخير كما يحاول البعض أن يروج، فلا يكفي أن يرتفع عدد الأفلام المنتجة في السنة، بل الأهم هو أن تقدم سينما برؤية مغايرة وتعكس بوضوح "تامغرابيت"، لذا فأنا أعتقد أن السينما الأمازيغية هي الوحيدة التي نجحت في تحقيق هذه المعادلة لدى المتلقي المغربي، فهي على الأقل تقدم شيئا مغربيا من حيث الديكور والمعمار والمشاهد الخارجية، أما ما دونها فلا يعدو استنساخا مشوها لما تقدمه السينما الأوربية أو الأمريكية. في سطور - من مواليد 1948 بالدار البيضاء.- تابع دراسته بالمعهد العالي الوطني للفنون المسرحية (CNSAD) بباريس، إذ تتلمذ على يد كل من بيير مارسيل وانطوان فيتز ومايكل جان بيير وميشيل بوكيه .. ثم إلتحق بمدرسة اللوڤر العليا بباريس حيث درس "تاريخ الفن" ثم حصل على الدكتوراه من جامعة باريس لفنون المسرح والسينما حول موضوع "هوية المسرح المغربي". أجرى الحوار: عزيز المجدوب

السحيمي : سأرحل عن المغرب بعد وفائي بالتزاماتي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المهدي عبدو يطرح الأسبوع المقبل أغنية "مراكش"

أطباء يدنسون قسم أبوقراط على أعتاب شركات أدوية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات