مجزرة أكادير… إدمان قاتل

«الصباح» تكشف أسباب الجريمة وطريقة تنفيذها البشعة وكيفية سقوط المتهم اهتز حي الوفاء بأكادير، الأحد الماضي، على وقع حمام دم بسبب جريمة قتل ارتكبها مدمن يبلغ من العمر 46 سنة، في حق شقيقته وابنها ذي خمس سنوات بواسطة السلاح الأبيض، كما أصاب ثلاثة ضحايا آخرين من أفراد عائلته بجروح متفاوتة الخطورة، هم والدته وأخته وابن أخته الهالكة. محمد إبراهمي (أكادير) علمت "الصباح" من مصادر مطلعة أن المتهم كان في حالة غير طبيعية بسبب إدمانه على المخدرات، خلال ارتكابه للمجزرة التي راح ضحيتها خمسة من أقربائه، بعضهم لقي حتفه وآخرون ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفى. مخدرات وأقراص مهلوسة كشفت المصادر ذاتها أن نقاشا بسيطا بين المتهم ووالدته كان وراء هيجانه، قبل أن تتدخل أخته، التي تعيله، لتهدئة الوضع، غير أن حالته غير الطبيعية، جعلته يتخلص من أخته، بعد أن وجه لها ضربات مميتة بالسلاح الأبيض لتلقى حتفها، ثم طعن والدته في البطن ليصيبها بجروح خطيرة، وأسكت ابن أخته، الذي بدأ في الصراخ عندما شاهد والدته مضرجة في دمائها، موجها له طعنة في العنق ليفارق الحياة فورا. وبعد أن أجهز على أخته وابنها ووالدته، واصل اعتداءاته بآلة حادة، موجها طعناته لأخته الثانية وابن أخته الهالكة، ليصيبهما بجروح خطيرة نقلا إثرها إلى مستشفى الحسن الثاني. أسباب الجريمة وتعود أسباب ارتكاب الجريمة، حسب مصادر "الصباح"، إلى خلافات متكررة بين المتهم وأفراد عائلته بسبب إدمانه على المخدرات، رغم أن أخته الضحية هي التي تكفلت به بعد طرده من ألمانيا. وقالت المصادر ذاتها إن المتهم، المدمن على المخدرات، أساء إلى الأسرة، التي تنتمي إلى أستاذ معروف بسمعته الطيبة بأكادير. وأضاف مصدر مقرب من العائلة، بن المتهم أصبح يشعر بأنه منبوذ من قبل العائلة بعد أن صار عالة عليها، ما شكل لديه حقدا دفينا تجاهها. ولم يشفع لأخته الضحية تخصيصها مبلغا ماليا شهريا له لتغطية حاجياته، وكذا تشغيله بالمؤسسة التعليمية التي تعمل بها، قبل أن يغادرها، ولا تدخلاتها إزاء هيآت المجتمع المدني بألمانيا لعودته إلى المغرب. وقال جيران العائلة إن الأخت المتوفاة دأبت على زيارة والدتها بمنزل الأسرة بالحي الذي ارتكبت فيه المجزرة، كل نهاية أسبوع، لتحيي صلة الرحم وتزور أمها وإخوتها، قبل أن تعود إلى بيت الزوجية. فرار المتهم قبل اعتقاله أفادت المصادر ذاتها أن شهود عيان شاهدوا المتهم بعد خروجه من مكان الجريمة، تاركا أفراد عائلته مضرجين في دمائهم، إذ توجه إلى "وادي الحوار" الذي يخترق أكادير، حاملا السلاح الذي نفذ به جريمته الشنعاء. وأضاف المصدر نفسه أن رجال الأمن حضروا إلى المكان، وبعد استطلاع الأمر من الجيران، تتبعت فرقة الدراجين خطواته عبر الوادي، لتلتحق به وتلقي عليه القبض وتعتقله وتسلمه إلى الشرطة القضائية بأكادير، التي مازالت تبحث معه حول أسباب الجريمة وحيثياتها، قبل إحالته على الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بأكادير. وتم إيداع المشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية على خلفية البحث الذي تجريه المصلحة الولائية للشرطة القضائية بأكادير تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن خلفيات ودوافع ارتكاب هذه الجريمة، التي يشتبه في ارتباطها بخلافات عائلية جنازة تحت إجراءات أمنية وُوري جثمانا الأم وابنها، أول أمس (الاثنين)، بمقبرة تيليلا بأكادير، بعد نقلهما من مستودع الأموات بمستشفى الحسن الثاني، إلى منزل العائلة لإلقاء النظرة الأخيرة عليهما. وجرت الجنازة تحت إجراءات أمنية، حضرها مسؤولون بالسلطة المحلية ورجال أمن وجمع غفير من الأهالي والأصدقاء. وانطلق الموكب الجنائزي، الذي نقل الضحية التي تبلغ 56 سنة ، وابنها، قبيل صلاة العصر من مستودع الأموات إلى مسجد الإمام البخاري بحي إيراك بواركان، حيث أقيمت صلاة الجنازة قبل التوجه إلى بيت العائلة، ومن هناك إلى المقبرة، وسط جنازة مهيبة، نظرا لمكانة الهالكة في المدينة، إذ كانت تشتغل مديرة بإحدى المؤسسات الخصوصية، التي يملكها زوجها المكلوم. وذكرت مصادر مطلعة أن أم الجاني، التي توجد بمستشفى الحسن الثاني، تجاوزت المرحلة الحرجة، وهي تتماثل للعلاج، وأن حالتها الصحية لا تدعو إلى القلق، بينما نقلت ابنتها و الضحية الخامس إلى مصحة خاصة بالحي المحمدي، حيث كانت تسكن الهالكة، وأجريت لهما عملية جراحية لإنقاذ حياتهما.

مجزرة أكادير… إدمان قاتل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حملات مكثفة لحث المواطنين على التلقيح في ابن جرير

ارتفاع بـ4 % في انتاج الزيتون عام 2021 بصفرو

مقالات ذات صلة