حمتامي: قطب للتنمية الشاملة

مديرة الوكالة الحضرية قالت لـ الصباح إن مخطط التهيئة يهدف إلى تنظيم ترابي أمثل قالت ناهد حمتامي، مديرة الوكالة الحضرية القنيطرة سيدي قاسم -سيدي سليمان، إن الإقليم حقق دينامية غير مسبوقة للتنمية الشاملة، وفق المخطط الإستراتيجي للتنمية المندمجة. وأضافت حمتامي في حوار مع «الصباح»، أن المشاريع أعطت تصورا تنمويا مندمجا يضمن تنوع الوظائف والجودة المعمارية، ونموا متوازنا ومندمجا ومستداما للفضاءات الحضرية المستقبلية، إضافة إلى توفير ظروف استباقية والرقي بجاذبية القنيطرة. في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: عيسى الكامحي / تصوير:(عبد المجيد بزيوات) > أين تتحدد مخططات التنمية الشاملة بالقنيطرة؟ > لقد عرفت القنيطرة دينامية غير مسبوقة للتنمية الشاملة تغطي مختلف المستويات والقطاعات، ضمنها المخططات الوطنية القطاعية والتنمية القروية والبشرية، والتأهيل الحضري والبرامج المكثفة لمرافق القرب، والعمل الاجتماعي، لكن يبقى أهمها هو المخطط الاستراتيجي للتنمية المندمجة والمستدامة لإقليم القنيطرة 2015-2021، والذي أعطى انطلاقته جلالة الملك محمد السادس في 07 أبريل 2015. وفي هذا الإطار، حرصت الوكالة الحضرية القنيطرة-سيدي قاسم-سيدي سليمان، بتشاور وتعاون مع مختلف الفرقاء المعنيين بقطاع إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وتنزيلا لتوجيهات الوزارة الوصية، على تنسيق كل ما هو إيجابي في هذه الدينامية، وذلك عبر بلورة صيغ جديدة للتهيئة العمرانية وبرامج متكاملة ملموسة وقابلة للتنفيذ على المدى القريب والمتوسط والبعيد. إن التموقع الجيو إستراتيجي لمجال القنيطرة الكبرى، وما يزخر به من إمكانيات متنوعة، يؤهله حتما للاضطلاع بدور متميز سواء على الصعيد الجهوي أو الوطني، بل يبقى مؤهلا ليصبح قطبا رائدا للتنمية، وحلقة أساسية فاعلة داخل المنظومة الجهوية المستقبلية، كمجال رابط بين ثلاثة أقطاب اقتصادية وتنموية بالمغرب (البيضاء- الرباط وطنجة-تطوان وفاس-مكناس). ويظل تحقيق ذلك مرهونا بالخروج من الوضعية الحالية الموسومة بالعديد من الاختلالات، في مقدمتها ضعف مؤشرات التنمية البشرية، والمخاطر المحدقة بالتوازنات البيئية، وزحف التوسعات العمرانية العشوائية أو شبه العشوائية، إلى جانب غياب التقائية البرامج التنموية، وقلة التحكم في ضبط استعمالات هذا المجال الشاسع المكون من فضاءات متميزة، (شريط ساحلي بكر، مساحات فلاحية غنية، غابات مترامية الأطراف، ثروة مائية سطحية وجوفية تشكل ما يناهز ثلث الثروة المائية الوطنية). > هل يمكن الحديث عن مخطط التهيئة العمرانية للقنيطرة؟ > يروم مخطط توجيه التهيئة العمرانية للقنيطرة الكبرى المرتقب إلى تنظيم ترابي أمثل للمجال، من خلال إحداث سلسلة من الأقطاب الكبرى والمتوسطة والصغرى، واستيعاب السكان القرويين، وأقطاب جديدة مثل بنمنصور وأولاد سلامة، ومنطقة تنمية الميناء الأطلسي المبرمج، إضافة إلى أقطاب مندمجة داخل المدن القائمة، ويتعلق الأمر بقطب سيدي يحيى الغرب، والقطب الشمالي الغربي بريادة سوق الأربعاء، والقطب السياحي للمهدية، والقطب الصناعي الموسع، ... الخ، إلى جانب إحداث شبكة طرقية متكاملة تتوزع بشكل تراتبي على مختلف الفضاءات ذات الجاذبية، مع السعي لاستثمار أفضل لخطوط السكة الحديدية وخط القطار فائق السرعة، مع وضع برامج خاصة بالفضاءات العالية الأهمية أو المستدعية للتدخل قصد التأهيل أو التجديد أو إعادة الهيكلة. > ماذا عن برنامج المخطط الإستراتيجي للتنمية المندمجة للإقليم؟ هناك مواكبة دقيقة للتحولات التي تشهدها القنيطرة وأقاليمها، في إطار اتفاقية الشراكة بين العمالة والجماعة والوكالة الحضرية والمكتب الوطني للسكك الحديدية. وفعلا شهدت السنة الحالية المصادقة على تصميم تهيئة المنطقة المحيطة بمحطة القطار الفائق السرعة بالقنيطرة، والممتدة على مساحة تناهز تسعين هكتارا. ويهدف تصميم تهيئة المنطقة المحيطة بمحطة القطار الفائق السرعة بالقنيطرة إلى دعم المشاريع الكبرى المهيكلة للمدينة، خاصة مشروع محطة القطار الفائق السرعة، الرابط بين البيضاء و طنجة، وتهيئة الشوارع الرئيسية المحيطة به، إضافة إلى مشاريع أخرى. دور اقتصادي فعال كيف يمكن أن تضطلع القنيطرة بدور اقتصادي فعال وناجع؟ > لا بد من التذكير أن مخطط توجيه التهيئة العمرانية ينبغي أن يخص كل قطب من الأقطاب المقترحة، بوظائف ينتظر أن يضطلع بها في إطار منظومة عمرانية متكاملة، إلا أن تخصيص كل قطب بوظائف محددة، لا يعني أنه يمنع من ممارسة الوظائف الأخرى، بقدر ما يعني أنه سيضطلع بوظائف تغطي معظم أنشطته بالموازاة مع الوظائف الأخرى، التي قد تكون موجودة أصلا، أو يمكن إحداثها مستقبلاً. ومن المنتظر أن تتطور القنيطرة قطبا للإدارة والتسيير والخدمات واستقطاب التجهيزات الكبرى، بقصد الارتقاء بالجودة العمرانية ونمط العيش، الذي تعرفه العديد من المدن العالمية، والتي تماثلها من حيث الحجم والموقع والدور الإشعاعي. وبذلك ستطور القنيطرة قاعدتها الاقتصادية على أساس القطاع الثالث، من خلال علاقة تكاملية مع المحطة الشاطئية للمهدية، والتي يتوقع أن تطور بنيتها السياحية، والتركيز على تنويع الأنشطة السياحية الاستقطابية، كما أنها ستتكامل مع الساحل الشاطئي لسيدي الطيبي في هذا الباب. وعلاوة على ذلك، هناك مشاريع عملية يرتكز عليها المخطط، ويتعلق الأمر بمشاريع موزعة على المجالين الحضري والقروي، تغطي ميادين شتى مع إحداث التجهيزات الكبرى، وتهيئة المناطق الصناعية والخدماتية، وقرى الصيد البحري، والمنشآت الصحية والرياضية والثقافية والجامعية الكبرى وفضاءات الترفيه، والمرافق التجارية والمشاريع التنموية المندمجة. وإيمانا منها بما تتيحه وثائق التعمير من ضبط وتحكم في تنمية أي مجال، سهرت الوكالة الحضرية على تغطية مجال إقليم القنيطرة بهذه الآليات المرجعية الضرورية، إذ بات يتوفر على تصميمين مديريين للتهيئة الحضرية، و 19 تصميم تهيئة، لتبلغ النسبة من حيث التغطية بدراسات وثائق التعمير 100 %، إذ انتقل عدد وثائق التعمير المصادق عليها من 21 خلال 2016 إلى 24 وثيقة في 2021. تصور تنموي مندمج إلى أي حد نجحت القنيطرة في تنزيل هذه المشاريع على أرض الواقع؟ > ساهمت هذه المشاريع في إعطاء تصور تنموي مندمج يضمن تنوع الوظائف والجودة المعمارية والمشهدية العالمية، ونمو متوازن ومندمج ومستدام للفضاءات الحضرية المستقبلية، إضافة إلى توفير ظروف استباقية والرقي بجاذبية المدينة. كما اعتمدت مقاربة متجددة للسياسة الحضرية ترتكز على أجرأة مبادئ التعمير المستدام، من خلال تشجيع الكثافة العمودية والحرص على خلق فضاءات عمومية وحزام أخضر على طول مجال الدراسة، وتنظيم وتنويع الأنشطة والخدمات العمومية، إضافة إلى بلورة مشروع كورنيش إيكولوجي على وادي سبو، وهو عبارة عن مجال مطل على واد سبو على طول 1.6 كيلومتر، وعرض 70 مترا. وتهدف هذه المشاريع إلى تثمين المؤهلات الطبيعية للمركز، وبالخصوص وادي سبو والغطاء النباتي المحيط به، وتوفير شروط إنشاء بنيات تحتية وتجهيزات خدماتية وترفيهية للسكان، وكذلك بالقرب من المشاريع الكبرى المهيكلة كالمنطقة الصناعية الحرة لأولاد بورحمة، والمشروع الكبير المستقبلي لميناء القنيطرة الأطلسي، ناهيك عن تثمين قرب المركز من المواقع الأثرية الموجودة على ضفاف وادي سبو. ويهدف المشروع كذلك إلى تحسين ولوجية مجال الدراسة عبر تعديل مسار الطريق الوطنية رقم 1 في المقطع المجاور لبناية الجمارك القديمة للوقاية من خطر الانهيار، وكذا خلق مرآب في كلا المدخلين الشمالي والجنوبي للمركز، فضلا عن تثمين التراث المعماري والطبيعي للمركز، عبر ترميم بناية الجمارك القديمة وتحويلها إلى مركز للترويج الثقافي والتاريخي، وتهيئة منتزه طبيعي، وذلك باستغلال المجال الغابوي الموجود بجانب بناية الجمارك القديمة، وتطوير الأنشطة الاقتصادية المحلية، وذلك عبر هيكلة منطقة باحة الاستراحة والمطاعم، وتأهيل الأكشاك المخصصة لعرض، وبيع منتوجات الفخار بجانب مشروع المبنى المبرمج لبيع المنتوجات المحلية، دون إغفال خلق منطقة سياحية للاستفادة من المناظر الطبيعية، التي يزخر بها المركز. إستراتيجية رقمنة الخدمات ما أوجه تدخل الوكالة الحضرية على المستوى القروي؟ > تبنت الوكالة الحضرية القنيطرة-سيدي قاسم-سيدي سليمان، مقاربة تشاركية مع الجماعات الترابية المعنية، قصد إنجاز وثيقة تمكن من ضبط وتوجيه تنمية مجموعة من المراكز ، خصوصا من حيث الشبكة الطرقية والمرافق والتجهيزات. وتقدر المساحة الإجمالية، التي شملتها دراسة إعادة الهيكلة بحوالي 2500 هكتار، مسجلة في هذا الصدد تطورا ملحوظا إذ لم تكن المساحة سنة 2016 تتعدى 1500 هكتار. وعملت مصالح الوكالة الحضرية بتشاور وتنسيق مع الجهات المعنية على تحديد مجموعة من الدواوير وتوثيق ذلك في خرائط جوية مرفوقة بمقتضيات تنظيمية ملزمة، تم الاتفاق بخصوصها مع جميع المتدخلين في عملية دراسة طلبات رخص البناء بالوسط القروي. وهكذا، فقد عرف إقليم القنيطرة منذ بداية هذه العملية تحديد 124 دوارا على مساحة تفوق 4300 هكتار بـست جماعات ترابية. بوابة إلكترونية > ما هي حصيلة أنشطة التدبير الحضري؟ >على صعيد التدبير الحضري، سجل مسار دراسة ملفات المشاريع الكبرى ارتفاعا طفيفا، ما بين سنوات 2016 و 2020، إذ انتقل عدد الملفات المدروسة من 713 في 2016 إلى 1100 في 2020، فيما عرف المسار ذاته بالنسبة للمشاريع الصغرى بعض الانخفاض، جراء الظرف الاستثنائي الذي فرضه الوباء. وخلال العام الجاري، وإلى متم غشت الماضي، تمت دراسة 3576 ملفا، منها 630 (ملفات مشاريع كبرى)، و2946 ملفا (ملفات مشاريع صغرى). وبهدف المساهمة في تنزيل مضامين النموذج التنموي الجديد، الذي قدم بين يدي الملك، والذي جعل من تحديث الجهاز الإداري في ما يخص طرق العمل، والاعتماد على الرقميات، رافعة أساسية لتحقيق التحول السريع والمنشود لبلادنا. وتنفيذا لتعليمات الوزارة الوصية الرامية إلى تكثيف الجهود لتسريع وتعميم رقمنة الخدمات والمساطر المتعلقة بالتعمير وبالخصوص في ظل جائحة لفيروس كورونا، واصلت الوكالة الحضرية تنزيل إستراتيجيتها الرائدة «الوكالة الحضرية الرقمية في أفق 2021»، بتعميم استعمال البوابة الإلكترونية الجديدة، للبحث العلني لوثائق التعمير بما في ذلك تصاميم التهيئة والنمو. منصة رقمية > ما الغرض من هذا التحول؟ > أعتقد أن المنصة الرقمية الجديدة تندرج في سياق تعزيز التدبير اللامادي للمساطر، التي تعنى بدرجة أساسية بالقطاع، وكذا ترسيخ الحق في الوصول إلى المعلومة، با لنسبة إلى المواطن. كما تشكل آلية من آليات تعزيز جانب الشفافية والمصداقية وتحديد المسؤوليات، ناهيك عن إعادة أجواء الثقة للمواطن والمرتفق، بما أنها الآلية المثلى لتلقي ملاحظات العموم خلال هذه الجائحة العالمية لفيروس كورونا وفترات الحظر الصحي، وكذلك استجابة إلى الحرص على رقمنة الخدمات المتعلقة بالقطاع . وتهم هذه المنصة كل الأطراف المعنية بالمسطرة من جماعات ترابية، ومواطنين ووكالة حضرية، إذ تسمح بسهولة التواصل وتضمن حفظا سلسا للتعرضات والملاحظات المقدمة، وتمكن المواطن من تفادي عناء التنقلات بين الإدارات، وتسمح بوقف هدر الوقت والجهد، وكذا تقليص لمرحلة ما بعد البحث العلني لوثائق التعمير. بناية صديقة للبيئة > متى تنطلق أشغال أول بناية عمومية مستدامة ورفيقة بالبيئة بالمغرب؟ > قررت الوكالة الحضرية تشييد مقر خاص لها رفيق بالبيئة، من أجل سن ممارسة نموذجية تهم المؤسسات العمومية، في انتظار انطلاق الأشغال قريبا. وتجسد هذه البادرة التوجه العام للمغرب والمتمثل في العمل على تنزيل وإرساء الإستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة في أفق 2030. وتعد هذه البناية العمومية أول بناية عمومية بالمغرب مستدامة لبدائل الاقتصادي الطاقي، وأيضا تنوعا من حيث اختيار مواد وتقنيات البناء المحترمة للمحيط البيئي الرامية إلى الحد من انبعاث الغازات المضرة بالمناخ. كما يشكل هذا المشروع تجربة متفردة، خصوصا بعد تتويجه بشهادة الجودة البيئية العالية « HQE» بالنسبة لمرحلة التصاميم الهندسية والحلول التقنية المقترحة، بتقدير جيد، وذلك من قبل CEREWAY ، وهو مكتب دراسات للافتحاص ذو صيت عالمي. وبناء على كل هذه المواصفات الرفيقة بالبيئة، تأمل الوكالة الحضرية توفير هذه البناية 30 % من فاتورة استهلاكها الطاقي، أي بتخفيض في الميزانية يناهز 17 مليون درهم، مع خفض نسبة الغازات المسببة للاحترار العالمي إلى 55 %، واقتصاد 45 % من الماء المستعمل بالاعتماد على تجهيزات ذات استهلاك منخفض. في سطور - من مواليد ٥ دجنبر 1971 بالبيضاء - متزوجة وأم لبنتين - حاصلة على شهادة الهندسة المعمارية المسلمة من قبل معهد فن الهندسة المعمارية والتعمير بتونس. - حاصلة على الماستر في مجال التراث ومهنه - مديرة مساعدة لمديرية الهندسة المعمارية ومكلفة بمهمة لدى الكتابة العامة لوزارة الإسكان والتعمير وتهيئة المجال (قطب التعمير). - شغلت منصب نائبة رئيس الهيأة الوطنية للمهندسين المعماريين لثلاث ولايات - مندوبة المملكة المغربية لدى الاتحاد المتوسطي للمهندسين المعماريين لولايتين.

حمتامي: قطب للتنمية الشاملة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الباري: نسوق 150 ألف طن من الكارتون

"الكاك"... عـزيـز وإن هـوى

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات